مشاكل واضطرابات الجهازالهضمـي فـي رمضـان

مزاج الثلاثاء ٠٥/يونيو/٢٠١٨ ٠٢:٥٣ ص
مشاكل واضطرابات الجهازالهضمـي فـي رمضـان

خاص -
ينعم المسلمون في هذه الأيام ببركات شهر رمضان الفضيل وما يجلبه من فضائل وفوائــد لا تعد ولا تحصى للصائمين من الناحية الصحية والروحانية، وقد يعاني الكثير من الصائمين خلال الشهر المبارك من بعض التبعات الصحية نتيجة لممارسات خاطئة تتعلق بالصيام والإفطار.

ويعتبر التغيير الجذري في مواعيد الوجبات الرئيسية المعتادة والتنوع الكبير في المأكولات والأطباق اليومية على السفرة الرمضانية من مسببات الاضطرابات المعوية وعسر الهضم.

وتظهر أعراض عسر الهضم عند الصائمين على عدة أشكال لعل منها الشعــور بعدم الراحة بعد الأكل متمثلة في الغـــازات والانتفاخ والإحساس بالتخمة وعدم الرغبة في تناول الطعام لمدة طويلــة والآلام المعدية، كما قد يشعر البعض بالغثيان والتقيؤ أيضا. وتعد حرقة المعدة -الحموضة- وحرقان المريء والتجشؤ من أعراض عسر الهضم الأكثر انتشارا في رمضان. وقد يشتكي الكثير من مشكلة الإمساك المتكرر طيلة الشهر الفضيل.

والأهم من ذلك كله هو معرفة الأسباب التي تؤدي لهذا الكم من الاضطرابات والمشاكل الهضمية، ففي خلال شهر رمضان المبارك تكثر العوامل والأسباب التي تجعل من عسر الهضم والاضطرابات المعوية من المشاكل الصحية الأكثر شيوعا، ولعل معظم هذه الأسباب تندرج تحت بند العادات الغذائية الخاطئة التي يتبعها الكثير في اختيار أنواع الأطباق والأطعمة، والإسراف والمبالغة في تناول الطعام وخصوصا في أولى ساعات الإفطار وعدم مضغ الطعام بشكل جيد وكاف والإسراع في بلع الطعام والتقليل من تناول الماء والسوائل الأخرى والاعتماد على تناول المشروبات المحتوية على كميات عالية من السكر والكافيين.
كما أن قلة تناول الأطعمة الغنية بالألياف والإكثار من الأطعمة الدهنية والمقلية الغنية بالتوابل مع قلت الحركة وعدم ممارسة الرياضة اليومية البسيطة بعد الإفطار وعدم تنظيم النوم، تعد من العوامل المساعدة على ظهور الإمساك بشكل مستمر خلال الشهر الفضيل.
ومن المعلوم بأن اتباع عادات وأنماط غذائية صحية تحمي من عسر الهضم وتوفر راحة نفسية وجسدية للصائم خلال الصيام وبعد الإفطار.

نصائح ذهبية

فيما يلي نسرد بعض النصائح المهمة لتجنب ومعالجة الاضطرابات الهضمية خلال فترة الصيام:

الحرص على تناول كمية قليلة من الطعام في بداية الإفطار وعدم إرهاق الجهز الهضمي بكميات كبيرة، على أن يتم تناول باقي الطعام بعد ساعة على الأقل حتى يتسنى للجهاز الهضمي العودة للعمل من جديد بعد توقفه لساعات طويلة خلال فترة الصوم.

من الضروري البدء في الإفطار بتناول الرطب أو التمر حيث يعتبر التمر من أهم المصادر الأساسية والطبيعية التي تمد الجسم بنسبة كبيرة من السكر سريع الامتصاص كما أنه يساعد الجهاز الهضمي في الاستعداد لاستقبال الطعام ويحسّن من أدائه أثناء الهضم.

تناول الطعام ببطء ومضغه جيدا قبل بلعه، والامتناع عن الكلام أثناء الأكل لتلافي ابتلاع الهواء الذي يتسبب في تكون الغازات داخل الأمعاء مما تنتج عنه الآلام وعسر هضم.

التقليل من البهارات والتوابل في الأطعمة والامتناع نهائيا عن تناول الأطعمة الدسمة الغنية بالدهون والنشويات عند الإفطار كالوجبات السريعة لأن الدهون تبقى في الجهاز الهضمي لفتره طويلة مسببة عسرا في الهضم، ويفضل استبدالها بالأطعمة المحتوية على كميات غنية من الألياف كالحبوب والخضروات والفواكه.

عدم الاستلقاء والنوم مباشرة بعد تناول الإفطار حتى يتجنب الصائم مشاكل ارتجاع الطعام إلى المريء والذي يعد من المشاكل الهضمية الشائعة خلال رمضان.

ولتجنب الإمساك ينصح بالاهتمام بشرب كميات كافية ومنتظمة من الماء وعلى فترات متفاوتة بين الإفطار والسحور وتقليل المشروبات المحتوية على نسب كبيرة من المنبهات كالقهوة والشاي وخصوصا عند الإفطار أو عند السحور لأنها من مسببات الجفاف نظرا لإدرارها للبول.

الاهتمام بممارسة الأنشطة الرياضية كالمشي بعد الإفطار بساعتين لأن من شأن ذلك أن يحسّن أداء الجهاز الهضمي وحركة الأمعاء ويقلل مشاكل الاضطرابات الهضمية كالإمساك.

وفي الختام نقول بأن الاعتدال في الطعام والشراب في رمضان وسائر الأيام مطلب مهم للحفاظ على صحة دائمة.. ورمضان مبارك.

أعده وكتبه: ضابط مدني د.عبدالحميد بن مبارك السيابي

المجمع الطبي بقاعدة سعيد بن
سلطان البحرية