د.سيف الهادي: شهر رمضان فرصة جليلة للمسلم عليه أن يستغلها

مزاج الثلاثاء ٠٥/يونيو/٢٠١٨ ٠٢:٥١ ص
د.سيف الهادي:


شهر رمضان فرصة جليلة للمسلم عليه أن يستغلها

حاوره - سعيد الهنداسي

الحديث مع الدكتور والإعلامي سيف الهادي كان حديثا مع شخصية عُمانية تتسم بالبساطة والوضوح والعفوية بعيدا عن المبالغة أو التعصب، ومن الواضح أن شخصية د.سيف الهادي تأثرت بالمفتي العام للسلطنة سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي من خلال مشاركته في برنامج «اسألوا أهل الذكر» مما جعل من هذا الثنائي الرائع والبرنامج بشكل عام محل متابعة كبيرة لما يقدمه من فائدة عظيمة وإجابات شافية عن كل استفسار يسأله المشارك في البرنامج.

مدرسة تأديبية

بدأ د.سيف الهادي حديثه معنا بالتهنئة بمناسبة شهر رمضان المبارك، وموجها رسالته الأولى للشباب حول كيفية الاستفادة من فضائل هذا الشهر الفضيل. يقول: إن هذا الشهر الفضيل فرصة جليلة للمسلم عليه أن يستغلها من أجل تقديم الكثير من العبادات والطاعات، وقد أراد الله من هذا الشهر أن يكون مدرسة تأديبية وتأهيلية وتنظيمية للمسلم تعلمه الكثير من القيم التي ينبغي أن يحرص عليها في حياته.

الصوم في الغربة

وحول ذكرياته مع شهر رمضان خارج حدود الوطن يُعيد د.سيف الهادي ذاكرته إلى تلك الأيام التي قضاها في المملكة المغربية قـــــــائلا: نعم كنت أيامها في فترة الدراسة ومع أنك في بلد ليس بلدك إلا أن إخواننا المغاربة أشعروني أنني بين أهلي وإخواني ولم أشعر بتلك الغربة بينهم.
وحول الإكثار من الطعام خلال رمضان يقول د.سيف الهادي: أدعو النساء إلى التقليل من حالة الاستنفار في المطبخ في شهر رمضان؛ لأن هذه الأطعمة الكثيرة التي تملأ مائدة رمضان عند الإفطار وبعد الإفطار ينبغي أن تتم إعادة النظر فيها، ولذلك اقترحت أن تأخذ المرأة كتابا لأنواع الأطعمة في العالم وتحديدا الطعام أو الأكلـــــة الرئيسية في كل دولة وتختار 30 دولة بحيث تقوم بطبـخ طبق مختلف لدولة معيّنة في كل يوم، وبذلك ستكتسب مهارة صناعة 30 وجبة ممثلة 30 دولة وهذا من فوائد رمضان فيه جانب معرفي وثقافي وهو أيضا يغنيها عن تكرار الوجبة يوميا.

وعن الأطباق العُمانية أشار د.سيف الهادي إلى حبه وعشقه للمذاق العُماني قائلا: نحب الطعام العُماني بحكم تعوّدنا عليه وهو بالطبع لذيذ جدا، ولكن هناك أطعمة عالمية تحمل نفس القيمة الغذائية والجودة ويجب علينا أن نعوّد أنفسنا على تجربة باقي الأطعمة من دول العالم المختلفة أيضا.

رسالة إعلامية

وحول الرسالة التي أراد إيصالها من خلال تقديمه ومشاركته في العديد من الأعمال التلفزيونية هذا العام أكد د.سيف الهادي على أهمية العمل الإعلامي والرسالة الإعلامية الهادفة قائلا: الحديث عن نبي الله يوسف عليه السلام الذي عاش في حضارة كانت تحكم العالم آنذاك وهي حضارة ليست مسلمة ولكنه قدّم صورة جميلة في كيفية التعايش مع هذا الاختلاف وعاش مع أسرته في الشام ثم اختطف ليكون في بيت العزيز وأصبح ينال حظوة ومرّ بتجربة أخلاقية استطاع أن يتجاوزها ودخل السجن وقدّم صورة أخلاقية رائعة ثم انتقل ليكون عزيزا في مصر ويتولى شؤونها المالية والاقتصادية ثم بدأ يصحح أفكار إخوته ويعود لأسرته مرة أخرى وعلى الإنسان أن يستفيد من قصة يوسف ليتعايش مع كل هذه المفردات ويرى الخريطة الصحيحة في الحياة لكل هذه المظاهر.

مواقف طريفة

وعن المواقف الطريفة التي ربما تكون حاضرة في مثل هذه البرامج المباشرة مثل برنامج «اسألوا أهل الذكر» قال د.سيف عنها: سماحة الشيخ تحلى بالقدرة التسامحية التي استطاعت أن تستوعب الجميع، يقدم إجابات من الدليل ولا تعتمد على آراء العلماء السابقين ولا تنتمي لمذاهب معيّنة بل تعتمد الدليل ولذلك يناقش القضية بعيدا عن أي تأطير مذهبي وفي بعض الأحيان تأتي أسئلة يلح السائل أن تكون الإجابة على مذهب معيّن فقد سألتنا إحدى الأخوات من المذهب الشافعي عن زكاة حلي الذهب وعند الشافعية أن حلي الذهب المستعمل ليس فيه زكاة وأجابها الشيخ هذا هو رأي الشافعية وإذا أخذت برأي مذهبها فهي سالمة إن شاء الله وعلى صواب، وفي بعض الأحيان أقول للشيخ المفتي إن هذا السائل ينتمي للمذهب الفلاني فيجيبه على مذهبه دون تحيّز لرأيه وهذا يدل على سعة أفق سماحة الشيخ وهو ما جعله محبوبا عند كل الطوائف المسلمة وهذا هو الإسلام في حقيقة الأمر.
ويتذكر د.الهادي موقفا طريفا وعنه يقول: هناك أمر طريف آخر ورد عبر شبكات التواصل الاجتماعي حيث ورد سؤال لسماحة الشيخ حول اليمين الذي يقدمه المسؤول أمام جلالة السلطان وهل تلزمه كفارة إذا حنث بتلك اليمين؟ فقال سماحة الشيخ نعم تلزمه، فقلت له إذن عليهم أن يكفروا كل يوم وصحب ذلك ضحك وانتشر هذا المقطع عبر وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة كبيرة.

الاعتزاز بشخصيتنا العُمانية

وحول ضرورة الاهتمام بالأسماء العُمانية التي قدّمت خدمات جليلة لأوطانها وأمتها وحتى لا يأتي آخر وينسب هذه الشخصية لوطنه يقول د.سيف: هذا الموضوع أخذ أبعادا كثيرة ويجب الانتباه له لأن كثيرا من هذه الشخصيات لم يتم الالتفات إليها إلا مؤخرا عندما شعر المجتمع العُماني بالاستفزاز. يجب على المجتمع العُماني وضع استراتيجية لاحتواء الموضوع وإدخال هذه الشخصيات التي تنتمي للمجتمع العُماني في المناهج وأن توضع لها برامج وندوات حتى تترسخ في عقل العُماني. وبهذه الطريقة عندما ترسّخ المعلومة لدى المجتمع فإن استفزاز الآخر ومحاولة أخذها منا ونسبها إليه لن يجدي ولن يشكل إثارة.

هوايات واهتمامات

ينهي د.سيف الهادي حديثه معنا بالحديث عن هواياته واهتماماته الأخرى بعيدا عن التقديم فيقول: لي اهتمامات خاصة بالجانب التقني والإلكتروني والتعامل مع التقنيات وتفكيك وتركيب الأجهزة والبحث في تفاصيلها وكيفية صناعتها وأشتغل عليها بين الحين والآخر، والأجهزة التي تتعطل عندي لا آخذها إلى المحل بل أصلحها بنفسي.