المسحراتي صوت لم يختفِ من العوابي

مزاج الثلاثاء ٠٥/يونيو/٢٠١٨ ٠٢:٥٠ ص
المسحراتي

صوت لم يختفِ من العوابي

العوابي- محمد بن هلال الخروصي

لشهر رمضان المبارك نكهات روحانية، وعادات وتقاليد معينة تختلف عن باقي أشهر السنة، وفي ولاية العوابي في محافظة جنوب الباطنة قد لا تختلف العادات الرمضانية عن باقي ولايات السلطنة. ويقول المعلم إبراهيم بن سليمان البحري: «إن لشهر رمضان في السابق طابعه الخاص حيث كان الجميع في ذلك الوقت يستعدون لهذا الشهر الفضيل قبل أيام من قدومه بشراء المستلزمات البسيطة ووفق الحاجة إليها. وفي نهاية شهر شعبان كانوا يجلسون في مكان مرتفع لمشاهدة رؤية الهلال ويقومون بإطلاق ناري معلناً بداية شهر رمضان. وكانوا في السابق يطلقون المدفع من الحصن كما إنهم يتجمعون في أول ليالي الشهر الفضيل ويقومون بعقد نية رمضان مع الجماعة سواء أكان ذلك في المسجد أو في منزل شخص منهم. لكن كل هذا انتهى رغم أنه يمكن أن يكون موجودا في بعض الأماكن.

ويضيف إبراهيم: «في اليوم الأول من رمضان وبعد صلاة الظهر تكثر قراءة القرآن والدروس الدينية حتى موعد صلاة العصر، وقبل موعد الإفطار يذهب الناس لإحضار ما رزقهم الله من فطور ليتناولوه في صحن المسجد مع الجماعة، وكان الفطور آنذاك التمر واللبن والماء فقط وبعد صلاة المغرب يقوم الجميع بتكملة باقي الفطور ومن ثم يذهبون للمنازل لتناول وجبة العشاء وهذه العادة موجودة حتى الآن، بعد ذلك يأتي الناس مرة أخرى للمسجد لأداء صلاة التراويح يليها تناول بعض القهوة في صحن المسجد أو في السبلة أو في منزل واحد منهم.

وحول الوجبات الأكثر شهرة خلال شهر رمضان يقول إبراهيم: «من الوجبات السابقة في شهر رمضان الهريس والثريد وبعض البقوليات، أما الآن فالمائدة متنوعة بالعديد من الأصناف كالقمة القاضي وغيرها والعديد من البقوليات».

ويتابع البحري حديثه فيقول: «ضمن العادات الإسلامية وخاصة في الشهر الفضيل القيام بزيارات للأهالي والأقارب والأصدقاء كما أن الجلوس مع الجماعة لتبادل أطراف الحديث حتى قبل منتصف الليل له طابعه الخاص، ومن بين العادات في شهر رمضان بولاية العوابي وقبل موعد صلاة الفجر بساعتين يقوم أحد المواطنين بأعمال المسحراتي، ويطوف بين المنازل منادياً (يا نايمين الليل سحور سحور قوموا تسحروا)، ويستخدم في ذلك طبلاً ويقرعه بعصى وهذه العادة لا تزال موجودة في بعض القرى والمناطق بولاية العوابي، وكذلك في ولايات السلطنة وهناك بعض الشباب يسهرون في تلاوة وحفظ القران الكريم مع آبائهم، كما تتواصل بمساجد الولاية حلقات الذكر حتى منتصف الليل».