علي بن راشد المطاعني
الجهود التي تبذلها غرفة تجارة وصناعة عُمان فرع مسندم خلال شهر رمضان المبارك تعكس العديد من الجوانب الهادفة إلى خدمة المجتمع والاقتراب منه أكثر، وإيجاد شراكات مجتمعية واعدة والإسهام الفاعل لفروع غرفة تجارة وصناعة عُمان في المحافطات، الأمر الذي يبعث على الارتياح لهذا النهج الجديد الذي يرسخه فرع الغرفة بمسندم من خلال ما ينظمه من فعاليات رمضانية متنوعة اجتماعية وثقافية ورياضية رائعة تمتزج فيها كل الفئات والشرائح والمستويات العمرية ويسودها الانسجام والود والتناغم في بناء شراكة مجتمعية قوية تتيح للطاقات أن تتدفق عطاء، والأفكار الخلاقة أن تنساب كالدرر لاستيعاب فئات المجتمع وإيجاد متنفسا لهم في أجواء رمضانية جميلة فضلا عن استقطاب الشباب بدلا من ممارسة أنشطتهم في الدول المجاورة.
فغرفة تجارة وصناعة مسندم اليوم بهذه الفعاليات التي تقيمها في شهر رمضان المبارك إنما تؤسس لمنهجية جديدة تبرز لأول مرة على صعيد الغرف في المحافظات وتعكس دور القطاع الخاص في إشراك المجتمع وخدمته والإسهام في تحريك المياه الراكدة في هذا الجانب في فروع الغرفة، وخدمة الأعضاء المنتسبين في الغرفة والالتفاف حول فرع الغرفة وتفاعلهم مع ما تطرحه من موضوعات والتوافق على القضايا الملحة فضلا عن أن ذلك يعكس الانسجام بين الغرفة وأعضائها.
لعل التفاعل الكبير الذي لاقته أنشطة فرع الغرفة في مسندم تظهره المشاركات وتدفق المشاركين من كافة الجهات والمؤسسات، فعلى سبيل المثال يشارك أكثر من 16 فريقا رياضيا تضم أكثر من 200 مشارك في دوري السداسي للجهات والشركات ناهيك عن الحضور الفاعل من الجماهير لمساندة فرقهم، والأطروحات الثقافية تؤسس لثقافة اقتصادية رائعة تربط المواطنين بقطاعهم الخاص وتجدد المعلومات حول المؤسسين له في هذه المحافظة، فضلا عن إتاحة الاطلاع بشكل غير مباشر على الجوانب الاقتصادية التي أتاحتها هذه المسابقات.
ولم تهمل الفعاليات إقامة حفلات إفطار ممنهجة ومحددة للعديد من الفعاليات المجتمعية الفاعلة في المحافظة لتعزيز التواصل وإتاحة المجال لتبادل الأفكار وكسر حاجز البعد الجغرافي لدى المسؤولين في هذه البقعة من البلاد في تطور ملحوظ لماهية هذه التجمعات وأهميتها في بلورة المزيد من الأفكار الهادفة إلى تعزيز الروابط وتوثيق عرى العلاقات وإضفاء المزيد من التناغم والانسجام بين الأفراد والمسؤولين في أجواء رمضانية تبهج النفس وتسر الخواطر أن ترى هذا التفاعل الكبير مع كل الفعاليات ومن مختلف مكونات المجتمع بمحافظة مسندم.
إن منهجية الشراكة المجتمعية التي ترسخها الغرفة بمسندم من خلال الخيمة الرمضانية تعج بالأنشطة المتنوعة والفعاليات التي تجذب كافة شرائح المجتمع وتجسد العديد من المنطلقات الحيوية في إثراء المجتمع بالجوانب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية الهادفة التي تعكس مسؤولياته الاجتماعية أيضا.
فالدور الفاعل الذي تقدمه الغرفة بمحافظة مسندم هو تقديم القطاع الخاص بصورة غير تقليدية، وإدارة دفة الانشطة من بيت التجار بمحافظة مسندم له من الأهمية ما يسهم كذلك في التعريف بالقطاع ذاته وأنشطته وعروضه وبرامجه، وبالتالي تحريك الدورة الاقتصادية بما يفيد القطاع الخاص ذاته، وهذه رؤية عميقة لدور الغرفة في كسب المجتمع وتعريفه بما تقدمه بطرق أكثر جاذبية.
فالقطاع الخاص على مستوى المحافظات مطالب بإقامة مثل هذه الأنشطة التي تُسهم في إثراء الجوانب الثقافية وسد الفراغ لدى شرائح واسعة في المجتمع، وخاصة فئة الشباب وصقل قدراتهم في العديد من الجوانب الهادفة إلى خدمة المجتمع.
وتكون هذه المبادرات في محافظة مسندم التي تنظم للمرة الأولى بهذه الكيفية الرائعة التي نشاهد فيها الالتفاف والإقبال من كافة فعاليات المجتمع ورموزه في هذا الجزء العزيز من السلطنة وما يمثله ذلك من أهمية كبيرة في احتضان أبنائنا وإيجاد الأنشطة والفعاليات التي تستوعب طاقاتهم المتدفقة بالعطاء وروح البذل، تمثل نموذجا يحتذى به من فروع الغرفة في محافظات السلطنة.
فالإدارة الجديدة للغرفة فتحت الباب على مصراعيه لهذه الكفاءات لأن تنخرط في العديد من الأنشطة، مشكـّلة القدوة الرائعة ليحتذى بها في العمل المؤسسي التجاري المدرك لدور القطاع الخاص.
فعلى فروع الغرفة الأخرى في المحافظات أن تنهض إلى هذا المستوى الرائع الذي ظهر به فرع الغرفة بمسندم على مدار الشهر الكريم وعلى مدار العام أيضا.
إن دخول القطاع الخاص ممثلا في الغرف في إيجاد شراكة مع المجتمع بتنظيم مثل هذه الفعاليات يعد في حد ذاته تطورا إيجابيا، فهذه المبادرات وبدون أدنى شك سوف تظهر مسؤوليات الشركات والجهات الخاصة بشكل عام، بل وترسم صورة إيجابية إذ نحن نرى القطاع الخاص وقد أمسى هو الموجه للفعاليات وهو المنظم والمحرك لها.
بالطبع هناك إسهامات كبيرة للشركات والمؤسسات لتنظيم فعاليات في المجتمع تلك حقيقة، ولكنها المرة الأولى التي نرى فيها القطاع الخاص نفسه ينظم فعاليات متنوعة ثقافية واجتماعية ورياضية في بادرة جديدة تؤسس لشراكات مختلفة، ولترسخ لدور الغرفة الإيجابي في المجتمع واقترابها منه أكثر، هذا التوجه هو الأفضل في اعتقادنا ويوطد العلاقة أكثر بين الجانبين، وهو عينه التوجه الذي نحتاجه في الفترة المقبلة وفي كل المحافظات.
نأمل أن تكلل هذه الجهود ومثيلاتها بالنجاح والتوفيق وأن تؤسس لإسهامات جديدة لفروع الغرفة في المحافظات عبر تسخير إمكانياتها وقدراتها وعلاقاتها في بناء شراكة مجتمعية متخذة من فرع مسندم أنموذجا.