ضوابط التواصل الاجتماعي بالتقنيات الحديثة 2-3

بلادنا الاثنين ٠٤/يونيو/٢٠١٨ ٠١:٢٩ ص

أجرى اللقاء - أحمد بن سعيد بن سالم الجرداني

التواصل الاجتماعي هو مقياس لكيفية تضافر الناس وتفاعلهم مع بعضهم البعض وبعيداً عن مفاهيم المستوى الفردي فإنه يتضمن علاقات تتخطى الدوائر الاجتماعية للفرد وحتى المجتمعات الأخرى وبالنسبة لمواقع التواصل الاجتماعي فهي مجموعة التقنيات المتاحة على الشبكة العنكبوتية والتي يستعملها الناس لغايات التواصل والتفاعل، ونواصل تكملة هذا الموضوع المهم من خلال هذا اللقاء مع الواعظ بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية منذر بن عبدالله بن سعيد السيفي.

نصائح وحلول لمدمني وسائل التواصل
۞ حال بعض شباب اليوم محزن لما وصلوا إليه من قلة التواصل مع الأرحام والمجتمع وانعكس ذلك على سلوكهم بحيث أصبح البعض منهم لا يعرف المبادئ والأعراف الاجتماعية؟ هل من رسالة؟
■ لقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي أمراً متزايداً في الإدمان إلى حد الإفراط فهناك من يرغب في الحصول على أعلى نسبة متابعين وكثرة النظر المستمر في الهواتف الذكية وفقدان القدرة على التواصل الاجتماعي الحقيقي مع الأهل والأقارب والجيران وأنصح كل مدمن على وسائل التواصل بعدة نصائح منها:
■ لا تبالغ في ردة فعلك: قبل وجود مواقع التواصل الاجتماعي كان هناك العديد من المواقف التي نواجهها يومياً وتمر مرور الكرام دون التفكير بها، الآن أصبحنا نكتب كل المواقف التي نمر بها حتى الطعام الذي نأكله والمكان الذي نجلس فيه ولحظة الخروج للعمل وما يحدث في العمل، ونذكر ردود فعلنا اتجاهها بطريقة ساحرة تجذب الاهتمام من قبل شريحة كتبت وتنتظر ردة أفعال الآخرين تجاه ما سطرناه في مواقعنا عبر التعليقات أو الإعجاب وإضاعة الكثير من الوقت في مناقشة مواقف تافهة لا تستحق الاهتمام أو النشر وتسخير كل ذلك الوقت.
■ اسأل جوجل: الكثير من الأسئلة التي تطرح عبر وسائل التواصل تستطيع الوصول إلى عشرات الأجوبة لها من خلال بحث سريع في جوجل فقبل أن تطرح أي سؤال أو تنشر أي منشور في موقعك وصفحتك فكر أولاً في طرحه وابحث عن الإجابة بنفسك.
■ استخدم وسائل تواصل أخرى: المواقع الإلكترونية ليست كل شيء فهناك بدائل أخرى من الممكن الوصول إلى الهدف عن طريقها كالهاتف الثابت.
■ توقف عن إبداء الرأي طوال الوقت: فأنت لست مطالبا بإبداء الرأي في كل وقت فمواقع التواصل ليست مصدراً للتثقيف ومن الملحوظ أن بعضاً من مستخدمي الوسائل الحديثة يردون على كل أحد وينتقدون أي أحد وكأنهم موظفين ومخصصين لهذه المهمة وأحياناً كثيرة تكون الردود خالية من أبجديات الحوار والرد الحسن والكلمة الطيبة وفيها إساءة إلى الآخرين وطعن شخوصهم فمن وسائل التثقيف الحقيقي الاحتكاك مع البشر بشكل حقيقي.
■ عش حياتك بدلاً من تصويرها: أصبحت لديّ قناعة مطلقة أن هناك من يخرج خصيصاً من أجل التصوير ورفع الصور على مواقع التواصل وأصبحت لا توجد لديه خصوصية في حياته بينما لا ينبغي لأي أحد أن يطلع على خصوصياته وحياته! التصوير ليس سيئا ولكن استخدامه طوال الوقت لتسجيل كل صغيرة وكبيرة يفقد الإحساس بتلك اللحظات التي عشتها قبل أن تصوّر تلك المشاهد بالكاميرا الخاصة بك، صوّرها في ذاكرتك واحتفظ بها للأبد كما أنك مطالب أن تستأذن من الشخصية التي ترحّب في تصويرها وخصوصاً إذا كانت شخصية مهمة ولها قدرها في المجتمع ولا تصوّر كل شيء من حياة تلك الشخصية فقد يسوؤها تصوير كل شيء عنها وليس من المناسب تصوير الأكل والشرب ونشره للجمهور وهذا من أجل أن تحافظ على خصوصياتك وشخصيتك فلا يطلع عليها كل أحد.
■ ضع الأجهزة المستخدمة في التواصل في أماكن بعيدة أو أغلقها عند زيارة الأصدقاء والأهل والأرحام؛ لأن الأصل عدم الانشغال عنهم بهذه الوسائل حتى لا يتحسسوا أن من زارهم غير مهتم ولا مكترث بالحديث معهم وأن أخبارهم لا تعنيه ولا يهتم بها إطلاقاً كما أن عليه عدم الانشغال بهذه الوسائل في العمل لأن هناك من المراجعين من ينتظر الانتهاء من معاملته وهذه الوسائل تأخذ من وقتنا شيئاً كثيراً فلعل استخدامها بكثرة يأخذ منا ساعات طويلة دون إنجاز العمل الذي نريد إنجازه.
■ تجنب الحديث عن المشكلات الشخصية: وهذا يحدث كثيراً في وسائل التواصل لأن هناك وفي هذه المواقع من يترصد شراً ناهيك بخطورة عرض الحياة الشخصية بكافة تفاصليها على الإنترنت وفي الغالب أن مشكلتك ستكون في طي النسيان بعد دقائق من عرضها لأن هناك من يعرض منشورات ربما تكون أهم بكثير من منشوراتك.

ضروريات وسائل التواصل
۞ هل لوسائل التواصل الاجتماعي إيجابيات وفوائد خاصة في الوقت الراهن؟
■ أصبحت وسائل التواصل في وقتنا الحاضر من الضروريات التي لا يستغني الإنسان عنها فهي سهّلت الحياة بسبب قدرتها على ربط الأشخاص بعضهم من مسافات بعيدة فمن إيجابيات وسائل التواصل:
- تسريع عملية إرسال المعلومات فالأدوات الخاصة بتكنولوجيا الاتصالات مثل البريد الإلكتروني وأنظمة الرسائل النصية والواتسب ساعدت في تسريع عمليات إرسال المعلومات من داخل وخارج المؤسسة أو بين الأفراد.
- تسهيل التواصل بين الناس: فبفضل الوسائل الحديثة أصبح بمقدور الناس التواصل فيما بينهم بسهولة حتى ولو كانوا في بلدان مختلفة بفضل تكنولوجيا الاتصال الصوتي والمرئي أيضا فأصبح بإمكان المغتربين الاطمئنان على أهلهم في بلد آخر مما جعل الحياة ميسّرة وسهلة.
- إمكانية التعلم عن بُعد: فقد أصبح التعليم في المنزل عن بُعد أمراً ممكناً وسهلاً بفضل وسائل الاتصال المرئية والصوتية فما على الطالب إلا الجلوس وراء شاشة الكمبيوتر والاستماع إلى أستاذه يشرح الدرس مما جعل عملية التعلم أسهل بالنسبة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والمقيمين في بلدان بعيدة، ولوزارة الأوقاف والشؤون الدينية الموقرة السبق في تطبيق هذا النظام الرائع والذي استفادت منه مجموعة كبيرة من الشباب والفتيات والكبار والصغار من داخل السلطنة وخارجها فلهم الشكر ووافر التقدير على الجهود المبذولة وإلى الإمام دوماً والله يوفقهم.
- سهولة الحصول على المعلومات: فوسائل الاتصال جعلت عملية الحصول على أي معلومة أسهل وأسرع مما جعلها الوسيلة الأولى للصحافة والإعلام فلقد أصبح الحصول على المعلومات من بلدان أخرى أسهل ما يكون.
نكتفي بهذا القدر وللموضوع بقية..