شجون.. سياحية

مقالات رأي و تحليلات الأحد ١٣/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٤٥ ص

محمد بن سيف الرحبي
alrahby@gmail.com
www.facebook.com/msrahby

مقالي الأخير هنا عنوانه.. شجون مطرية.

ولأن المطر في بلادنا محفز للسياحة كما هي الأودية محفزة للفرحة أكثر من اللازم، لدرجة أن هناك من يغامر بحياته، وحينها إما أن يكون لديه من العمر ما يكفي لـ »توريط» الدفاع المدني لإنقاذه، أو أن الأجل سبقهم إليه..
المطر لدينا حالة سياحية بامتياز..
فليس متاحا أن نرى الأودية تسيل ولو بقليل من الماء خلال عام يبدو فيه المطر حالة استثنائية، صانع للسعادة وللفرح في قلوب الناس، ومحدث مكدرات، وفيات وخسائر وانقطاع خدمات كهرباء واتصالات ونقل.
الصور المتداولة عن وادي الخوض جميلة لأنها علوية، ومعبّرة لأنها فرحة الناس بالماء، شريان المحبة، والحياة محبة.. والصور العابرة لوسائل التواصل الاجتماعي رائعة في أغلبها، حيث الشتاء العماني مبهج بهكذا مزن، غسل الأمكنة والقلوب.
وكما تساءلت سابقا، وكثيرا.. أين الخدمات السياحية في أمكنة تغص بالسيّاح؟ بقى السؤال حائرا، والإجابة حائرة لأنها تفتش في الاستراتيجية.. والاستراتيجية «تبغى غوازي» والحكومة ترقب سعر برميل النفط، ولو كانت لدينا رؤية مبكرة للسياحة الداخلية على الأقل لحققنا الكثير من إضعاف رجفتنا كأضعف الإيمان أمام تراجع أسعار برميل الذهب الأسود.. فلدينا ذهب متاح من السياحة.. لا نزال عاجزين عن اكتشافه، والسبب ليس الحكومة (بكل تأكيد) حيث أثرياؤنا متخصصون في البعد عن خدمة بلادهم، حيث «التجارة شطارة» والاحتكار واجب واختطاف الأراضي المهمة احتراف.. أما المشاريع السياحية في الولايات ففي حسابات الجدوى لا تحقق ما تأتي به بناية، ولا مشروع تجاري يدخل في مناقصة حكومية، حيث مليون الحكومة جاهز، حتى وإن كان لبناء سور مركز صحي!!
سيجد البعض ملاذا للتحجج بالتعقيدات الحكومية في مجال المشاريع السياحية، وهذا ممكن جدا، لكن من يتابع مشروعه لإقامة مقهى شيشة يمكنه الصبر على «تعقيد الإجراءات»، وهناك من يعرفون من أين يؤكل لحم الكتف رغم كل العقد والموانع، والخدمات السياحية ليست بالضرورة غرفا فندقية كما يتسابق الكثيرون من أجلها..
وأنا أتابع الآلاف في مجرى وادي الخوض فكرت كيف نحن عاجزون عن الأفكار أكثر من المال، كل عائلة كانت تتمنى خيمة صغيرة تستظل بها لتكمل بقية اليوم قريبا من الماء المنساب جمالا وحياة، لو أن خيالا منح صاحبه فكرة شركة متنقلة لتأجير الخيام العملية يقف على مشارف الوادي، أو مظلات عملية في هكذا وضع.. لو أن أحدهم جهّز عربة لتكون مقهى متنقلا.. في وادي الخوض، بالقرب من سدّ وادي ضيقة,, لو أن شبابنا تحركوا لمشاريع صغيرة عابرة كبيع المشاكيك والشاي والألعاب الخفيفة للأطفال وغيرها...
لو أن جهة حكومية أيضا منعت السيارات من النزول إلى الوادي لتترك للبشر حرية التنعّم بسياحة «استثنائية» في جو استثنائي!!
لو ولو ولو..
سنملأ بها برميلا لعله يغدو أكثر سعرا من برميل نفطنا.