..وتحتفي بـ «القرنقشوه» بمتنزه بحيرة قريات

بلادنا الأحد ٠٣/يونيو/٢٠١٨ ٠١:٠٠ ص
..وتحتفي بـ «القرنقشوه» بمتنزه بحيرة قريات

مسقط - محمد الدرمكي

أحيت بلدية مسقط ليلة الرابع عشر من شهر رمضان المبارك بتنظيم حفل «القرنقشوه» في احتفال بهي جمع العائلات والأطفال في ليلة تجلى فيها البدر في سمائه، وكست محيا الأطفال مباهج الفرحة والانشراح، مع باقات تمازجت فيها الفعاليات والعروض والمسابقات والهدايا وسط ابتسامات الطفولة وأصوات غنائية وأزياء عُمانية تقليدية.

فقد نظمت إدارة الإعلام والتوعية ببلدية مسقط حفلا بهذه المناسبة أقيم في متنزه بحيرة قريات، وقد توافدت مواكب الزوار للاستمتاع بهذه الاحتفالية في وقت مبكر، وقد بدأت الاحتفالات عند الساعة الثامنة والنصف مساء واستمرت لغاية الحادية عشرة ليلا.

فرحة رمضانية

وتعتبر «القرنقشوه» عادة ينتظرها الأطفال ويهيأ لها الكبار وهي بمثابة عيد الأطفال بعد عيدي الأضحى والفطر، حيث يتهيأ الأطفال للقرنقشوه قبلها بأيام من خلال اختيار الملابس الجديدة وفي الرابع عشر من رمضان عند انتصاف الشهر وبعد صلاة المغرب يخرج الأطفال في مجموعات تغمرهم الفرحة أثناء زيارة المنازل التي ينتظرهم عندها الكبار ليستقبلوهم بالحلويات والنقود والمكسرات، ليساهموا في رسم الابتسامة على وجوههم في هذه المناسبة الرمضانية. كما تختلف الهدايا المقدمة للأطفال، حيث تنوعت في الوقت الحالي لتتماشى مع التطورات المعيشية ورغبات الأطفال، ويتنافس كل منزل في تقديم الأفضل للأطفال، ليعودوا في نهاية القرنقشوه إلى منازلهم وهم في قمة السعادة، يعرضون على أهاليهم خطوط سيرهم وأهم الأحداث في القرنقشوه ويعرضون الهدايا التي حصلوا عليها.
ولا تقتصر القرنقشوه على فئة معينة من الأطفال بل يشارك فيها كافة الأطفال من مختلف شرائح المجتمع، وعادة القرنقشوه متوارثة منذ القدم فالآباء والأجداد شاركوا فيها وما زال الأبناء محافظين عليها ويحرصون على المشاركة فيها بل وينتظرونها بفارغ الصبر في كل عام حالها حال العيدين.

لمحة تاريخية

القرنقشوه عادة اجتماعية وتظاهرة كبيرة في منتصف الشهر الفضيل والاستعداد للنصف الآخر من الشهر، وكان الأطفال في القِدم يخرجون في مجموعات يحدد رئيس لكل مجموعة وهو الذي يستلم الهدايا من الأهالي ويقوم باقي الأطفال بترديد نشيد الاحتفالية وعند الوصول إلى أي منزل يقوم الأطفال بالتحية على أهل البيت والدعاء لهم، وبعد الانتهاء من القرنقشوه يجتمع أطفال كل مجموعة ليقتسموا ما حصلوا عليه ويعود كل طفل إلى منزله فرحا ويستقبله أهله في أجواء احتفالية مثالية، وكانت الهدايا قديما تقتصر على التمر والحلوى العُمانية وبعض المكسرات والنقود، أما الآن فأصبحت الهدايا تتماشى مع الحالة المعيشية ورغبات الأطفال.
وقد اشتمل البرنامج الذي قدمه كل من الفنان محمد السيابي، وأشواق الوهيبية على إقامة فقرة القرنقشوه التي تمت باصطفاف مجموعة من الأطفال مرددين ترنيمة القرنقشوه ومتجولين بملابسهم العُمانية التقليدية بين خشبة المسرح وممرات المتنزه واحتوت الأمسية على فقرة الأطفال التي شاركوا فيها بإبداعاتهم المتنوعة مع فواصل لطرح الأسئلة على الجمهور، كما فرح الأطفال بمشاركة مجموعة من الشخصيات الكرتونية المحببة إليهم، وتضمن الحفل كذلك تقديم عروض ترفيهية وتمثيليات اجتماعية قدمتها مجموعة من الشباب والأطفال، أبهجت الحضور، كما تم خلال الحفل إقامة المسابقات التوعوية والترفيهية التي تخللتها فواصل ومقطوعات إنشادية تراثية.

إحياء للتراث

وقال مقدم الفعالية بمتنزه بحيرة قريات الفنان محمد السيابي: الفعالية تعتبر إحياء للتراث وهي تقليد متوارث حافظت عليه الأجيال، وهو يوم عائلي بالمستوى الأول تسعد خلاله الأسرة في مناسبة اجتماعية مبهجة للأطفال.
وارتسمت الفرحة على محيا أطفال قريات حيث قال أوس بن يونس الوهيبي ذو التسع سنوات: الفعاليات جميلة وممتعة بها الكثير من المسابقات والألعاب التي شاركنا بها وحصلنا على الهدايا. كما قالت ريتاج بنت محمد البوصافية: سعدنا بهذا اليوم والمشاركة في فعالية «القرنقشوه» التي أسعدتنا واستمتعنا بحضور الحفل ووجود الشخصيات الكرتونية والمسابقات والفعالية المتنوعة.

جهات راعية ومساهمة

أقامت بلدية مسقط هذا الاحتفال بالتعاون مع مجموعة من مؤسسات القطاع الخاص: كبنك مسقط، ومسقط جراند مول، ومرمول للسفر والسياحة، والحشار للسفر والسياحة، مجموعة علي الشيهاني، وحلويات عمان، والشركة العمانية للمرطبات، والشركة العمانية لصناعة البسكويت المحدودة، وبرعاية إعلامية من قبل مجموعة مسقط للإعلام «صحيفة الشبيبة» بجانب عدد من المحلات التجارية والمطاعم التي قدمت الجوائز والهدايا في هذا الحفل.
جدير بالذكر أن بلدية مسقط دأبت على تنظيم هذه الفعالية كل عام في عدة مواقع، وإبرازها للأجيال والحرص على مشاركة العائلات والأطفال وإسعادهم بتنفيذ برنامج مخصص للفعاليات ذي لمسات متجددة مستوحاة من الخصائص والمفردات العُمانية الأصيلة.