الامين...ماأروعك

مقالات رأي و تحليلات الأحد ١٣/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٢٠ ص
الامين...ماأروعك

هيثم خليل

لا يختلف اثنان على أن الحارس العملاق علي الحبسي هو خير سفير وممثل ليس للسلطنة فحسب بل للعرب في الملاعب الإنجليزية وأن قصة نجاحه التي شقها في بلد الضباب معروفة للصغير قبل الكبير وبداياته في الملاعب النرويجية وكفاحه لتثبيت أقدامه في القارة العجوز ،اليوم أصبح علي الحبسي نموذجا للمواطن العماني الذي يفتخر به وأصبح كذلك علامة فارقة ،أسوق هذه المقدمة البسيطة بحق الأمين وأنا شأني شأن آخرين استمتعنا بالعرض الذي قدمه في مباراة فريقه ريدينج ببطولة كأس إنجلترا أمام كريستال بالاس ،ورغم أنني تابعت المباراة في شوطها الثاني لارتباطي ببرنامج الدكة ،غير أنني مع زملائي شاهدنا اللقطات المختصرة لشوطها الأول ومثلت «التصديات الناجحة للحبسي» خلال اللقاء . ورغم أنه حاول في ركلة الجزاء التي سجل منها فريق كريستال بالاس ولم يقف متفرجا وأيضا الكرة الثانية التي عانقت شباكه في الوقت بدل الضائع ونفذها كامبل بعد أن أكمل لاعبو ريدينج المباراة منقوصي العدد ،إلا أن النتيجة لم تعكس ما قدمه الحبسي في المباراة والهتافات التحفيزية من جماهير ريدينج .

الحبسي أعده ماركة مسجلة عمانية اقتحمت وخرقت الواقع فهو الحارس العربي الآسيوي الوحيد الذي لا يزال مستمرا بعطائه وتحديه لكل الصعاب في إنجلترا ،والشيء اللافت للانتباه أنه رغم كل ما حققه لكنه لا يزال متواضعا «ومعلما» للحراس الشباب الذين يوجدون معه ،وكم كان رائعا عندما أثنى على زملائه في المنتخب الأول فايز الرشيدي ورياض سبيت خلال برنامج الدكة ،وتطرق لقصة تحدي زميله المتألق فايز الرشيدي عندما أصبح فيما بعد إلى جواره في صفوف المنتخب الوطني بعد سنوات .

علي الحبسي القائد في المنتخب والملهم لزملائه أمامه مباراتان مهمتان في التصفيات المزدوجة ،رغم أن حظوظ المنتخب أصبحت معقدة جدا في التأهل إلى الدور التالي لتصفيات المونديال بعد النتائج غير الملبية للطموح بعهدة الفرنسي بول لوجوين ،غير أننا نترقب الأفضل مع الإسباني كارو .

يبقى الحبسي التعويذة المهمة التي لا يمكن الاستغناء عنها وهو اليوم يصول ويجول وحفر له اسما بحروف من ذهب ،فهو ليس أقل من حراس عمالقة تألقوا في البريمير ليج سابقا كالحارس الدنماركي بيتر شمايكل والويلزي نيفل ساوثهل والإنجليزيان جوردن بانكس و بيتر شيلتون والإسباني اليوم ديفيد خيا وغيرهم من الحراس الذين تواكبوا على الحضور مع أفضل المهاجمين في العالم .

الحبسي سيدرس للأجيال المقبلة «ما أروعك»
رغم أن فريقك خرج من البطولة لكنك غادرت مرفوع الرأس كالأسد وكنت أمينا كما عهدناك في الشباك وأنت نموذج للرجل العماني الصبور والذي لا ييأس ويتمتع بالحكمة والقوة والعقلانية وحسن التصرف في الأوقات الحرجة .

haesamsports@yahoo.com