المليون ..تأخير وتعطيل

خميس البلوشي

لم نشاهد منذ فترة أية أخبار مؤكدة أو أي إعلان رسمي سواء من وزارة الشؤون الرياضية أو الأندية بخصوص المليون ريال التي أمر بها المقام السامي -حفظه الله ورعاه- لجميع الأندية منذ أكثر من ثلاث سنوات تقريباً (يوليو 2013)وهو أمر يدعو للتساؤل خاصة وأن حكاية الشد والجذب بين الوزارة والأندية حول المشاريع المقترحة بهذا المبلغ لا تزال مستمرة ..يقول أحدهم( بعض الأندية تريد مشاريع هي بحاجة إليها ولكن الوزارة تلزمها بمشاريع محددة في أغلب الأحيان هذا بالإضافة إلى التكلفة المقترحة لكل مشروع والتي ترى الأندية أنها مُبالَغ فيها خلافاً لو جاءت الأندية نفسها بالشركات التي ستنقذ هذه المشاريع) ..

هناك مرونة قد تبدو في الأفق بين الطرفين من وقت لآخر لكن التنفيذ بطيء جداً ولا يكاد يلامس الطموح وكل طرف يلوم الآخر والمليون لا يتحرك والمشاريع لم تبدأ وبالتالي التطوير لن يحدث وأي تأخير هو تعطيل للأهداف المرسومة وأخشى أن يكون هذا الوضع المليوني مماثلا لذلك الوضع الذي رافق موضوع الأراضي السكنية التجارية في بوشر ومبلغ المائة ألف ريال التي تم منحها للأندية منذ سنوات طويلة ولم يستفد منها حتى اليوم إلا عدد قليل من الأندية وبشكل قد لا يلبي الطموحات ..الحقيقة التي لا جدال فيها هي أن ما يمكن أن تنفذه بمائة ألف ريال قبل سنوات قد لا يمثل اليوم شيئاً مهماً وكذا الحال بالنسبة للمليون ريال فلماذا لا نسرع وتيرة التوافق بين الطرفين وبالتالي نحقق سرعة الإنجاز ..ليست كل الأندية بحاجة لملاعب الهوكي مثلا لكن أغلبها بحاجة إلى صالة مغطاة متعددة الأغراض.. وليست كل الأندية بحاجة إلى أحواض للسباحة لكن جميعها بحاجة إلى منشآت تلبي الجانب الاجتماعي والثقافي فيها كالقاعات والصالات والمسرح ومباني الخدمة كالمطاعم بحيث يوفر النادي البيئة الأمثل لمنتسبيه ..

ولنأخذ مثلا نادي السيب فهو من أوائل الأندية إن لم يكن الأول بلا منافس الذي قدم للوزارة احتياجاته من المنشآت واليوم هناك عمل قائم بإنشاء ملعب للهوكي ( السيب يتفوق كثيراً في هذه اللعبة ولديه قاعدة مهمة فنيا وجماهيرياً) وكذلك زيادة للمدرجات الموجودة وتهيئة الملعب السابق للنادي وغيرها من المشاريع التي تستوعب المليون ريال...

سألت بعض الإخوة في الأندية حول هذا الموضوع وكانوا جميعا متفقين بأن الوزارة هي السبب في التأخير وتنفيذ المشاريع المطلوبة وبأنها تتحكم في المبلغ ولها مقترحاتها الخاصة بالمشاريع غير أنني اعلم في المقابل أن الوزارة لا تفرض على الأندية أي مشروع بل هي تقدم بعض المشاريع التي تراها مناسبة ويتم مناقشتها مع الأندية التي لها الحق في اختيار ما يناسبها باتفاق الطرفين ..

وأعلم أيضا أن الأندية طالبت وتطالب بأن يكون لها حق اختيار الشركة المنفذة للمشاريع وأن الوزارة بالتنسيق مع الجهات المختصة حصلت على الموافقة لتنفيذ هذا الطلب لكن الأمر لم يتحرك كثيراً لأسباب متعددة أولها حالة البيروقراطية التي تعيشها بعض الجهات المختصة، وثانيها أن الأندية لم تسع بكل جدية للاتفاق مع هذه الشركات فهي كما ذكر لي بعض المقربين تقترح وتُطالب ثم تتوقف ثم تعود بعد فترة ثم لا تحرك ساكنا وهكذا إلى هذه اللحظة ..لا يمكن تعميم هذا الموقف على جميع الأندية بكل تأكيد لكن ما نراه ونلمسه على أرض الواقع لا يحقق الطموحات ولا نعلم إلى أي مدى سيطول هذا الوضع ..
هناك جلسات كثرة ومتعددة جمعت الأندية مع كبار المسؤولين في الوزارة وهناك لجنة مختصة تشرف على (ماذا تريد من المليون) ورغم ذلك يمر الوقت ويستمر الجدل وكل طرف يتمسك بموقفه والمخاطبات تستمر واللقاءات تستمر ولا جديد يمكن أن يحرك الماء الراكد الذي من المفترض أن يكون له مسار واضح بدون تعرجات وصولا إلى المصب والنهاية المطلوبة..

نحن جميعا كمؤسسات وأفراد نبحث عن تطوير الأندية من كافة الجوانب وتنميتها بشكل دائم يكفل لها مستقبلا أفضل ثم عندما يتوفر لنا الجانب المادي الذي هو عَصب النماء نبقى في حيرة من أمرنا وفي طريق غير واضح المعالم ..ويبقى السؤال متى ستحقق الأندية أهدافها من المليون؟!أو بمعنى آخر متى سيتم تفعيل المليون على الواقع لكل الأندية ؟! لماذا كل هذا التأخير والتعطيل؟!