ترامب يلغي مؤتمرا انتخابيا بسبب مخاوف أمنية

الحدث السبت ١٢/مارس/٢٠١٦ ٢٣:٤٥ م
ترامب يلغي مؤتمرا انتخابيا بسبب مخاوف أمنية

واشنطن – ش – وكالات

الغى ابرز المرشحين الجمهوريين في سباق البيت الابيض دونالد ترامب تجمعا انتخابيا في اللحظة الاخيرة مساء الجمعة في مدينة شيكاغو (شمال) "لتجنب اصابات خطيرة"، لكن اعمال عنف اندلعت بين انصاره ومعارضيه.
وعاد الهدوء مساء الى المدينة.
وتجمع عدد كبير من المتظاهرين المؤيدين للمرشح الديموقراطي برني ساندرز والحركة المناهضة للعنصرية "حياة السود مهمة" (بلاك لايفز ماتر) داخل القاعة الرياضية لجامعة ايلينوي في شيكاغو حيث كان يفترض ان يتحدث رجل الاعمال الثري مساء.
وتصاعد التوتر تدريجيا طوال نهار الجمعة داخل حرم الجامعة وخارجه حيث تجمع مئات الاشخاص بينهم طلاب احتجاجا على قدوم ترامب.
واعلن مسؤول الغاء التجمع مما اثار هتافات غاضبة قبل تبادل شتائم ولكمات بين مؤيدي ترامب ومعارضيه. وردد مناصرو ساندرز هتافات بينما كان رجال الامن يحاولون الفصل بين المجموعتين واخلاء القاعة.
وذكر مصور فيديو من وكالة فرانس برس ان اعمال العنف استمرت في الخارج حيث قامت الشرطة باعتقال عدد من الاشخاص بالقوة. واغلق ناشطو الحركة المناهضة للعنصرية طريقا سريعا قريبا.
وبرر دونالد ترامب الغاء التجمع بالقول لشبكة ام اس ان بي سي ان "الناس كان يمكن ان يصابوا بجروح خطيرة". واضاف "لم يعد بامكاننا ان ننظم تجمعا في مدينة كبيرة في هذا البلد بدون عنف او عنف محتمل".

حرية تعبير
واوضح ترامب انه قرر تأجيل التجمع بعدما شاور قوات الامن عند وصوله الى شيكاغو. وقال لشبكة سي ان ان "اعتقد اننا اتخذنا القرار الصائب بالالغاء وان كانت حريتنا في التعبير انتهكت بالكامل".
ورفض تحميله مسؤولية التظاهرات والتوتر بسبب "لهجته" بينما يؤكد خصومه انه يشجع انصاره باستمرار على مهاجمة مثيري الاضطرابات.
وقال "بالتأكيد لم ادع الى العنف"، ملقيا باللوم على "مثيري شغب محترفين".
من جهتها، ذكرت شرطة شيكاغو انها "ابلغت من قبل مسؤولين بان حملة ترامب الغت التجمع المقرر"، مؤكدة انها ستعمل مع الاستخبارات وشرطة الجامعة "لحمايو حقوق كل فرد التي ينص عليها التعديل الاول (للدستور الذي يحمي حرية التعبير) والعمل على ان يتم التفرق بهدوء".
ورفع المتظاهرون وبينهم عدد كبير من الشبان المتحدرين من اميركا اللاتينية لافتات كتب عليها "ترامب=كراهية" و"ترامب سوقي"، مدينين "عنصرية" المرشح واقتراحاته المعادية للهجرة.
وفي تجمع آخر قبل ذلك في سانت لويس في ميزوري قوطع خطاب ترامب عدة مرات. وقالت شرطة سانت لويس انه تم توقيف 32 شخصا فيها.

دعوة الى "الضرب"
وكان ترامب دعا في الاول من فبراير الى اللجوء الى "الضرب" ووعد بدفع نفقات محاميهم. وفي 23 فبراير قال انه يود في "توجيه لكمة الى وجه" احد مثيري المشاكل.
وقال في سانت لويس من جديد "عندما يتظاهرون الآن لم يعد هناك عواقب، من قبل كانت هناك عواقب". واضاف "بصدق هذا مسل اكثر من الاصغاء لخطاب اليس كذلك؟"، بينما كانت الشرطة تقوم بتوقيف اشخاص.
وجه الاتهام الى جون ماكغرو (78 عاما) الاربعاء بعدما صور وهو يضرب رجلا اسود يدعى راكيم جونز خلال تجمع في فايتتفيل في كارولاينا الشمالية (جنوب شرق).
كما اتهمت صحافية من موقع بريتبارت مدير حملة دونالد ترامب بلي ذراعها بقسوة خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء لكن المعني نفى ذلك.
وضم منافسوه الثلاثة الآخرون على ترشيح الحزب الجمهوري اصواتهم الى منتقديه الذين يحملون خطابه الحاد.
وقال حاكم ولاية اوهايو جون كاسيك ان "دونالد ترامب زرع الشقاق وحصد الثمار هذه الليلة". اما السناتور عن تكساس تيد كروز فقد اتهمه "بايجاد بيئة لا تقوم سوى بالتحريض على هذا النوع من الخلاف العنيف".
وتأتي هذه الحوادث الجديدة قبل ايام من "الثلاثاء الكبير" الثاني الذي سيشهد انتخابات تمهيدية في خمس ولايات يعتبر ترامب الاوفر حظا فيها لكنه يلقى معارضة داخل حزبه الجمهوري.
وكان الملياردير الاميركي دونالد ترامب قد دعا الحزب الجمهوري الى التجمع خلف ترشيحه ووضع حد للمناظرات التلفزيونية، مبديا ثقة في قوة موقعه قبل ثاني "ثلاثاء كبير" في مسار الانتخابات التمهيدية الاميركية.
وفي لقاء صحافي دعا اليه رجل الاعمال في نادي "مار آ لاغو" الذي يملكه في منطقة بالم بيتش بفلوريدا، اطل برفقة جراح الاعصاب المتقاعد بن كارسون الذي انسحب الاسبوع الماضي من السباق لنيل ترشيح الحزب.
وطوى الرجلان صفحة المواجهات بينهما والهجمات الكلامية والتلميحات التي وجهها دونالد ترامب ضد كارسون حين كان لفترة وجيزة الخريف الماضي منافسا شديدا له في استطلاعات الراي.
واشاد بن كارسون الذي يحظى بالتقدير في اوساط المحافظين المسيحيين الانجيليين، بشخصية المرشح الاوفر حظا وميزاته القيادية، مشددا على ان ترامب هو في الجلسات الخاصة مختلفا تماما عن الصورة التي يعكسها في المواقف العامة.
وقال كارسون "هناك شخصيتا دونالد ترامب، ذاك الذي ترونه على المنصة، والآخر العقلاني الذي يمكن اجراء حديث جيد معه"، واضعا المرشح في موقف حرج.
ووافقه ترامب الراي في بادئ الامر معلنا "هناك على الارجح شخصيتا دونالد ترامب، الصورة العامة التي يراها الناس (...) وهي على الارجح مختلفة عن دونالد ترامب في الجلسات الخاصة"، غير انه عاد بعد اكثر من عشر دقائق وصوب كلامه، مدركا انه قال اكثر مما ينبغي.
واكد "لا اعتقد ان هناك شخصيتا دونالد ترامب. انني مفكر كبير، لطالما كنت مفكرا".
واستعرض ترامب انتصاراته منذ بدء الانتخابات التمهيدية في الاول من شباط/فبراير ودعا الى هدنة في حرب الاشقاء الجارية في صفوف الحزب الجهوري والتجمع حول ترشيحه.
وابدى ترامب الموقف ذاته خلال مشاركته الهادئة في المناظرة التلفزيونية التي جرت الخميس في ميامي.
وقال ترامب "اقبلوا بدل ان تحاربونني"، متحدثا عن حركة سياسية نشات من حوله. وقال "يجدر بالحزب الجمهوري ان يغتنم ذلك، وسنحقق انتصارا كما لم نفعل من قبل".
واكد رئيس اللجنة الجمهورية الوطنية رينس بريباس الخميس حرصا منه على تفادي انشقاق في صفوف الجمهوريين، ان الحزب سيدعم الفائز "مئة بالمئة" كائنا من كان، غير ان المعسكر المعادي لترامب يواصل تجنيد شخصيات محافظة ضد المرشح وتمويل حملات اعلانية معادية له.
والمح ترامب الى انه لن يشارك بعد الان في اي مناظرة تلفزيونية ضد خصومه، مع ان الحزب اعلن عن مناظرة اخيرة في 21 اذار/مارس في سالت لايك سيتي.
وقال "سأكون صادقا، حان الوقت لوقف المناظرات".

اتهامات
كذلك دافع المرشح عن نفسه في وجه الجدل المتنامي حول حوادث العنف التي تتخلل بعض تجمعاته الانتخابية.
واتهم رجل في ال78 من العمر يدعى جون ماغرو بضرب متظاهر اسود خلال تجمع انتخابي الاربعاء في فايتفيل بكارولاينا الشمالية، في حادث صور من عدة زوايا، فيما كان شرطيون يقتادون الرجل الشاب الى خارج مكان التجمع.
واتهم ترامب الاشخاص الذين يقاطعون تجمعاته العلنية بانهم عنيفون، منددا بانحياز وسائل الاعلام. وتحدث عن متظاهر "خطير جدا كان يسدد ضربات" من دون ان يوضح متى واين حصل ذلك. ويشار الى ان معظم المتظاهرين المعارضين لترامب مسالمون.
واتهم المرشحان الديموقراطيان هيلاري كلينتون وبيرني ساندرز الخميس ترامب بالتحريض على العنف في تجمعاته، مشيرين الى انه غالبا ما يشجع انصاره على التنديد بالذين يبلبلون الاجتماعات، حتى انه قال مرة انه سيدفع بدل المحامي للذين يتعرضون لهم جسديا.
وياتي انضمام بن كارسون الى ترامب بعد انضمام حاكم نيوجيرزي كريس كريستي الذي انسحب من السباق في شباط/فبراير.
اما سناتور تكساس تيد كروز الذي ياتي في المرتبة الثانية من السباق لنيل الترشيح الجمهوري، فحصل على دعم كارلي فيورينا الرئيسة السابقة لمجلس ادارة شركة هيوليت باكارد.
وتصوت خمس ولايات كبيرة الثلاثاء في الانتخابات التمهيدية. وفي فلوريدا، لا بد لسناتور هذه الولاية ماركو روبيو من تحقيق انتصار لتبرير بقائه في السباق، في حين انه متاخر بفارق كبير في السباق لجمع المندوبين من اجل كسب ترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية. ويواجه حاكم اوهايو جون كاسيك الوضع ذاته في ولايته.