شكوك حيال اتفاق اوروبي تركي بشان اللاجئين

الحدث السبت ١٢/مارس/٢٠١٦ ٢٣:٤٥ م
شكوك حيال اتفاق اوروبي تركي بشان اللاجئين

برلين – ش – وكالات

أعرب المعهد الألماني لحقوق الإنسان عن شكوك كبيرة حيال الاتفاق المزمع بين الاتحاد الأوروبي وتركيا والذي ينص على إعادة اللاجئين الذين يصلون إلى الجزر اليونانية إلى تركيا.
وأوضحت بياته رودولف مديرة المعهد أن هذا الاتفاق سيكون مقبولا فقط في حال ضمان ألا تقوم تركيا بترحيل اللاجئين إلى دولة تضطهدهم، وطالبت بأن يكون لكل لاجئ قبل ترحيله من اليونان الحق في فحص حالته بشكل حيادي مع إتاحة الفرصة له للتقدم بتظلم ضد قرار ترحيله.
وطالبت رودولف بأن يتم معاملة اللاجئين في حال إعادتهم إلى تركيا وفقا لنفس معايير اللجوء و المعايير الإنسانية المعمول بها في دول الاتحاد الأوروبي ومن بين ذلك على سبيل المثال الحق في العمل وإلحاق الأطفال بالمدارس.
وحذرت رودولف من أنه "بدون احترام لحقوق الإنسان فإن كل الاتفاقيات لن تحل قضية اللاجئين بل إن ذلك سيوفر برامج عمل بالنسبة للمهربين لأنه إذا تم إغلاق الطريق عبر بحر إيجة، فإن من المرجح أن يبحث طالبو اللجوء عن طريق ليبيا أو التوجه نحو غرب أوروبا عبر القوقاز".
ولا ينص الاتفاق المزمع على إعادة القادمين غير الشرعيين إلى أوروبا عبر طريق البحر وحسب، بل ينص كذلك على استقبال تركيا للاجئي الحرب السورية بشكل مباشر، ومن المنتظر مناقشة تفاصيل الاتفاق خلال قمة الاتحاد الأوروبي التي ستبدأ يوم الخميس المقبل.

مباحثات في باريس
و تناولت مباحثات رفيعة المستوى بين سياسيين أوروبيين من أحزاب اشتراكية ديمقراطية في باريس امس السبت أزمة الهجرة الاوروبية.
واستضاف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاجتماع في قصر الاليزيه، حيث شارك فيه زعماء من بينهم رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي ونائب المستشارة الالمانية زيجمار جابرييل والمستشار النمساوي فيرنر فايمان.
وهدف الاجتماع إلى تحديد الرسالة الخاصة بيسار الوسط حول تدفق المهاجرين وطالبي اللجوء إلى أوروبا، اسفر عن وصول أكثر من مليون شخص إلى شواطئها العام الماضي، كما وصل أكثر من 140 ألف آخرين منذ كانون ثان/يناير الماضي.
وبحث السياسيون قضايا أخرى ليست لها أهمية كبيرة بالنسبة لازمة الهجرة من بينها تحفيز النمو الاقتصادي والاستثمار، اضافة الى مناقشة مسألة الإستفتاء الذي تعتزم بريطانيا اجراءه حول الخروج من الاتحاد الاوروبي، وكذلك تصاعد قوة الشعبويين الذي شهد تقدم الاحزاب اليمينية في انتخابات البرلمان الاوروبي.

عدم إعادة اللاجئين إلى تركيا
من جانب اخر ذكرت تقارير صحفية في ألمانيا أن قوات الشرطة الألمانية المتمركزة في بحر إيجة تلقت أوامر بعدم إعادة اللاجئين من اليونان إلى تركيا.
وأوضحت مجلة "دير شبيجل" الألمانية الصادرة امس السبت أن قاربي الدورية والتفتيش"أوكرمارك" و"بورده" الألمانيين المشاركين في بحر إيجة لدعم خفر السواحل اليونانية، تلقيا أوامر بهذا الخصوص، مشيرة إلى أنه بدلا من قيام هذه الأطقم بإعادة اللاجئين إلى تركيا، فإن عليها أن تنقل هؤلاء اللاجئين إلى اليابسة وتسليمهم إلى السلطات اليونانية.
ووفقا للتقرير، فإن خلفية هذه التعليمات تعود إلى شكوك قانونية داخل الحكومة الألمانية، إذ يرى خبراء أن إعادة اللاجئين من اليونان، أو حتى من المياه الإقليمية اليونانية إلى تركيا، يعد مخالفة للقانون على أساس أن هذه الخطوة تحرمهم من بدء إجراءات لجوء عادية.
وأشارت المجلة إلى أن الأسابيع الماضية شهدت نقاشا ساخنا حول هذا الموضوع داخل الائتلاف الحاكم في ألمانيا ،لافتة إلى أن مكتب المستشارية طرح قبل وقت قصير تقريرا أجاز إعادة اللاجئين إلى تركيا من الناحية القانونية.
يذكر أن القاربين الألمانيين متمركزان منذ بداية آذار/مارس الجاري في مدينة ساموس اليونانية بناء على طلب من وكالة فرونتكس لحماية حدود الاتحاد الأوروبي، حيث يعملان تحت إمرة خفر السواحل اليونانية في مهمة في بحر إيجة تستمر حتى حزيران/يونيو المقبل على الأقل، ويبلغ عدد أفراد الشرطة الاتحادية الألمانية المشاركين في هذه المهمة 30 فردا.

عار
وصف رئيس وزراء اليونان أليكسيس تسيبراس الوضع فى مخيم (إيدومينى) الواقع على الحدود اليونانية- المقدونية بأنه "عار على الحضارة الأوروبية
ونقلت قناة (سكاى نيوز) الإخبارية عن تسيبراس- خلال كلمته فى مؤتمر صحفى مع زعيم الحزب الشيوعى الفرنسى بيار لوران ونواب أوروبيين يساريين من دول أخرى امس السبت- قوله أن اليونان "تتحمل عبئا كبيرا وأنجزت حصتها من الواجبات، حيث قمنا بتأمين خمسين ألف مكان لاستقبال اللاجئين.. وسنبنى عشرة آلاف مكان إضافى أسبوعيا". وتأتى تصريحات تسيبراس فى الوقت الذى أعلنت فيه مساعدة وزير الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند فى أثينا أمس الجمعة أنه من الضرورى القيام بمزيد من الخطوات فى اليونان لاستقبال اللاجئين، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تدرس تقديم مساعدة إنسانية عاجلة للمساهمة فى ذلك. ودعت نولاند إلى فتح مزيد من مراكز الاستقبال حتى يتمكن الناس من فهم الخيارات المعروضة عليهم؛ من أجل إعادة توزيعهم فى الاتحاد الأوروبى.

انتقادات
وانتقد مدير منظمة العفو الدولية إدوارد نازارسكى الخطط الأوروبية الرامية إلى إعادة المهاجرين واللاجئين إلى تركيا، قائلًا إنهم سيكونون غير آمنين هناك. ووصف نازارسكى- فى تصريحات أوردها راديو (سوا) امس السبت، هذه الخطط بأنها ليست جيدة فى ظل مساعى حماية اللاجئين. من جهتها، ذكرت منظمات حقوقية أخرى منها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن طرد طالبى اللجوء قسرا يعد غير قانونى. وتتضمن الخطة إعادة المهاجرين غير الشرعيين المتدفقين على اليونان إلى تركيا، ومقابل كل شخص يعاد يقبل الاتحاد الأوروبى باستقبال لاجئ موجود فى تركيا. وتستضيف تركيا حوالى ثلاثة ملايين لاجئ سورى، وتطالب بشكل ملح بإنشاء منطقة حظر جوى لتوفير ممر إنسانى آمن فى سوريا يحد من موجات النزوح.