دور العمل التطوعي في إثراء المجتمع

بلادنا الاثنين ٢٨/مايو/٢٠١٨ ٠١:٥٧ ص
دور العمل التطوعي في إثراء المجتمع

أجرى الحوار - أحمد بن سعيد الجرداني

العمل التطوعي هو أمر مـــــغروس في قلوب البشر فلذلك جاءت تعليم الإسلام بحث الناس على ضــــــرورة أن يعين احدهم الآخر في تحمل الكثير من أعباء الحياة التي قد لا يستطيع الإنسان أن يتحملها بنفسه.

وحول هذا الموضوع كان لنا هذا الحوار مع مدير دائرة شؤون حملات الحج د.صالح بن سعيد الحوسني.

أمر مغروس في قلوب البشر

ماذا نعني بالعمل التطوعي؟ وكيف يجعل الإنسان إسهاماته عملا تطوعيا؟

■ العمل التطوعي في مفهومه العام هو الجهد الذي يقوم به الإنسان من غير مقابل لمجتمــــــعه بدافع الإسهام في تحمل شيء من المسؤولية الملقاة على عاتقه ليتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى، وعندما يقوم الإنسان بأي جهدٍ يقدمه لهذا المجتمع، فإن هذا الجهد إما أن يكون بماله أو بنفسه أو بوقته أو باستشارة أو بتعليم أو بتوجيه أو بإرشاد، من غـــــير أن يكون هناك عائد مادي ينتظره الإنسان فهذا مما يدخل في العمل التطوعي.

ضرورة أن يعين الواحد الآخر

حدثنا عن ثقافة العمل التطوعي وكيف نستطيع أن نرسخها في قلوب الناس؟

العمل التطوعي في بلادنا الإسلامية له دور كبير في الحياة الإنسانية بشكل عام، حيث يحث أتباعه على التعاون والتآزر وضرورة أن يعين الواحد الآخر، يقول الله تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}. ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم: «من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عليه كربة من كرب يوم القيامة».
ومع كل ذلك فإن العمل التطوعي يحتاج فعلا إلى تعـــــزيز، ويحـــــتاج إلى أن توجه إليه الأنظار ويحـــــتاج إلى شيء من الحث لأن الدول الأخرى قــــد تقدمت كثيراً في هذا المجال.

العمل التطوعي يكسب الإنسان المهارات

العمل التطوعي هو سلوك حميد في قلب الإنسان هل لكم بأن تحدثوننا عن أهمية العمل التطوعي؟

المتطوع نفسه عندما ينخرط في العمل التطوعي يستفيد من ذلك استغلالاً للوقت، واختلاطه مع الناس فيتعرف على أحوالهم ويزداد رقة ورحمة وشعورا بمعاناة أولئك الضعفاء ويزداد صبرا ويكتسب كثيرا من المهارات منها الإدارة والثقة وبذلك يتعلم الانضباط في المواعيد ويتعلم تقديم الإحسان وتعلم الإتقان في العمل ونحو ذلك من الأمور الهامة التي تعود على المتطوع نفسه وعلى المجتمع بالنفع والفائدة.

للعمل التطوعي مجالات كثيرة

هل لكم أن تحدثونا عن مجالات العمل التطوعي؟

الأعمال التطوعية كثيرة جدا من ضمنها مجالات العمل الاجتماعي والتي تشتمل على تقديم العون المادي للفقراء والمساكين والأيتام وتشتمل أيضا على تقديم ما يحتاجه أهل الرعاية الصحية من خلال تقديم أدوات صحية تعين على بقائهم في صحة جيدة. ومن الأعمال التطوعية العمل البيئي الذي يتعلق بحفظ البيئة ومجالات حفظ البيئة كثيرة جداً. وأيضا هناك عمل تطوعي في مجالات الثقافة مثل القراءة ونشر الوعي نحو القراءة وكذلك نشر الثقافة العامة وكذلك ما يتعلق بمجالات العمل ومتابعة «النزلاء» في السجون والأسر التي تحتاج إلى الإعانة فيما يتعلق بالتوجيه والإرشاد.

على المتطوع أن يكون أميناً

من هو المتطوع وما هي صفاته؟

المتطوع هو الشخص الذي آمن بفكرته التي تدعو إلى التطوع وتعين على مساعدة الآخرين ومشاركتهم في تقديم الجهد لرفع المعاناة عنهم إما بالمال أو بالوقت من أجل خدمة المجتمع من غير مقابل.
والمتطوع لا بد أن يتحلى بصفات معينة مثل إيمانه بفكرته وأن يحتسب الأجر عند الله سبحانه وتعالى لا يريد جزاء ولا شكورا من أحد. ولا بد أن يكون صابرا فقد يجد متاعب وإشكاليات فهو شخص صبور يتحمل ما يلاقيه من جهد وتعب.