صلالة - سعيد الهاشمي
الفرق التطوعية والهبّة الشعبية التكافلية التي هي إحدى الخصال النبيلة للشعب العماني الوفي، كان لها دور في احتواء أضرار الإعصار «مكونو»، فقد بادرت الفرق التطوعية إلى تقديم المساندة في الحالة المدارية التي شهدتها محافظة ظفار ضاربة أروع الأمثلة في التكافل والتلاحم المجتمعي.
وقال عضو المجلس البلدي وعضو فريق ظفار الأهلي التطوعي سند الشيخ: «جرى التحضر لهذه الأنواء المناخية وتشكيل لجان في غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة ظفار، وهي لجنة الإعاشة والنقل ولجنة الإيواء».
وأضاف الشيخ: «في جانب الإيواء توجد أكثر من 1700 شقة جرى إسكان الأهالي المتضررة سكناتهم فيها، وما زلنا نعمل على رصد الحالات التي تحتاج إلى مأوى في حال تضررهم، كما جرى إيصال الوجبات إلى جميع العوائل داخل شقق الإيواء سواء كان الفطور أو السحور أو المواد الأساسية التي يحتاجونها، أما بالنسبة للجنة النقل فهي تعمل على نقل الإعاشة أو نقل المتضررين وهناك جهود جبارة جداً في هذا المجال، فيوجد ما يزيد على 40 حافلة صغيرة وعدد كبير من المركبات مسخّرة لخدمة المتضررين، وعملها متواصل 24 ساعة في اليوم».
وعن حجم الأضرار قال الشيخ: «سيجري حصر الأضرار بعد أن انتهت الأنواء المناخية، وهناك جهود كبيرة للتعامل مع هذه الآثار، وهنا ملحمة وطنية من التكاتف على جميع الأصعدة فالجهات الحكومية والخاصة قائمة بدور كبير في هذا المجال، والأهالي والفرق التطوعية كذلك لهم إسهامات كثيرة، ولله الحمد الأضرار ليست كارثية ويمكن التعامل معها».
قال عضو فريق ظفار التطوعي سالم المشيخي: «عملنا طول فترة الأنواء المناخية على رصد المتضررة مساكنهم بالتنسيق مع غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة ظفار، وتوفير مكان الإيواء لهم، كما أننا عملنا على التنسيق بين مختلف الجهات لضمان توفير الغذاء والمواد الأساسية للمتضررين».
وقالت منى المعشنية وهي إحدى المتطوعات: «كنت في محافظة مسقط في فترة الإعصار وكانت مبادرتي مقتصرة على بث التنبيهات والتحذيرات والإرشادات الصادرة من الجهات الرسمية عبر منصات التواصل الاجتماعي، وأنا الآن قدمت إلى محافظة ظفار لمساعدة بعض النساء الأرامل والمطلقات اللواتي يعملن أعمالاً يدوية، وبيوتهن مبنية من مواد ضعيفة جداً والإعصار دمر بيوتهن وتجارتهن، وأتمنى أن أتمكن من مساعدتهن».
وسيم، ساعي خير، وهو أحد المتطوعين من محافظة ظفار قال: «ننتظر انقشاع الغيوم لنقوم بعملية تنظيف الأماكن المتضررة، ولدي رغبة للمساعدة في شتى الأعمال التي تطلب منّي لأقوم بخدمة أهل محافظتي، وقد لمست رغبة الشباب لإعادة محافظة ظفار كما كانت عليه قبل الإعصار»، مضيفاً أن الأضرار الموجودة جراء الإعصار يمكن التعامل معها، وبالتكاتف مع الجهات الحكومية ستعود كما كانت سابقاً.
وقال صاحب فندق صلالة بلازا محسن خوار: «قمنا بمبادرة إيواء المتضررة مساكنهم بالإعصار، وقد استقبلنا يوم الجمعة 170 عائلة وجرى تسكينهم في فندق صلالة بلازا، وقد جرى توفير الأغذية من فطور وسحور لهم بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة وما زلنا نستقبل المتضررين».