سمائل - صالح بن فايز الرواحي
لا تختلف في ولاية سمائل العادات الرمضانية عن بقية ولايات السلطنة، ولكن تبقى هناك بعض العادات المحببة التي تتمسّك بها كل ولاية. وكما هو معروف تبدأ الاستعدادات لاستقبال شهر المغفرة والرحمة شهر رمضان المبارك لدى البعض من سكان ولايتي سمائل وإزكي في محافظة الداخلية بشراء المستلزمات اللازمة من لحوم ومواد غذائية واستهلاكية تكفي طوال الشهر الفضيل، بينما يفضّل البعض الآخر شراء احتياجات كل يوم بيومه، لاقتناعهم بضرورة عدم التبذير خلال الشهر الفضيل. في الاستطلاع التالي نقترب أكثر من العادات السائدة خلال شهر رمضان المبارك في كلا الولايتين.
حميد بن حماد الوردي من سكان قرية سيما بولاية إزكي يقول: لا توجد اختلافات تُذكر في العادات الرمضانية في ولايات محافظة الداخلية، ولكن هناك عادات جميلة باقية يتم توارثها جيلاً بعد جيل مثل عادة «الدرنة» كما نُطلق عليها وهي وجبة ثقيلة يتناولها أهالي الولاية في نهاية شهر شعبان وعادة ما تكون أكلة شعبية عُمانية يُطلق عليها «القبولي» تتفنن المرأة العُمانية في إعدادها بالصورة التي اعتادت أن تقدّمها لأسرتها قبيل شهر رمضان وهنا تتجمّع الأسرة على الصحن أثناء وجبة الغداء، وهناك أُسر أخرى لا تحب وجبة القبولي وتعدّ وجبة أخرى بديلة لها وهي وجبة «العرسية» وذلك حسب رغبة كل أسرة في الولاية.
ويضيف الوردي قائلاً: رمضان شهر العبادة والتقرّب إلى الله ولا بد للمسلم استغلال الشهر المبارك بصورة يرضي بها الله سبحانه وتعالى، ومن عادات قرية «مقزح» المميزة أن معظم الرجال يحبون تناول الإفطار في المسجد وهي عادة قد لا تختلف عن بقية ولايات السلطنة أو محافظة الداخلية بصورة خاصة حيث يجتمع أهالي القرية أو «الحلة» قبل أذان صلاة المغرب لتناول الإفطار وذلك لقرب موعد صلاة المغرب وتبقى هذه العادة حتى آخر أيام الشهر الفضيل بحيث كل واحد من أهالي القرية يُحضر معه إفطارا للمصلين في المسجد.
العرسية تزيد الترابط
ويحدّثنا محمد بن ناصر القصابي، من أهالي ولاية سمائل، عن العادات في ولايته ويقول: قبيل الشهر الفضيل تستعد كل أسرة في سمائل بشراء احتياجات ومستلزمات الشهر الفضيل من أغذية ومواد استهلاكية، أما العادة السائدة التي تعوّدت عليها الأسر السمائلية فهي اتفاق جميع الأسر في القرية أو «المحلة» على طبخ «العرسية» بحيث كل رب أسرة يُحضر مكونا من مكوناتها للمساهمة في هذه الأكلة، فيما تقوم نساء «الحلة» أو القرية بالمشاركة في طبخ «العرسية» وعند الانتهاء من طبخها يؤتى بها في المجلس العام «للمحلة» ويجتمع أهالي «الحلة» أو القرية ويتناولون «العرسية» بصورة جماعية فيما تجتمع النساء في منزل إحداهن ليتناولن الأكلة وذلك بهدف زيادة تكاتف وترابط أبناء المجتمع.
ويضيف: يتميّز الشهر الفضيل أيضا بروحانيته حيث تبدأ كل أسرة بإعداد الوجبات الغذائية المتنوّعة التي قد لا تختلف عن بقية ولايات ومحافظات السلطنة مثل أطباق السمبوسة ولقمة القاضي والتمر والرطب في وقت القيظ وغيرها من الحلويات المشبّعة بالسكريات والتي بدورها تهدد حياتنا عند المبالغة بتناولها. وهناك الشوربة بالحب وشوربة الشعير والهريس والدنجو وكلها هذه الأطباق حاضرة أثناء الفطور.
عادات تتلاشى
ويضيف محمد القصابي: بعض العادات بدأت تتلاشى في الوقت الحاضر مثل تبادل الزيارات بين الأهل والأقارب فالجميع منشغل بمشاهدة المسلسلات والفوازير والمسابقات التي تكثر في شهر رمضان المبارك، وأتذكر تلك الأيام السابقة الرائعة التي عشناها قبل دخول الكهرباء، حيث كان الشهر الفضيل مناسبة تجتمع فيها الأسرة الواحدة أثناء الليل لسرد الحكايات والقصص التي عادة ما تُدخل البهجة والسرور في نفوس الأطفال والكبار لدرجة أن الأطفال والنساء كانوا يتمنون ألا ينتهي رمضان.
عطاء بين الجيران
أما مسلم بن سعيد الغاوي، من سكان ولاية إزكي، فيقول: من العادات التي لم تنتهِ خلال شهر رمضان المبارك هي عادة تبادل الأكلات بين الجيران حيث تقوم المرأة بإعداد الأطباق الشهية من الأكلات الجميلة ثم تقوم بإعطاء الجيران طبقا من كل نوع أعدَّته وكذلك الجيران يبادلونها، وهذه العادة الجميلة كفيلة بزيادة الترابط الأسري بين المجتمع، فيما يمارس الشباب في الولاية العديد من الرياضات المختلفة مثل كرة القدم كما تكثر رياضة المشي والجري خلال الشهر المبارك خاصة بعد صلاة التراويح بهدف حرق السكريات والدهون التي تناولوها أثناء وجبة العشاء ويشارك بعض الشباب في المسابقات والمحاضرات الثقافية والدينية.
ويضيف مسلم الغاوي: إن شهر رمضان المبارك من الشهور المباركة التي ميّزها الله سبحانه وتعالى عن سائر الشهور وبالتالي الكثير من الشباب والآباء والأمهات تجدهم يتسارعون في حفظ كتاب الله والانتهاء من حفظه قبل انتهاء الشهر فنجدهم يعتكفون في المساجد، أما نساء أهل الولاية فيقضين ليالي رمضان في زيارة بعضهن البعض وذلك بعد اتفاقهن على استضافة كل واحدة منهن نساء «المحلة» في منزلها بالتوالي وذلك طوال الشهر الفضيل، وتجلب كل أسرة ما لديها من أكلات رمضانية تؤكل بصورة جماعية مع ذكر الأحاديث المشوّقة أثناء تناول القهوة.
ويختم بقوله: بمزيد من الحب والتواصل تمرّ علينا أيام وليالي رمضان الفضيل بسرعة.