كوبنهاجن -العمانية/ شهدت أسواق السلع الاسبوع الماضي أداء قويًا حيث حققت أرباحًا عبر شريحة واسعة في قطاع عانى حصاراً طويلاً، فقد ارتفع مؤشر أداء سلع "بلومبرغ" بمعدل /4ر2/ بالمائة مع تصدر المعادن بأداء قوي. وقد شهد الذهب تلاشيًا في الدعم من الأسواق الخارجية مع تلاشي التقلبات في السوق العالمية إزاء الأرباح القوية التي شهدتها أسواق الأسهم الناشئة والمتقدمة. ولم يمنع تقرير العمل الصادر عن الولايات المتحدة الذهب من الوصول إلى أعلى معدل له منذ عام وعودته إلى سوق متفائل بعد هذا الزخم ومرونة الدولار الأمريكي الذي قفز بمعدل 20 بالمائة من معدلاته المنخفضة. وقد حققت المعادن الصناعية وعلى رأسها الزنك والنيكل أرباحاً جيدة منذ الانخفاض الذي شهدته في شهر يناير. وهذا التسارع الذي شهده الأسبوع الماضي كان مدفوعًا بقوة نتيجة النجاح الذي حققه النحاس وارتفاع الآمال باتخاذ خطوات إضافية نحو تعزيز الاقتصاد في أكبر الدول المستهلكة لكل ما هو معدن في العالم. كما حافظ النفط على زخمه للأسبوع الثالث مع استمرار تراجع عمليات البيع وسط توقعات بالتحسن. وبالرغم من الأساسيات السلبية، إلا أن المتداولين ارتاحوا لاستمرار تباطؤ مخرجات الدولار الأمريكي وانقطاع التوريد ضمن الأوبك وارتفاع التوقعات حول الاجتماع الذي سينعقد في 20 مارس بين دول الأوبك والدول غير الأعضاء وبأنه سوف يؤدي إلى تطبيق سقف للإنتاج. وقد ارتفع النفط والسلع الأخرى التي تعتمد على النمو مثل المعادن الخام دون الدعم الكامل للأصول التي ما زالت تواجه بعض المصاعب. وبناء على ذلك، فإننا نحذر المستثمرين من التمادي.
وتبقى الأوضاع الحالية تذكيرًا واضحًا بكيفية تغيّر توجهات السوق قبل أن تتحسن تطلعات الاقتصاد الشامل بكثير. ما زال المتداولون والمستثمرون مقبلين على الذهب، وقد تم اعتبار أي انخفاض في الأسعار حتى الآن كفرصة للشراء. وقد حصدت المنتجات المتداولة عبر البورصة المرتبطة بسعر الذهب أكثر من 7 مليارات دولار من أموال المستثمرين حتى الآن هذا العام. وكان هذا أكبر اندفاع نحو الذهب منذ تطبيق التسهيلات الكمية من قبل اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة مطلع عام 2009. ويقول أولي هانسن رئيس استراتيجيات السلع لدى "ساكسو بنك" أن وصف الاندفاع الحالي نحو الذهب على أنه مدفوع بالحاجة إلى مركب آمن لم يعد وصفاً دقيقاً بالنظر إلى تلاشي تقلبات السوق من حيث الأسهم والتسهيلات الائتمانية أخيرًا. وأضاف أن المستثمرين فهم قلقون من أن تمنعهم العوائد السلبية على السندات والدولار الذي استقر دون ارتفاع من اللحاق بالركب وباتوا يبحثون عن استثمارات بديلة.
وقد وجدوا هذا البديل في الذهب (وإلى حد ما الفضة) وكانت المكافأة حتى الآن جمع ما يزيد على 20 بالمائة منذ أن قامت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة برفع معدل فائدتها في ديسمبر الماضي. واشار الى انه يمكن أن يكون الذهب هو طائر الكناري في منجم الفحم الذي يحاول إنذارنا من أن أوضاع السوق التي شهدت تحسناً في الآونة الأخيرة قد لا تدوم وبأن تجدد الضعف في الأسهم والتسهيلات الائتمانية قد يعود إلى الساحة. وقال انه إذا لم نشهد عودة لضعف الأسهم والتسهيلات الائتمانية في مواقع أخرى، فسوف ينتهي الأمر بهذا الحشد الذي يشهده الذهب إلى أن يكون مدفوعًا بأبخرة محرك يعمل دون وقود مما سيؤدي في النهاية إلى إعادة التفكير المتبوع بسحب الأرباح. أما في المستقبل القريب، فلا طائل من محاربة التوجه السائد، لا سيما بالنظر إلى قوة الطلب على الذهب وارتفاع الأسعار المصاحب له هذا العام. فبعد أن كسر الذهب حاجز 250ر1 دولاراً للأونصة، أصبح السقف الجديد الذي ينبغي التطلع إليه هو كسر أعلى سعر وصل إليه الذهب عام 2015 وهو 308ر1 دولارًا للأونصة. ويعتبر الحد الأدنى للأسعار محميًا بشكل جيد وسوف يتطلب الأمر انخفاضًا إلى ما هو دون سعر 225ر1 دولارًا للأونصة أو الأهم من ذلك 190ر1 دولارًا للأونصة لتغيير تلك النظرة. وأوضح اولي هانسن في تحليل له ان النفط الخام واصل صعوده الشاق وسط تلاشي مخاطر انهيار جديد.
وقد أدى تحسن التطلعات إلى تراجع التقلب إلى أقل مستوى منذ بداية يناير، بينما تم كبح جماح عمليات البيع التوقعية. إلا أن التطلعات الأساسية ما زالت تواجه بعض الصعوبات، على الأقل في المستقبل القريب، إلا أن المتداولين ينظرون عادة إلى ما هو أبعد من ذلك لمعرفة المنحى الذي سيأخذونه حيث إن التطورات الأخيرة قد بدأت بتغيير الحالة النفسية الكلية للسوق. واتخذ الإنتاج الأمريكي منحى تنازليًا مجددًا بعد أن شهد انخفاضًا على مدى الأسابيع الستة الماضية. وما زال الارتفاع الموسمي غير المتوقع في مخزونات النفط الخام يمثل تحديًا وخاصة في كوشينغ في ولاية أوكلاهوما الأمريكية وهي مركز توصيل مهم للعقود الآجلة لخام وست تكساس. فقد ارتفعت مستويات المخزون في تلك المنطقة بمعدل 2ر1 مليون برميل لتصل إلى 3ر66 مليون برميل، وهو ليس ببعيد عن الحد الأقصى (المقدر بحوالي 73 مليون برميل). ط
وينوي منتجو النفط الأعضاء وغير الأعضاء في أوبك الاجتماع في 20 مارس حيث سيتم تجديد المحاولات في التوصل إلى وضع سقف للإنتاج. وكانت الانقطاعات في أنابيب النفط التي تحمل حوالي 600 ألف برميل نفط يومياً من المناطق الخاضعة للسيطرة الكردية في شمال العراق مقرونة بالانقطاعات في نيجيريا قد أدت إلى تباطؤ في الإنتاج مما ساهم في مقابلة ارتفاع التدفقات الآتية من إيران. وقد ساهمت هذه التطورات كلها في إزالة التركيز على توقعات الانخفاض الكبرى في أسعار النفط إلى 20 دولارًا أمريكيًا للبرميل، بينما أدت إلى خفض في أسعار بيع خام وست تكساس القريبة من حدها السابق. أما خام برنت فقد شهد قفزة كبيرة في صافي المشتريات إلى حد قياسي الشهر الماضي. وقد اخترق خام برنت حد المقاومة عند 40ر37 دولار للبرميل، وهو أول مستوى رجعي لأسعار البيع من شهر أكتوبر إلى يناير. وفي حال استمرار الصعود، فسوف يمهد ذلك الطريق باتجاه الوصول إلى سعر 40 دولارًا أمريكيًا للبرميل، ولن يعطل هذا النمط التصاعدي إلا هبوط السعر إلى ما دون 33 دولارًا أمريكيًا للبرميل.