إسطنبول - رويترز
دعا قادة الدول الإسلامية إلى نشر قوة دولية لحماية الفلسطينيين بعد مقتل عشرات المتظاهرين بالرصاص على أيدي القوات الإسرائيلية على حدود قطاع غزة قبل أيام فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أمس السبت، استشهاد فلسطينيين اثنين أحدهما يبلغ 20 عاما والآخر 58 عاما متأثرين بإصابتهما خلال مسيرات العودة الاثنين الفائت.
وقال الناطق باسم الصحة الفلسطينية في غزة، أشرف القدرة، عبر صفحته على «فيسبوك»: «ارتقاء الشهيد محمد مازن عليان 20 عاما، في مستشفى القدس متأثرا بجراحه التي أصيب بها يوم الاثنين الماضي شرق البريج».
وخلال قمة استثنائية في تركيا دعا إليها الرئيس رجب طيب أردوجان، تعهد قادة دول إسلامية باتخاذ «إجراءات سياسية واقتصادية مناسبة» إزاء الدول التي تنقل سفاراتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.
واستغل أردوجان، الذي يخوض حملة لإعادة انتخابه الشهر المقبل، القمة ليشن هجوما لفظيا على إسرائيل وقارن تصرفات قواتها بمعاملة ألمانيا النازية لليهود في الحرب العالمية الثانية عندما قتل ملايين في معسكرات الاعتقال.
وانتقد أردوجان أيضا الولايات المتحدة قائلا إن قرارها نقل سفارتها شجّع إسرائيل على إخماد الاحتجاجات على الحدود مع غزة باستخدام القوة المفرطة.
وتقول معظم دول العالم إن وضع القدس يجب تحديده في تسوية سلمية نهائية بين إسرائيل والفلسطينيين وإن نقل سفاراتهم الآن سيحكم مسبقا على أي اتفاق من هذا القبيل. وينهي قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة سياسة أمريكية استمرت عقودا وأثار القرار أيضا غضب العالم العربي وحلفاء غربيين.
وأصبحت جواتيمالا ثاني دولة تنقل سفارتها إلى المدينة المقدسة بينما قالت باراجواي إنها ستحذو حذوها هذا الشهر.
وقال البيان الختامي لاجتماع منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 عضوا إن قتل 60 فلسطينيا يحتجون على نقل السفارة يوم الاثنين يمثل «جرائم وحشية ارتكبتها القوات الإسرائيلية بدعم من الإدارة الأمريكية».
وأضاف البيان أن أعمال العنف ينبغي أن توضع على جدول أعمال مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة ودعا الأمم المتحدة للتحقيق في أعمال القتل.
حضر القمة العاهل الأردني الملك عبدالله حليف الولايات المتحدة. والأسرة الهاشمية التي ينتمي إليها العاهل الأردني هي المشرفة على المواقع الإسلامية في القدس.
وقال الملك عبدالله: «قبل حوالي خمسة أشهر من اليوم، التقينا لمواجهة التبعات الخطيرة للقرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وها نحن اليوم نلمس النتائج التي حذرنا منها، وهي إضعاف ركائز السلام والاستقرار وتكريس الأحادية وتعميق اليأس الذي يؤدي إلى العنف».
ودعا الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمته أمام القمة الدول الإسلامية إلى «قطع علاقاتها تماما مع الكيان الصهيوني (إسرائيل) وأيضا إعادة النظر في علاقاتها التجارية والاقتصادية مع أمريكا».
ووصف أردوجان إسرائيل بأنها «دولة إرهابية». وقال أردوجان يوم الجمعة بعد أن ألقى كلمة أمام آلاف من أنصاره الذين تجمعوا دعما للفلسطينيين «أبناء من تعرّضوا لكل أنواع التعذيب في المعسكرات النازية خلال الحرب العالمية الثانية يهاجمون الآن الفلسطينيين بأساليب يخجل منها النازيون».
وأضاف أردوجان أن الأمم المتحدة يجب أن ترسل «قوة سلام دولية إلى شعب فلسطين الذي يفقد أطفاله الصغار يوميا بسبب الإرهاب الإسرائيلي» وشبه نشر القوات بنشر قوات حفظ السلام في البوسنة وكوسوفو في تسعينيات القرن الفائت.
وفجّرت الأحداث في غزة أيضا خلافا دبلوماسيا بين تركيا وإسرائيل، حيث تبادل البلدان طرد كبار الدبلوماسيين.
وتبادل أيضا أردوجان الانتقادات اللاذعة على تويتر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وبرغم لهجة الخطاب الحادة، أظهرت إحصاءات صندوق النقد الدولي أن إسرائيل كانت عاشر أكبر سوق للصادرات التركية في 2017 حيث اشترت سلعا بحوالي 3.4 بليون دولار.
وقال وزير المالية الإسرائيلي، موشي كاخلون، لإذاعة إسرائيل يوم الجمعة ردا على سؤال عما إذا كان ينبغي لإسرائيل أن تقطع علاقاتها مع تركيا «لدينا علاقات اقتصادية ممتازة مع تركيا. وهذه العلاقات شديدة الأهمية للجانبين».
وتلقى معاناة الفلسطينيين صدى لدى كثير من الأتراك خاصة القوميين والمتدينين الذين يشكّلون قاعدة الدعم لأردوجان الذي يخوض الانتخابات الرئاسية مجددا الشهر المقبل. واقترح وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، يوم الخميس أن تستدعي الدول العربية سفراءها لدى واشنطن للتشاور ردا على قيام الولايات المتحدة بنقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس.
وقال المالكي في كلمة نقلها التلفزيون على الهواء مباشرة خلال جلسة افتتاحية لاجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة «ليس هناك من ضير أن يتم استدعاء جماعي لسفراء الدول العربية في واشنطن لعواصمهم للتشاور».
وأضاف أنه ينبغي أيضا استدعاء سفراء الولايات المتحدة المعتمدين لدى العواصم العربية «لإبلاغهم مجددا بالرفض العربي لنقل السفارة الأمريكية للقدس».
وذكر أن الدول العربية كانت قد اتفقت في اجتماعات سابقة على أنها ستقطع العلاقات مع أي دولة تنقل سفارتها إلى القدس.
وافتتحت الولايات المتحدة سفارتها الجديدة في إسرائيل في القدس يوم الاثنين الفائت ، بينما قتل جنود إسرائيليون عشرات الفلسطينيين خلال احتجاجات في قطاع غزة. ومن غير الواضح كيف سيكون الرد العربي على اقتراح المالكي. ويرتبط عدد من الدول العربية مثل مصر والسعودية بعلاقات قوية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.