اكتشافات أثرية في السلطنة ترجع إلى أكثر من 2600 عام

مزاج السبت ١٢/مارس/٢٠١٦ ١٨:٤٧ م
اكتشافات أثرية في السلطنة ترجع إلى أكثر من 2600 عام

مسقط - العمانية
أعلنت وزارة التراث والثقافة عن اكتشافات أثرية في موقع أثري شرق جبل المضمار بولاية أدم وهو عبارة عن مجمع من أربعة مباني معزولة في الصحراء شيدت على حافة جبل المضمار ويطل على الصحراء على طريق وادي حلفين.
وقد بدأ التنقيب في هذا المجمع عام 2015م في أكبر مباني المجمع وتصل أبعاده (8 في 15) متر وبمساحة اجمالية تصل الى 120 متراً.
وقال وكيل الوزارة لشؤون التراث سعادة سالم بن محمد المحروقي في تصريح خاص لوكالة الأنباء العمانية أمس ان برنامج الوزارة للمسوحات والتنقيبات الأثرية في محافظات السلطنة مستمر في تقديم المزيد من الأدلة والشواهد التي تؤكد على انتشار تجمعات بشرية متطورة في نظام اجتماعي مترابط متماسك تدعمه أساليب انتاجية متقدمة تماثل الحضارات الاخرى المعروفة تقليديا.
جاء ذلك في تعقيب سعادته على المؤتمر الصحفي الذي نظمته الخارجية الفرنسية في باريس أعلن فيه اكتشاف عن أسلحة نحاسية عبارة خمسة أقواس وجعبتي سهام مصاحبة لخناجر وفؤوس وجميعها سليمة على الرغم من مضي أكثر من 2600 عام عليها، وهي المرة الاولى التي يتم فيها العثور على أقواس وجعب نحاسية، حيث جرت العادة على العثور السهام منفرده أو على شكل كومة ملتصقة مع بعضها وبدون جعب أو أقواس للمجتمعات القديمة التي عاشت في عمان.
واضاف سعادة وكيل التراث بأن المقتنيات الاثرية التي تم العثور عليها إستثنائية كتلك التي تم العثور عليها في مواقع اخرى حيث تتضمن كنانتين تحتويان على مجموعة اسهم متوسطة الحجم والتي يعتقد انها كانت تستخدم في مناسبات طقوسية وإجتماعية وللزينة تم ترميمها مؤخرا وهي من المقتنيات التي ستعرض في المتحف الوطني من بين المقتنيات النادرة.
وأوضح سعادته ان هذه المكتشفات تماثل المكتشفات في مواقع أخرى في المضيبي وسناو وسمد الشأن وازكي وبسيا وسلوت ودبا وهو ما يشير الى أن شبه جزيرة عمان منذ الالفية الرابعة قبل الميلاد كانت مأهولة بسكان وبحضارات ولم تكن مجتمعات بدائية كما كان يعتقد بدلالة المقتنيات التي تشير الى انشطة متجانسة تقوم على التواصل مع الحضارات المجاورة عبر البحار والطرق التجارية وهو ما يتطلب دراسته من خلال البناء المعرفي الذي يجري تاسيسه بما تقدمه نتائج المسوحات والتنقيبات الأثرية التي تقوم بها الوزارة مع 24 بعثة أثارية من مختلف دول العالم.
واشار سعادته الى وجود بعثتين فرنسيتين تعملان في موقعي قلهات الاثري وسلوت بعقود عمل طويلة الاجل لتنفيذ أعمال التوثيق والترميم والتنقيبات لتعزيز ملفي الترشيح للتسجيل في قائمة التراث العالمي الى جانب بعثة أخرى تقوم باعمال المسوحات على امتداد السواحل العمانية وهو ما يضع وزارة التراث والثقافة في مقدمة المؤسسات الرائدة على مستوى المنطقة في مجال المسوحات والبحوث الأثرية وإدارة الموارد الثقافية وبان الوزارة من خلال سلسلة الاصدارات العلمية الصادرة مؤخرا والتي ستأتي تباعا تقدم نتائج كمية للإنجازات التي تحققت على مدى العقود الماضية الى جانب إبراز خطط الوزارة الراهنة والمستقبلية باعتبارها الجهة المرجعية الأساسية في إدارة التراث الوطني.
واكد سعادته بأن اعمال المسوحات في ولاية ادم ستستمر مع التركيز على تأسيس المعرفة العلمية مع بقية المواقع المرتبطة بها في محافظات الداخلية والشرقية والظاهرة لفهم الأسس الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي كانت تجمع المستوطنات خلال الحقب التاريخية الغنية بتحولات مهمة وسوف تكشف التنقيبات الأثرية المستقبلية في المبنى والمباني المجاورة المزيد من المعلومات عن طبيعة هذا الموقع وإستخداماته ونمط الحياه لدى السكان في هذا الموقع.