بطلة مبارزة مسلمة عازمة على قهر ترامب العنصري

الجماهير السبت ١٢/مارس/٢٠١٦ ٠٤:٥٤ ص
بطلة مبارزة مسلمة عازمة على قهر ترامب العنصري

بيفرلي هيلز – رويترز: ليست بطلة مبارزة السلاح الأمريكية ابتهاج محمد بغريبة عن معارك النزال بالسيف لذا فإنها حين استمعت لمرشح انتخابات الرئاسة الأمريكية المحتمل دونالد ترامب يهدد بحظر دخول المسلمين إلى الأراضي الأمريكية لم يزدها هذا إلا إصرارا على العودة للوطن بميدالية أولمبية من ريو دي جانيرو.
وستدخل ابتهاج التاريخ في ألعاب ريو هذا العام حين تصبح أول رياضية أمريكية تنافس مرتدية الحجاب وهو شرف لا تستهين به لأسباب بينها ما ترصده من زيادة الخطابات المعادية للمسلمين بين بعض الأمريكيين المتأثرين بدعوة ترامب.
وفي ديسمبر الماضي اقترح ترامب الساعي للحصول على بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة بعد الهجوم الدامي في سان برناردينو بولاية كاليفورنيا الذي نفذه زوجان مسلمان وقالت السلطات إنهما من المتشددين.
وقالت ابتهاج للصحفيين يوم الأربعاء "أشعر أني مدينة لمن يريدون لي أن أتحدث. حين أستمع لشخص ما يقول شيئا ما من قبيل إعادة المسلمين إلى بلادهم.. أقول 'حسنا.. أنا أمريكية.. فأين أذهب؟"
وتحولت ابتهاج لممارسة منافسات السلاح حين كانت في الثالثة عشرة متأثرة ربما بعقيدتها الدينية وربما بإحساس المنافسة القوي بداخلها.
ولابتهاج أربعة إخوة وتذكر أنها رغم نشأتها في عائلة رياضية لم لم تجد لممارسة بعض الرياضات بسبب ملابسها المحتشمة أكثر من الفتيات الأخريات. لكنها لم تجد أي صعوبة في رياضة السلاح حيث ترتدي اللاعبات ملابس كاملة لحماية الجسد بالإضافة لواقي الرأس.
وقالت ابتهاج "كان تركيزي في اتجاه واحد... أردت ممارسة رياضة يمكنني فيها ارتداء ملابسي المحتشمة دون أن أبدو مختلفة عن الأخريات."
ولم تقع ابتهاج المقيمة في نيوجيرزي وعمرها الآن 30 عاما في غرام السيف بسرعة بل وجدت في ممارسة السلاح في البداية بعض الملل. لكنها تمسكت بها لسبب آخر: كان هذا وعدا بالحصول على منحة رياضية للدراسة في الجامعة.
درست ابتهاج الأمر جيدا واكتشفت أن كل الجامعات الأمريكية المرموقة تقريبا بها برامج لرياضة السلاح. وتخرجت الشابة الأمريكية من جامعة ديوك ومعها توجت بطلة لأمريكا.

* وجاءت الشهرة
ضمنت ابتهاج مكانا في ألعاب ريو بفوزها بميدالية برونزية في بطولة تأهيلية بأثينا الشهر الماضي. وفي 2014 فازت بميدالية ذهبية في بطولة العالم للسلاح في روسيا.

وتتسلط الأضواء حاليا على ابتهاج خلال فترة الإعداد للدورة الأولمبية المقررة في البرازيل بين الخامس والحادي والعشرين من أغسطس آب وترعاها شركات كبرى بينها فيزا ويونايتد إيرلاينز.
لكنها تقول إنها تعاني أيضا من عدم الاستقرار في هذه الفترة حيث تتابع سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية بكثير من الارتياب مخافة أن يتسبب مناخ "إشاعة الخوف" من المسلمين في إرساء سابقة خطيرة.
وكثيرا ما واجهت ابتهاج "مسيئين" معادين للمسلمين على وسائل التواصل الاجتماعي لكنها تسارع بحذف رسائلهم. وتستقبل ابتهاج المئات من رسائل الدعم كل يوم بينها شابات مسلمين أصبحت هي بالنسبة لهن إلهاما.
وبعد التوقف عن ممارسة السلاح تقول ابتهاج إنها تدرس التحول للعمل في الدبلوماسية الأمريكية. وفي الفترة الأخيرة وجدت ابتهاج فرصة للتعبير عن مخاوفها بشكل مباشر للرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال لقاء عقده خلال زيارته الأولى إلى مسجد في الولايات المتحدة. وقال لها أوباما إنه ينتظر منها الفوز بميدالية في ريو.

وقال زميلها داريل هومر "بالنسبة لها فإنها كأمريكية مسلمة وكأمريكية من أصول أفريقية تمثل بشكل ما أكثر الفئات حرمانا وبوسعها أن تصبح مثلا يحتذى به لكثير من الفئات."
وبين الجلسات التدريبية تقوم ابتهاج بتدريب السلاح للأصغر سنا في نيويورك. وتدير أيضا خط أزياء في لويلا مع اثنين من أشقائها. وتطرح العلامة التجارية تصميمات ملونة وتهدف لترك بصمة على صناعة الأزياء "المحتشمة".
وبعد معسكرات التدريب استعدادا لألعاب ريو سيكون على ابتهاج الحفاظ على مستواها طيلة شهر رمضان حيث تنوي صوم الشهر الذي يبدأ في يونيو حزيران.
تعتزم ابتهاج أيضا المتابعة مع أخصائي تغذية وممارسة برنامج يشمل الاستيقاظ مبكرا قبل الفجر والتدريب بشكل جيد خلال ساعات الليل.
ولا تقف أهداف ابتهاج في ريو عند الممارسة الرياضية. فالفتاة الأمريكية تدرك جيدا حجم الأضواء التي ستتسلط عليها في الألعاب الأولمبية في وقت يواجه خلاله الأمريكيون المسلمون ضغوطا في الحملة الانتخابية.
وقالت "أتمنى أن أسهم في تغيير الصورة التي يرسمها الناس للمسلمات."