بغداد - كركوك - رويترز
أدلى العراقيون أمس السبت بأصواتهم في أول انتخابات برلمانية يشهدها العراق منذ هزيمة تنظيم داعش لكن لا يتوقع الكثيرون أن يفي الزعماء الجدد بوعود الاستقرار والازدهار الاقتصادي المنشودة منذ وقت طويل.
ويواجه العراق المنتج للنفط صعوبة في إيجاد صيغة للاستقرار منذ أن أدى غزو قادته الولايات المتحدة إلى إسقاط صدام حسين العام 2003 وفقد كثير من العراقيين الثقة في رجال السياسة بالبلاد. وبصرف النظر عمّن سيختاره البرلمان الجديد رئيسا للوزراء فإنه سيواجه تحديات عدة بعد حرب ضد تنظيم داعش دامت ثلاث سنوات وكلّفت البلاد نحو مئة بليون دولار. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في العاصمة بغداد ومدن أخرى حسبما قال مراسلون لرويترز.
وقال جمال موسوي الذي يعمل قصابا ويبلغ من العمر 61 عاما إنه سيشارك ولكنه سيبطل صوته. وأضاف أنه لا يوجد أمن ولا وظائف ولا خدمات كما أن المرشحين لا يتطلعون إلا لملء جيوبهم وليس مساعدة الناس.
ويحتاج المرشحون الثلاثة الرئيسيون لرئاسة الوزراء إلى دعم إيران وهم: حيدر العبادي رئيس الوزراء الحالي وسلفه نوري المالكي والقيادي هادي العامري.
وبعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، ستسعى طهران إلى الإبقاء على نفوذها السياسي والعسكري الكبير في العراق الذي يعد أهم دولة عربية بالنسبة لها. ويرى محللون أن العبادي متقدم بشكل طفيف ولكن فوزه ليس مضمونا.
ورغم تقربه إلى طوائف أخرى فإن العبادي نأى عن الأكراد بعد أن أحبط مساعيهم للاستقلال.
ونجح العبادي بتحسين موقفه بالانتصار على تنظيم داعش الذي كان يسيطر على ثلث العراق.
لكنه يفتقر إلى الجاذبية الشعبية كما أنه أخفق في تحسين الاقتصاد والقضاء على الفساد. ولا يمكن أيضا للعبادي الاعتماد فقط على أصوات طائفته لأن قاعدة الناخبين تعاني الانقسام بشكل غير معتاد هذا العام. وبدلا من ذلك فإنه يتطلع للحصول على دعم من الجماعات الأخرى. وحتى إذا فازت «قائمة النصر» التي تضم مرشحي العبادي بمعظم المقاعد فسيتعيّن عليه خوض مفاوضات معقدة من أجل تشكيل حكومة ائتلافية وهو الأمر الذي يجب الانتهاء منه خلال 90 يوما من إجراء الانتخابات. وقال حازم الحسن البالغ من العمر 50 عاما ويعمل في بيع السمك في بغداد عن المرشحين إنهم الوجوه نفسها والبرامج نفسها، مضيفا أن العبادي هو الأفضل بين أسوأ المرشحين إذ إن تحت قيادته تحرر العراق من تنظيم داعش.
أما العامري فقضى أكثر من 20 عاما يحارب صدام من منفاه في إيران. ويقود العامري البالغ من العمر 63 عاما منظمة بدر التي تمثل العمود الفقري لقوات المتطوعين التي حاربت تنظيم داعش.
ويأمل الاستفادة من الانتصارات التي حققها في ميدان القتال. وسيمثل فوز العامري انتصارا لإيران التي تخوض الحروب بالوكالة من أجل النفوذ عبر الشرق الأوسط.
يشعر الكثير من العراقيين بأن أبطال الحرب والساسة خذلوهم عندما تقاعسوا عن إصلاح مؤسسات الدولة وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية اللازمة.
وقال حسين فاضل (42 عاما) ويعمل في متجر إن الثقة انعدمت بين الشعب والطبقة الحاكمة، مضيفا أن جميع الأطراف سيئة وإنه لن يدلي بصوته.
ويخوض أكثر من سبعة آلاف مرشح في 18 محافظة الانتخابات هذا العام من أجل الفوز بمقاعد في البرلمان الذي يضم 329 مقعدا.