الجامعة تفسر امتصاص صخور البريدوتيت لثاني أكسيد الكربون

بلادنا الخميس ١٠/مايو/٢٠١٨ ٠٨:٣٧ ص
الجامعة تفسر امتصاص صخور البريدوتيت لثاني أكسيد الكربون

مسقط -

يشكل موضوع امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من قبل صخور البريدوتيت في السلطنة أهمية كبيرة، ونظراً لكثرة تداول هذا الموضوع في الصحافة الدولية والمحلية، فقد قامت جامعة السلطان قابوس بتقديم تفسير علمي لهذه الظاهرة.

فقد قال مدير مركز أبحاث علوم الأرض والأستاذ بقسم علوم الأرض بكلية العلوم في الجامعة البروفيسور صبحي جابر نصر: إن الباحث بيتر كليمان من قسم علوم الأرض والدراسات البيئية في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية قام بنشر مقالة حول ظاهرة امتصاص صخور البريدوتيت لثاني أكسيد الكربون في سلطنة عمان وتم نشرها في جريدة نيويورك تايمز بتاريخ 26 أبريل 2018م. ويجدر التنويه هنا بأنه قد تم نشر هذا الموضوع في سنوات سابقة في الأعوام 2010 و2012 في جرائد محلية ودولية. مضيفاً في الصدد ذاته أن هذه الظاهرة قد تم بحثها من قبل الباحثين في جامعة السلطان قابوس وتم نشر النتائج في إحدى المجلات العالمية في العام 2006، وأدى ذلك إلى جذب انتباه الباحثين والعلماء لهذه الظاهرة التي بينت قدرة صخور البريدوتيت على امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي عن طريق التفاعل مع المياه السطحية والجوفية وتحويله إلى صخور كربوناتية، وتغطي هذه الصخور مساحة كبيرة من أرض السلطنة. ويتراوح معدل الامتصاص الطبيعي لصخور البريدوتيت لغاز ثاني أكسيد الكربون بين 10 آلاف إلى 100 ألف طن سنويا، بما يقارب 1 جم لكل متر مكعب. ويؤكد البروفيسور صبحي بأنه حدث تباين كبير في وجهات النظر حول كيفية حصول هذه الظاهرة والاستفادة منها، كما أظهرت الدراسات المتعددة لجميع العلماء العاملين في مجال كربنة صخور البريدوتيت عدم نجاعة الطرق المقدمة لتحفيز الكربنة من النواحي العملية والتطبيقية رغم صحتها من النواحي النظرية وتكلفتها العالية، وظهرت العديد من المشاكل والشكوك العلمية، ومن الواضح أن هنالك حاجة للقيام بدراسات حقلية للتقييم المبدئي، فمثلاً يجب التحقق من عملية تكسير الصخر المرافق للتسخين والترطيب والكربنة، وذلك من حيث نفاذية الصخور وحجم مناطق التفاعل. ومن الصعب القيام بذلك على المستوى المخبري، وهناك حاجة للقيام بدراسة حقلية ودراسة التقييم البيئي قبل الحديث عن إمكانية الاستفادة من هذه الصخور.

عدم وضوح الرؤية

ويتابع البروفيسور صبحي نصر حديثه عن جهود جامعة السلطان قابوس في هذا المجال، فيخبرنا أن الجامعة قامت بإجراء الأبحاث والتوعية عبر تنظيم أول حلقة عمل في عام 2011 وشاركت في حلقة عمل أخرى في مدينة نيويورك عام 2012 لمناقشة الظاهرة وبمشاركة العديد من العلماء العاملين في هذا المجال وبالتعاون مع برنامج الحفر المحيطي وبرنامج الحفر العلمي العالمي وعلماء في مجالات الهندسة والكيمياء والتنقيب والطاقة. ولقد بيت حلقات العمل هذه أن هنالك عدم وضوح للرؤية والفهم لعملية الكربنة والتغيرات في صخور الإفيوليت من النواحي البيولوجية، والتحولية والهندسية والكيميائية وتدفق السوائل. وتم الاتفاق على أهمية إجراء دراسات مائية جيولوجية لتدفقات المياه وكذلك ضرورة دراسة عمليات السربنتنة والكربنة الحديثة والحالية ودور التكسرات الناتجة عن عمليات التحول والتفاعل والعمليات الحيوية البيولوجية لتكون بعض الميكروبات نتيجة طاقة التفاعل. وكان هنالك العديد من التساؤلات التي تحتاج إلى إجابات قاطعة.
وأشار البروفيسور صبحي نصر إلى أن فريقاً بحثياً من مركز أبحاث علوم الأرض وعمادة البحث العلمي ورئاسة الجامعة يقوم بتطوير تقنية غير مكلفة للامتصاص عن طريق تحفيز التجوية الطبيعية لصخور البريدوتيت تعتمد على تفتيت الصخور إلى أحجام صغيرة ونثرها على المناطق الساحلية للتفاعل مع مياه البحر بشكل طبيعي إذ يتم امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون عن طريق التفاعل مع مياه البحر وتحول هذه الرمال إلى صخور كربوناتية على مدى يتراوح بين 3 إلى 5 سنوات. إن تطوير هذه التقنية سيعطي السلطنة الأولوية في تطبيقها. كذلك يمثل هذا المقترح بديلاً للمقترحات الأخرى ذات التكلفة الباهظة وقد يكون التفاعل الطبيعي بطيئاً ويستمر لسنوات عدة لكنه غير مكلف ويعتمد على المشاهدات الطبيعية لما يحصل في البيئة العمانية.