شجون.. مطرية

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٠/مارس/٢٠١٦ ٠٥:٢٢ ص
شجون.. مطرية

محمد بن سيف الرحبي
www.facebook.com
msrahbyalrahby@gmail.com

أي حديث بعيد عن المطر سيبدو خارج السياق..

والإشارة إلى قضية تصريف مياه الأمطار ستغدو.. أهم ما في السياق كله.

لأن الشوارع التي تحتفظ ببحيرات صغيرة تعني أن هناك خطأ حصل.. وإصلاح تأخر، أو يبدو أنه لن يأت.

##

ستتلاشى الحالة الجوية..
وستجف الشوارع والدوارات والأودية، بعد حين.. أو أحيان.
وسننسى «الأخطاء» التي تسببت في حدوث التجمعات المائية؛ لأن ذاكرة الناس ضعيفة، ولن تستعيد الحكاية إلا مع.. حالة جوية جديدة.

##

المطر يكشف عورات التخطيط..
وتباعده يحفز على المزيد من الأخطاء.. حتى بالنسبة للمواطن الذي يبني منزله بالقرب من مجرى واد يعرف أنه حينما يأتي «جارفاً»، دونما حساب للوقت، تباعد الزمن أو تقارب فتغدو الحسابات حينها «صاخبة» والملام هو الجهة التي «خططت» وليس الشخص الذي «أصر»!

##

تضاريس بلادنا صعبة، ومكوناتها الجغرافية خطرة.. جبال تشقها أودية، وما يتكوّن من فسح سهلية تبقى ملاذ الناس للسكنى، خاصة في محافظات كمسقط والداخلية، إنما عاصمة البلاد تكتظ بالبنايات والشوارع يوماً بعد آخر، والنظر إلى إجابة سؤال «أين ستذهب مياه الأمطار؟» ملحّة، إذ تبدو المخططات السكنية غارقة في مياه لا تجد ملاذاً تذهب إليه، إما أن تشربها الأرض سريعاً، أو تبقى حتى تتبخّر بسبب الحرارة.. لا حلّ آخر!

##

أعجبتني رسالة «واتسابية» عن توظيف مليون ونصف المليون عماني خبراء في الطقس.. لم يشر صاحبها إلى أن هذه الجينات موجودة معنا، جيلاً بعد جيل، كان «شيّابنا» يتجمعون في جلساتهم اليومية «يخايلون الوقت» والوقت تعني عندهم السحب، على أي جبل تلقي بركتها، وأي وادٍ سيسل عمّا قريب..

إنما لم يكن يجيدون صناعة «الخوف» التي يتناقلها الناس يومياً.

##

«شيء إجازة؟»..
أتخيل أن يضاف إلى قائمة إجازاتنا طوال العام بنداً جديداً يتعلق بالحالات الجوية، فعندما تعلن الأرصاد الجوية مستوى معيّنا من التوقعات يصبح اليوم التالي إجازة تلقائية.. فالمدهش أن نعتبر كل حالة مطرية فرصة إجازة.. حتى وإن كانت بعض الشوارع لا تعيقها الأودية!