اللبنانيون يعودون للصناديق الانتخابية

الحدث الاثنين ٠٧/مايو/٢٠١٨ ٠٩:٥٠ ص

بيروت - رويترز
بدأ اللبنانيون أمس الأحد التصويت في انتخابات هي الأولى منذ تسع سنوات ولن تقلب على الأرجح ميزان القوى في البلاد لكنها مهمة للاستقرار الاقتصادي.
وساد الهدوء شوارع بيروت في ساعات الصباح الأولى لكن تجمعات صغيرة ظهرت في محيط مدارس تحوّلت إلى مراكز اقتراع كما انتشرت ملصقات الدعاية للأحزاب وصور المرشحين الرئيسيين على الجدران.
وقال موظف يدعى أبو سامي (40 عاما) إنه ضاق ذرعا بالسياسيين الموجودين منذ فترة طويلة مضيفا: "جربناهم كل هالسنين. خلينا نجرب وجوه جديدة".
ونجح لبنان إلى حد كبير في تجاوز العاصفة الإقليمية الناجمة عن الحرب المستمرة منذ سبع سنوات في سوريا والتي اجتذبت قوى إقليمية وأطلقت موجة من اللاجئين لكنه مرّ بأزمات داخلية منذ أن أجرى آخر انتخابات.
وأظهرت المحطات التلفزيونية الناخبين يصطفون عند مراكز الاقتراع في مختلف أنحاء الدولة الصغيرة في الصباح الباكر للإدلاء بأصواتهم وفق قواعد تصويت جديدة ما تزال تحافظ على نظام تقاسم السلطة على أساس طائفي.
ومن المتوقع بدء إعلان النتائج غير الرسمية أثناء الليل على أن يتم إعلان النتائج الرسمية خلال أيام.
ويجرم قانون الانتخابات نشر توقعات بشأن أداء الأحزاب. ويقول محللون إن حكومة ائتلافية جديدة ستتشكل على الأرجح وتشمل معظم الأحزاب الرئيسية مثل الحكومة التي تتولى السلطة منذ 2016 أيا كانت نتيجة الانتخابات.
ويتابع المحللون عن كثب أداء تيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الوزراء سعد الحريري وحزب الله.
وتشكيل حكومة جديدة سريعا من شأنه طمأنة المستثمرين على الاستقرار الاقتصادي في لبنان بعد أن تعهد المانحون بتقديم 11 بليون دولار في صورة قروض ميسرة لبرنامج استثمار رأسمالي الشهر الفائت مقابل إجراء إصلاحات مالية وغيرها من الإصلاحات. ومن المتوقع أن يعقد أول اجتماع متابعة خلال أسابيع.
ولدى لبنان أحد أعلى معدلات الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي. وحذّر صندوق النقد الدولي من أن الوضع المالي للبنان غير مستدام.
وأكّدت وكالات التصنيف الائتماني على أهمية إجراء الانتخابات في لبنان بعد تمديد فترة عمل البرلمان عدة مرات لتكون مؤشرا على أن البلاد في طريق عودتها إلى الحياة الطبيعية بعد سنوات من المصاعب السياسية.
والناخبون غير مسجلين وفقا لعنوان السكن بل حسب المنطقة التي ينحدر منها أسلافهم مما يعني أنه يتعيّن على الكثيرين منهم السفر من العاصمة بيروت إلى القرى في مختلف أنحاء البلاد.
وأصاب النظام الجديد المعقد بعض الناخبين بالحيرة وجعل من غير الممكن التنبؤ بنتيجة المنافسة على مقاعد كانت مضمونة في السابق لكنه لم يفعل شيئا يذكر يمكن أن يقوض النخبة السياسية الراسخة التي تضم عائلات وأمراء حرب سابقين.
وأبلى مرشحون مستقلون بلاءً حسنا في الانتخابات البلدية قبل عامين في مواجهة الأحزاب السياسية الراسخة مستفيدين من حالة غضب شعبي بسبب سوء الخدمات الحكومية بما في ذلك أزمة أثارها تكدس النفايات في الشوارع.
وكان الوجود الأمني في بيروت ملحوظا من وجود رتل عسكري طويل من العربات المصفحة وناقلات جنود تتحرّك ببطء في العاصمة. ووقف أفراد من قوات الأمن على نواصي الشوارع للحراسة قرب مراكز التصويت.
ويتابع الانتخابات مراقبون من الاتحاد الأوروبي وكيانات دولية أخرى.