الاشتباك الحذر

الحدث الخميس ٠٣/مايو/٢٠١٨ ٠٥:٥٢ ص

طهران-دمشق-القدس-وكالات

رجح مسؤولون أمريكيون أن إسرائيل تستعد لشنّ عمليات ضد إيران في سوريا وأنها تسعى للحصول على دعم أمريكي واستخباراتي أيضاً بحسب تصريحات لهم لشبكة «إن بي سي» الأمريكية فيما قالت صحيفة إسرائيل اليوم إن وزير الدفاع الأمريكي ناقش مع وزير الأمن الإسرائيلي في البنتاغون الوجود الإيراني في سوريا

وقال المسؤولون الأمريكيون إن المسؤولين العسكريين الإسرائيليين التقوا مع نظرائهم الأمريكيين الأسبوع الفائت وطلبوا دعماً أمريكياً لعملية أوسع ضد إيران في سوريا، وفقاً للمسؤولين الأمريكيين. وفي حديث لشبكة «إن بي سي» الأمريكية قال المسؤولون الأمريكيون: إن الغارة الإسرائيلية الأخيرة على مدينة حماة شمالي سوريا إشارة إلى حرب وشيكة بين إسرائيل وإيران.

ووفقاً لمصادر أمريكية، فقد طلب الإسرائيليون أيضاً دعماً استخباراتياً.
من جانب آخر تعهد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي بأن بلاده سترد على العدوان الإسرائيلي، بعد ضربة صاروخية استهدفت قواعد عسكرية سورية في مطلع الأسبوع.
وقال بروجردي في مؤتمر صحافي بعد اجتماع مع الرئيس السوري بشار الأسد: «سنرد على أي عدوان على إيران في المكان والزمان المناسبين»، ولم تعلن أي دولة مسؤوليتها عن الضربات الصاروخية، والتي جاءت في أعقاب عدة هجمات يشتبه بأن إسرائيل نفذتها داخل سوريا في السنوات القليلة الفائتة.
وأدلى بروجردي بهذه التصريحات في دمشق بعد أن عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ما قال إنها أدلة على أنشطة إيرانية فائتة لتطوير الأسلحة النووية قبل أن يقول في وقت لاحق إنه لا يسعى لحرب ضد إيران.
صحيفة «إسرائيل اليوم» بدورها ذكرت أن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس قال الإثنين الفائت: إنه ناقش مع وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، بشكل مطول الوجود الإيراني في سوريا خلال لقائهما في البنتاغون الأسبوع الفائت.
وأضاف ماتيس أن «القوات الإيرانية، أو أذرعها، تحاول الاقتراب من الحدود الإسرائيلية، أي الاقتراب الشديد، ورأينا إسرائيل تتصرف على هذه الخلفية».
أما صحيفة الجارديان البريطانية فقد نشرت موضوعاً لمحرر الشؤون العالمية جوليان بورجر والذي يعتبر أن البيت الأبيض استغل العرض المسرحي الذي قدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بخصوص إيران مؤخراً للانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران رغم المعارضة الأوروبية. ويبدأ بورجر مقاله بشكل يبدو ساخراً بالقول إنه إذا كان «ما تردد صحيحاً فإنها ستكون سرقة القرن» موضحاً أن جواسيس إسرائيليين اخترقوا مبنى سرياً في قلب العاصمة الإيرانية طهران في يناير الفائت، وحصلوا على نحو نصف طن من الوثائق فائقة السرية قبل أن ينقلوها إلى إسرائيل في نفس الليلة.
ويضيف بورجر أن الرواية التي نشرتها جريدة نيويورك تايمز الأمريكية تلقي مزيداً من الضوء على الوثائق التي قدمها نتنياهو في عرضة الإثنين الفائت كدليل على عدم أمانة الإيرانيين وتلاعبهم ببنود الاتفاق النووي مع الغرب وبرنامجهم النووي. ويقدم بورجر تساؤلات يعتبرها بديهية حول الأمر منها لماذا لم يقم الإيرانيون بتوفير تأمين أكبر لمخزن الأسرار المهم لدولتهم وهل كان الاختراق الإسرائيلي خشناً بمجموعة مسلحة أم كان عن طريق عملاء كما يتساءل أيضا لماذا لم يقدم نتنياهو حتى وثيقة جديدة صحيحة واحدة تثبت إدانة طهران لكنه قدم وثائق كلها قديمة أعلنت عنها الوكالة الدولية للطاقة الذرية العام 2011؟
ويعتبر بورجر أن الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي سيوجد فجوة بين واشنطن وحلفائها في أوروبا
وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، في إسرائيل، تفاعلاً كبيراً من قِبل إسرائيليين تناقلوا شائعات مفادها أن هجوماً إيرانياً سيشن على إسرائيل، خلال الـ 48 ساعة المقبلة وفق تقديرات للجيش الإسرائيلي. وتسببت الشائعات لا سيما المنتشرة عبر تطبيق «واتساب» في حالة من الذعر والهلع بالنسبة للإسرائيليين، قبل أن تنفي وسائل إعلام عبرية مختلفة الخبر. ونفت القناة الإسرائيلية العاشرة، في حسابها الرسمي على «تويتر»، شائعة مشابهة تم تداولها على أساس أن المصدر هو القناة نفسها، حيث أرفقت القناة صورة للخبر غير الصحيح، وكتبت: «نلفت انتباهكم؛ لقد تم تداول هذه الرسالة في مختلف الشبكات الاجتماعية، في الساعات القليلة الفائتة هذه رسالة تحوي معلومات غير صحيحة، ولا يوجد للقناة العاشرة أي علاقة بها».
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في رده على سؤال عن خوض حرب مع إيران، أن «لا أحد يسعى وراء هذا التطور».
ورد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو الأخيرة حول الاتفاق النووي الإيراني وما وصفه بـ»كذب» إيران فيما يتعلق بالتزامها.
جاء ذلك في سلسلة من التغريدات لكيري على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر، حيث قال: «كل تفصيل قدمه رئيس الوزراء نتنياهو بالأمس كان سبباً لاجتماع العالم على وضع عقوبات على إيران، والتفاوض على اتفاق إيران النووي، لأن التهديد كان حقيقياً وكان لابد وقفه. وهو يعمل! ولهذا خبراء الأمن الإسرائيليون يقفون ويتحدثون».
وأضاف كيري في تغريدة منفصلة: «لم تكن هناك مفاوضات، وهذا كله تغير مع JCPOA (الاتفاق النووي) انسفوا هذا الاتفاق وسنعود إلى هناك (المربع الأول) من الغد!»