برعاية وزير الإعلام.. «الصحفيين» تعقد جلسة حول «ميثاق الشرف الإعلامي»

بلادنا الخميس ٠٣/مايو/٢٠١٨ ٠٤:٠٨ ص
برعاية وزير الإعلام..	


«الصحفيين» تعقد جلسة حول «ميثاق الشرف الإعلامي»

مسقط - - تصوير طالب الوهيبي

عقدت «جمعية الصحفيين العمانية» بالتعاون مع قسم الإعلام بكلية الآداب بجامعة السلطان قابوس، أمس الأربعاء جلسة نقاشية حول «ميثاق الشرف الإعلامي» وذلك برعاية وزير الإعلام معالي د.عبدالمنعم بن منصور الحسني.

وقد تحدث في الحلقة، التي أقيمت في مقر النادي الثقافي في القرم، كل من رئيس قسم الإعلام بكلية الآداب بجامعة السلطان قابوس البروفيسور حسني نصر، والأستاذ بقسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس د.عبد الله بن خميس الكندي، ومن المملكة الأردنية الهاشمية الصحفي والنقابي يحيى شقير متحدثا عن تجربة الأردن في العمل بميثاق الشرف الإعلامي، والمحامي خليفة الهنائي مستعرضا الجانب القانوني بقضايا النشر، ونائب رئيس جمعية الصحفيين العمانية الإعلامي سالم بن حمد الجهوري.

آليات التفعيل

وقدم البروفيسور حسني نصر ورقة بعنوان «آليات تفعيل ميثاق الشرف الصحفي» قال فيها: يمثل صدور أول ميثاق شرف مهني للصحفيين والإعلاميين في السلطنة في نهاية أكتوبر 2017 نقلة كبيرة في تاريخ العمل الصحفي والإعلامي في السلطنة، خاصة وانه يأتي استجابة لدعوات كثيرة من داخل المشهد الإعلامي وخارجه استمرت لسنوات، واستكمالا لشق التنظيم الذاتي للمهنة الذي يعمل جنبا إلى جنب مع شق التنظيم التشريعي والقانوني في إقرار حقوق الصحفيين وتحديد واجباتهم ومسؤولياتهم تجاه المجتمع والدولة والمهنة الإعلامية.
وتابع حديثه قائلا: إن مواثيق الشرف الصحفية والإعلامية لا تصاغ لكي يتم التوقيع عليها فقط، ثم الاحتفاظ بها نصوصا باردة في ثلاجات الجمعيات والمؤسسات الصحفية والإعلامية، وإنما لكي تفعل بكل ما فيها من مبادئ وحقوق وواجبات. والواقع أن تفعيل هذا الميثاق هو الهدف الاسمي منه الذي يتمثل في ترسيخ المبادئ والقواعد والأخلاقيات المهنية وتعزيز استقلالية وموضوعية وسائل الإعلام وضمان قيامها بمسؤولياتها في بناء الوطن، وهو ما يجنبها القيود التي قد يتضمنها التنظيم القانوني، ويزيد بالتالي من مساحات الحرية التي تتمتع بها ويحسن مركزها في التصنيف العالمي.
وأضاف البروفيسور حسني: في تقديري أن مسؤولية تفعيل ميثاق الشرف الصحفي والإعلامي تقع على عاتق الجهات الثلاث التي شاركت في صنعه والتوقيع عليه، وهي جمعية الصحفيين، والمؤسسات الصحفية والإعلامية وجامعة السلطان قابوس. والخطوة الأولي يجب أن تأتي من الجمعية والمؤسسات الإعلامية وتتمثل في توقيع اتفاق واضح بينهما يقضى بتوزيع نسخ معتمدة من الميثاق على كل المؤسسات الصحفية والإعلامية في السلطنة، وقيام هذه المؤسسات بالحصول على توقيع كل الصحفيين والإعلاميين العاملين بها، بالإضافة إلى الصحفيين والإعلاميين الجدد الذين ينضمون للعمل بها في المستقبل، والإقرار بالاطلاع عليه والالتزام بنصوصه، والاحتفاظ بنسخ من هذه الوثائق داخل المؤسسة وفي جمعية الصحفيين، لتكون بمثابة العقد الأخلاقي الملزم بين الأطراف الثلاثة: الصحفي والمؤسسة والجمعية.
ويرى د.حسني أنه من الضروري أن تعمل جمعية الصحفيين والمؤسسات الإعلامية بالتعاون مع الجهات المعنية بالعمل الصحفي والإعلامي في السلطنة، الرسمية والأكاديمية، على تنظيم ملتقيات مع الصحفيين والإعلاميين داخل مؤسساتهم أو في مقر الجمعية، لشرح الميثاق وتفسير المبادئ العامة الواردة فيه والتي تحتاج إلى توضيح كاف، مثل حماية حق المجتمع في المعرفة، والدفاع عن حرية التعبير، ودعم مبادئ سيادة القانون، وحماية الآداب العامة، واحترام التراث الثقافي للمجتمع، واحترام القيم العالمية، وترسيخ السلام العالمي، وغيرها من المبادئ.
كما يرى أن ضمان الوفاء بالحقوق المهنية الواردة بالميثاق تحد كبير، قائلا: يجب أن تعمل الجمعية لمواجهته، باعتبار أن هذه الحقوق هي المقابل للمسؤوليات والواجبات التي سوف تطالب أعضاءها الالتزام بأدائها. ويمكن أن يتم ذلك من خلال التواصل المباشر مع المؤسسات الإعلامية والمؤسسات الرسمية، لوضع اتفاقات واضحة لضمان هذه الحقوق المهمة، مثل حق الصحفي والإعلامي في الحصول على المعلومات والاطلاع على الوثائق غير المحظورة، والحق في تغطية الأحداث وحضور الاجتماعات العامة، وحقه في الحماية المادية والقانونية أثناء مزاولة عمله، واحترام كرامته وضمان سلامته الشخصية، وحقه في المشاركة في صنع السياسة التحريرية للمؤسسة، وحقه في الترقي إلى المناصب التحريرية الأعلى والحصول على التدريب والتأهيل المستمر.

التجربة الأردنية

بدوره استعرض الإعلامي الأردني يحيى شقير التجربة الأردنية ونماذج دولية أخرى مرتبطة بأخلاقيات المهنة الصحفية، وتحدث عن مفهوم مواثيق الشرف واستعرض مواثيق شرف متعددة المجالات منها الطبية والهندسية وغيرها، والرابط المشترك بين تلك المواثيق هو أن قوتها تكمن في أخلاقيات العمل، إذ إن المواثيق ليست ذات قوة قانونية.
ومن القواسم المشترك التي أشار إليها شقير الحقيقة، والدقة والموضوعية، والنزاهة، احترام الرأي الآخر إلى جانب العديد من القواسم المشتركة.
كما تطرق يحيى شقير إلى «ميثاق شرف الاتحاد الدولي للصحفيين» مشيرا إلى أنه يتم اعتماد هذا الإعلان العالمي بمثابة معيار للأداء المهني للصحفيين عموما.

وفي الجانب القانوني تحدث المحامي خليفة الهنائي أن استخدام ميثاق الشرف بين أفراد المجموعة يعني أن أولئك الأفراد يمكن الاعتماد عليهم بأنهم سيتصرفون بشرف فيما تواثقوا عليه.
مؤكدا انه إذا كان العقاب المادي المحسوس هو الجزاء المترتب على مخالفة قواعد القانون، فإنّ جزاء مخالفة قواعد الأخلاق هو احتقار الناس واستنكارهم، ومواثيق الشرف تعد في أعلى مراتب القواعد الأخلاقية.
كما أوضح الهنائي بأن ميثاق الشرف ينسجم مع القواعد القانونية المثبتة في القوانين ذات الصلة بعمل الإعلامي، على اعتبار أن القواعد القانونية ناشئة في الأصل من قواعد أخلاقية، وبناء على ذلك فإن مخالفة نصوص الميثاق قد تقود إلى المســـــــاءلة الجزائية أو المدنية لارتباط نصوص القانون مع العديد من مواد الميثاق.
أما نائب رئيس الجمعية سالم الجهوري فقد قدم نبذة عن عمل الجمعية في إعداد الميثاق، وقد تطرق إلى عدة مواضيع منها بداية فكرة إعداد الميثاق ابتداء من العام 2016 ووجهة نظر كل من الجمعية ووزارة الإعلام وجامعة السلطان قابوس وممثلي الوسائل الإعلامية، إلى تطور الفكرة بإقامة ندوة في فندق الانتركونتيننتال بحضور أكاديميين وممثلي الصحف لتتضح أكثر أهمية وجود الميثاق والشروع في صياغته.