دمشق-طهران-موسكو-بيروت-وكالات:
نفت إيران أمس تقارير عن هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية إيرانية في سوريا وقالت: «لا أساس لها ولم يُقتل إيرانيون في الهجمات على عدد من القواعد العسكرية في حماة وحلب».
ونقلت وكالة تسنيم عن مصدر لم تذكر اسمه «كل تلك التقارير عن هجوم على قاعدة عسكرية إيرانية في سوريا واستشهاد عدد من المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا لا أساس لها».ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري قوله: إن صواريخ أصابت عدة قواعد عسكرية في ريف حماة وحلب فيما وصفه بأنه «عدوان» جديد من قبل أعدائه.وقال مصدر عسكري سوري لوكالة سبوتنيك الروسية: إنه لا صحة حتى الآن، لما أثير بشأن مقتل عسكريين إيرانيين في القصف الصاروخي الذي استهداف ريف حماة وحلب ليل أمس الأحد.
وأضاف المصدر: إن هناك الكثير من التكهنات بشأن مصدر الضربات العسكرية، ولكن المرجح لدى الجيش حتى الآن هو أن مصدرها إسرائيل.
ولفت المصدر، الذي تحفظ على ذكر اسمه، إلى أنه من المستبعد أن تكون الهجمات جاءت من القواعد العسكرية الأمريكية أو البريطانية في الأردن، لأنه من الصعب أن تقطع الصواريخ كل هذه المسافة دون أن ترصدها أنظمة الدفاع الجوي السورية.وأفاد مصدر ميداني لوكالة «سبوتنيك» الروسية أن الضربات التي استهدفت مستودع للذخيرة بريف حماة التابع للواء 47 بالجيش السوري قد أسفرت عن مقتل 12 جندياً وإصابة عدد كبير من الجنود في الموقع.
وفي نبأ عاجل ظهر على شريط الأخبار قال مصدر عسكري: «إن عدواناً جديداً تتعرض له في حوالي الساعة 10:30 مساء بالتوقيت المحلي لدمشق بعض المواقع العسكرية في ريف حماة وحلب بصواريخ معادية». وكان التلفزيون قد قال في وقت سابق إنه سُمع دوي انفجارات متتالية في ريف محافظة حماة وإن السلطات تتحرى عن السبب. وقال مصدر في المعارضة إن أحد المواقع التي أصيبت كان قاعدة للجيش تعرف باسم اللواء 47 قرب مدينة حماة، وتشتهر على نطاق واسع بأنها مركز لتجنيد المقاتلين المدعومين من إيران الذين يحاربون إلى جانب القوات الحكومية السورية».
وقال مصدر يتابع الوضع في سوريا عن كثب: إن عدة هجمات بالصواريخ أصابت على ما يبدو العديد من مراكز قيادة فصائل مدعومة من إيران وإن عشرات من الجرحى والقتلى سقطوا.
وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه: إن الهجمات أصابت مخازن أسلحة وسُمع دوي انفجارات أخرى. ولم يتسن التأكد من صحة هذه الادعاءات.
وقصفت إسرائيل خلال هذه الحرب مواقع لفصائل تدعمها إيران في سوريا مستهدفة بشكل أساسي قوافل أسلحة لحزب الله في سوريا وخارجها وخطوط إمدادها.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الشهر: إن بلاده ستواصل «التحرك ضد إيران في سوريا».
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز في وقت فائت من الشهر الجاري عن مصدر عسكري إسرائيلي لم تذكر اسمه قوله: إن إسرائيل قصفت قاعدة جوية سورية كانت إيران تستخدمها. وقالت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية: إن سبعة إيرانيين قُتلوا في الهجوم.ودفع الهجوم على القاعدة الجوية إيران إلى التحذير من أنها سوف ترد.
وقالت إسرائيل: إن إيران تعزز نفوذها في شريط من الأرض يمتد من الحدود العراقية إلى الحدود اللبنانية حيث تقول إسرائيل إن إيران تزود حزب الله بالسلاح.
من جانب آخر ذكرت وسائل إعلام حكومية وشهود وسكان أن القوات الحكومية السورية ضيقت الخناق على مخيم للاجئين الفلسطينيين يسيطر عليه تنظيم داعش في جنوب دمشق حيث يواجه مئات المدنيين مستقبلاً غامضاً.
وقالت وسائل الإعلام: إن القوات الحكومية السورية استعادت حي القدم المجاور لمخيم اليرموك الذي كان في وقت من الأوقات أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في سوريا.
جاء ذلك بعد نحو أسبوعين من حملة تستهدف استعادة آخر منطقة قرب العاصمة لا تزال خارج سيطرة الحكومة وحولت أجزاء كثيرة من المخيم الذي كان في يوما مكتظا بالسكان إلى أنقاض.
وأفادت مصادر من المعارضة بأن القوات الحكومية تخوض حالياً معارك ضارية مع مسلحي داعش على مشارف مخيم اليرموك حيث يوجد ما بين 1500 إلى ألفي متشدد محاصرين الآن.
وصد المتشددون المحاصرون في منطقة آخذة في التقلص غارات متتالية استهدفت اقتحام معقلهم الشديد التحصين.
وذكر التلفزيون الرسمي والوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن هناك أنباء عن التوصل لاتفاق بين القوات الحكومية و»مجموعات إرهابية» في المخيم يسمح لها بالخروج الآمن إلى محافظة إدلب في شمال غرب سوريا التي تسيطر عليها المعارضة مقابل إجلاء المدنيين في قريتين محاصرتين في المحافظة.
وأفادا بأن تنفيذ الاتفاق سيبدأ الاثنين مع وصول حافلات إلى مدخل المخيم.
ولم يذكرا الجماعات التي يشملها الاتفاق ولكن مصدراً بالمعارضة قال إن هذا الاتفاق مع هيئة تحرير الشام التي يقودها فرع القاعدة الأسبق بسوريا ولها نحو 200 مقاتل في المخيم.
وعلى الرغم من تعهد مقاتلي داعش وهم الجماعة الرئيسية لمقاتلي المعارضة في المخيم بمواصلة القتال فإن استسلام رفاقهم في السلاح قد يعجل بالتوصل لاتفاق مماثل وذلك حسبما قال مصدران بالمعارضة.
وحملة اليرموك جزء من هجوم أوسع تدعمه روسيا لاستعادة آخر جيب في أيدي المعارضة حول العاصمة بعد انتزاع السيطرة على الغوطة الشرقية هذا الشهر.
وقال أبو أسامة، وهو ساكن فر من المخيم قبل يومين إلى بلدة يلدا القريبة لينضم إلى آلاف آخرين يلتمسون الأمان النسبي هناك منذ بداية أحدث حملة عسكرية: «هناك بعض الأسر التي دفنت تحت الأنقاض وليس بمقدور أحد انتشال جثثهم».
وقال رامي السيد، الذي سبقت له الإقامة باليرموك ويعيش الآن على أطرافه: الجيش السوري يحاول التقدم على عدة جبهات».
وتحاصر القوات الحكومية المخيم منذ سيطرت عليه المعارضة في 2012 وكان يسكنه نحو 160 ألف فلسطيني قبل بداية الصراع السوري في 2011 ولاجئون من حرب العام 1948 ومن ينحدر من نسلهم.
وقالت مصادر من المعارضة: إن المتشددين توغلوا الليلة قبل الفائتة في بعض المواقع بالجيب الواقع جنوب دمشق والذي تسيطر عليه قوات المعارضة الرئيسية التي تعمل تحت مظلة الجيش السوري الحر.
وأشار مصدر في المعارضة مؤكداً تسريبات في وسائل إعلام حكومية إلى أنه جرى التوصل إلى اتفاق برعاية روسية لإجلاء مقاتلي الجيش السوري الحر المتمركزين في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم المتاخمة للمناطق التي تسيطر عليها داعش إلى مناطق المعارضة في شمال سوريا.