تواصل الاكتشافات الأثرية في «بلدة قميراء» بولاية ضنك

مزاج الأحد ٢٩/أبريل/٢٠١٨ ٠٢:٤٣ ص
تواصل الاكتشافات الأثرية في «بلدة قميراء» بولاية ضنك

ضنك - العمانية

تتواصل المسوحات الأثرية التي تقوم بها وزارة التـــراث والثقافـــة بالتعاون مع خبراء في الآثـــار من جامعـــة «وارسو» البولندية في عين «بني ساعــدة» ببلدة «قميراء» بولاية ضنـــك فــــي ثلاث مناطق استيطان تتحدث عن العصر الحجري الحديث والبرونـــزي والحديـــدي وهي عبارة عن مقابر ومبانٍ سكنية وإدارية تعود للألفية الثانية قبل الميلاد.

والآثار المكتشفة «ببلدة قميراء» ما زالت تحكي قصصاً عن هذه المنطقة التاريخية وأهميتها، وقد أولتها وزارة التراث والثقافة بالسلطنة في الأعوام الفائتة أهمية من خلال إيفاد الخبراء والمختصين في التاريخ والتراث إلى الموقع الأثري، وكانت آخرها البعثة البولندية من جامعة وارسو التي بدأت عملية التنقيب والدراسة منذ العام 2016 وما زالت مهمتها مستمرة، واستطاعت خلال العامين الفائتين الحصول على تصور واضح من خلال المباني الموجودة ومعرفة طبيعة الاستيطان الذي كان سائداً بالمنطقة، إضافة إلى معرفة التأريخ الزمني لهذه المواقع.
ووجدت البعثة الأثرية البولندية ضالتها في اللقى (المقتنيات الأثرية) الموجودة في هذه المباني التي تعتبر مادة خصبة للبحث العلمي والتقصي عن طريقة سير الحياة في تلك الفترة، لاسيما أن هذه اللقى ما زالت بحالة جيدة تسمح للباحثين بدراستها وتحليل مكوناتها، وكان للأهالي في بلدة «قميراء» دور واضح في إبقاء هذه الآثار على حالتها السابقة دون عبث أو تدخل.
واشتملت الاكتشافات الأثرية بموقع قميراء (1) على أحد قبور الألفية الثانية قبل الميلاد، وهو قبر جماعي يضم أربع غرف دفن عثر فيها على العديد من بقايا الهياكل العظمية مصحوبة بالعديد من اللقى الجنائزية، شملت أواني فخارية وحجرية وخرزًا وسهامًا، أما موقع (قميراء 2) فهو أكبر هذه المواقع وهو عبارة عن مستوطنة تضم العديد من المباني السكنية المبنية على أساسات حجرية وبرجًا أثريًا دائري الشكل، وعددًا من الكسر الفخارية المحلية والمستوردة، أما موقع قميراء (3) فهو عبارة عن مستوطنة من العصر البرونزي استمر استخدامها إلى فترة العصر الحديدي والفترة الإسلامية المتأخرة.
وقد شيدت مباني هذه المستوطنة على أساسات حجرية وهي ذات تقسيمات معقدة، وربطت المستوطنة 3 أبراج حجرية أحدها يشبه برج «الرجوم» بموقع «بات» الأثري الذي يتميز بجداره الدائري المتعرج.
وعن سبب بقاء المواقع الأثرية في «عين بني ساعدة» و»بلدة قميراء» بحالة جيدة، قال الشيخ حمد بن سعيد الساعدي شيخ البلدة: «إن الأهالي كانوا يدركون أهمية هذه الآثار لذلك حافظوا عليها من العبث والتخريب، وتجنبوا البناء والعمران على أنقاضها أو في محيطها، وكانت هذه التوجيهات من الآباء والأجداد واستمر الوضع على هذا النحو حتى استلمت وزارة التراث والثقافة هذه المواقع التي أولتها العناية الكاملة».
وأشار في حديثه لوكالة الأنباء العمانية إلى أهمية هذه المكتشفات التي تعود إلى الألفية الثانية قبل الميلاد والتي حفظ بعض منها عند الأهالي ثم انتقلت إلى وزارة التراث والثقافة،
موجهًا الأهالي أن يكونوا على قدر من المسؤولية تجاه آثار عمان وتاريخها، وشاكراً المؤسسات الحكومية على جهودها في الدور الملموس الذي تقوم به وزارة التراث والثقافة في العناية بالآثار العمانية.
وأضاف أن المباني الأثرية واللقى المكتشفة هي عبارة عن مدافن ومبانٍ يعتقد الخبراء والباحثون في هذا المجال أنها مبانٍ إدارية ومساكن ونقاط مراقبه عسكرية تحمل البراعة في الهندسة العمرانية العمانية في تلك الفترة التي بهرت الخبراء بحالتها الجيدة، إذ ما زالت تحمل جميع تفاصيلها.
الجدير بالذكر أن بلدة «قميراء» بولاية ضنك بمحافظة الظاهرة تتميز بموقعها المتوسط بين محافظات شمال الباطنة والظاهرة والبريمي؛ مما جعلها ممراً القوافل لا سيما أن موقعها في أطراف سلسلة جبال الحجر الغربي من جهة الغرب جعل منها منطقة متوسطة ويسهل حماية طرقها وممراتها، كما تتوافر فيها المياه النابعة من الأودية مثل «عين بني ساعدة» و»وادي «قميراء» اللذين أسهما في جعل البلدة موقعًا فريدًا كمحطة مهمة على مر العصور.