مسقط -
حب المغامرة والاستكشاف وتصوير حياة الناس كان دافعاً كبيراً للمصورين العمانيين مجيد الفياب المصور حمد الغنبوصي والمصور حسين العامري والمصور سلطان العامري للمشاركة في رحلة تصوير توثق حياة الناس في مناطق مختلفة من جمهورية إيران الإسلامية بدءاً من مدينة كاشان وأصفهان وقرى البدو الرحل البختياري في محافظة شارمهال وبختياري، وكان من أهم ما تم في برنامج الرحلة هو التصوير في قرية سار آغا سيد المتفردة ببيوت على شكل طبقات على سفح الجبل، من الجدير بالذكر أن المصورين العمانيين من أوائل العرب الذين زاروا هذه القرية وقاموا بتوثيق حياة الناس فيها.
غادر المصورون العمانيون في التاسع عشر من شهر أبريل 2018م أراضي السلطنة متوجهين إلى مدينة طهران العاصمة الإيرانية، ومنها إلى مدينة كاشان وأصفهان وديزفول وبقية المناطق الأخرى في إيران.
وبعد وصول المجموعة إلى مطار الإمام الخميني في طهران تم التوجه مباشرة إلى قرية أبيانه في مدينة كاشان، وهي قرية فريدة من نوعها ورائعة جداً يمكن منها الخروج بصور جميلة ورائعة نظراً لما تتميز به من طريقة هندستها وطوبها الأحمر الفريد، ولكن حالياً لا يسكنها سوى العجائز وبعض المحلات السياحية، حيث هجرها أهلها وارتحلوا للمدن الكبيرة ويزورها السياح بشكل مستمر.
وفي اليوم التالي غادر المصورون العمانيون قرية أبيانه متجهين جنوب غرب إلى مدينة شيلجيرد في محافظة شارمهال وبختياري، حيث المقصد الأساسي للرحلة وهو زيارة قرية سار آغا سيد، وبعد أخذ قسط من الراحة لذلك اليوم في مدينة شيلجيرد توجه المصورون إلى قرية سار آغا سيد مستخدمين سيارة دفع رباعي، حيث يمر طريقهم في مرتفعات جبال زاغروس والتي تصل إلى ارتفاع 1500 كيلو متراً عن سطح البحر.
وصل المصورون قرية سار آغا سيد مروراً بمرتفعات الجبال والأمطار والثلوج، حيث الطريق الجبلي الوعر والذي يكون مغلقا بسبب الثلوج لمدة 6 أشهر في السنة.
وبعد ذلك تم الوصول إلى قرية سار آغا سيد الرائعة التي تتميز ببنائها الإنشائي الفريد، والتي يعود عمرها إلى أكثر من 700 سنة، والتي بنيت من قبل إمام زاده، وهي على شكل طبقات فوق بعضها على سفح الجبل ويسكنها مجموعة من قبائل البختياري.
قضت المجموعة يومين كاملين في هذه القرية، حيث تم توثيق حياة الناس هناك وطرق معيشتهم وأيضاً أخذ صور ليلية للقرية وخرج المصورين بنتائج رائعة منها.
بعدها تابع المصورون رحلتهم التصويرية تتبعاً للبدو الرحل البختياري إلى مناطق مختلفة مثل صمصامي وشامون جولي ولالي وصولاً إلى مدينة ديزفول في محافظة خوزستان، وعادة ما يتتقل شعب البختياري بشكل يومي بحثا عن مواطن الرعي، ففي الصباح تقوم النسوة بتحميل الخيام وأغراض العائلة، فيما يقوم الرجال برعي الماشية باتجاه نقطة التخييم التالية، وفي المساء يتم تجميع الماشية ونصب الخيام وتجهيز العشاء (الأكل عادة ما يكون من اللبن والجبن والزبدة المستخرجة من حليب الماعز بالإضافة للخبز). ويتميز البختياري بلغة وعادات وتقاليد خاصة.
وبعد قضاء ليلة في ديزفول وتصوير المزارعين فيها تمت العودة عبر السلسلة الجبلية لجبال زاغروس وصولاً إلى مدينة شيلجيرد، ومنها في اليوم التالي تم التوجه ثانية إلى قرية أبيانه في مدينة كاشان وقضاء ليلة بها، حيث تم تصوير البيوت القديمة وحياة الناس بها.
بعدها تم التوجه إلى مدينة أصفهان، وهي إحدى مدن إيران ومركز محافظة أصفهان على بعد 340 كم جنوب طهران، ويبلغ عدد سكانها حوالي ثلاثة ملايين نسمة، وتقع على نهر زاينده، والذي يسمى في إيران «زاينده رود» واختارتها اليونسكو كمدينة تراث إنساني.
يقال عنها من قبل مواطني إيران بالفارسية: أصفهان نصف جهان، وتعني «أصفهان نصف العالم» نظرا لاحتوائها على الكم الهائل من التراث والأسواق التراثية الكبرى المنظمة التي لم يصل إليها العابثون والمستعمرون.
وبعد قضاء يومين في مدينة أصفهان والتجول في شوارعها وأزقتها وزيارة أكبر ميدان بها وهو ميدان نقش جهان، ويعتبر ميدان نقش جهان ساحة تاريخية في مركز مدينة أصفهان تشمل مجموعة من المباني الدينية والحكومية العائدة إلى العهد الصفوي وأيضاً مسجد شيخ لطف الله والذي يعد من روائع العمارة الإسلامية في العهد الصفوي.
وبعد انقضاء مدة رحلة التصوير عاد المصورون العمانيون إلى مسقط بتاريخ 28 أبريل 2018 وهم يحملون ذكريات جميلة عن جمهورية إيران الإسلامية ومناطقها الرائعة.