«بومبيو» يسعى «لفرملة» روسيا وإيران

الحدث الأحد ٢٩/أبريل/٢٠١٨ ٠٢:١٨ ص

بروكسل (رويترز)

بعد نحو 12 ساعة من أدائه اليمين وزيراً للخارجية الأمريكية، توجه مايك بومبيو مباشرة إلى مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل في خطوة اعتبرها الحلفاء الأوروبيون دعماً قوياً لمؤسسة قال عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوما إنه عفا عليها الدهر.

وقال مسؤول أمريكي إن بومبيو اتفق في اجتماع مغلق مع نظرائه من أعضاء الحلف على الحاجة إلى رد على «العدوان الروسي» مضيفا أن بومبيو طالب الحلفاء بزيادة ميزانياتهم العسكرية.
ولم يقطع بومبيو تعهدات فيما يتعلق بقرار ترامب بشأن الاتفاق النووي الإيراني الموقع في 2015 وقال بدلا من ذلك إن من المستبعد أن يبقى ترامب في الاتفاق دون تغييرات جوهرية فيما يصر الأوروبيون على أنه لن يفتح للتفاوض مرة أخرى.
وقال بومبيو لمؤتمر صحفي أشار فيه إلى أنه ناقش الاتفاق الإيراني مع نظرائه: «لم يتم اتخاذ قرار، الفريق يعمل وأثق في أننا سنجري كثيرا من المحادثات لتحقيق ما أعلنه الرئيس».
وأضاف: «ما لم يتم إجراء إصلاحات ملموسة، وبدون التغلب على عيوب الاتفاق، من المستبعد أن يبقى (ترامب) في ذلك الاتفاق».
وقال بومبيو، الذي اقترح ذات مرة أن الرد على البرنامج النووي الإيراني هو شن 2000 غارة، إنه يتوقع مناقشة الملف خلال باقي جولته في السعودية وإسرائيل والأردن.

النسبة المستهدفة

ضغط بومبيو على الحلفاء للوفاء بإنفاق اثنين بالمئة من الناتج الاقتصادي على الدفاع وهي النسبة المستهدفة من الحلف وتخصيص 20 % من ذلك للعتاد العسكري، وقال: إن تلك النقطة ستكون محورية في قمة للحلف تعقد في يومي 11 و12 يوليو بحضور ترامب.
وعاد الإنفاق الأوروبي في حلف شمال الأطلسي إلى الزيادة وزادت ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، من ميزانية الدفاع التي ستشهد ارتفاعاً إلى نسبة 1.3 % العام المقبل.
ولدى سؤاله عما إذا كانت ألمانيا تفعل ما يكفي للوصول لنسبة الإنفاق المستهدفة من الحلف قال بومبيو: «لا... (ألمانيا) عليها أن تفي بالأهداف التي وافقت عليها... هذا هو المتوقع ليس من ألمانيا فقط بل من الجميع».
وأضاف: «نأمل في أن كل شريك في حلف شمال الأطلسي سيقدم خلال القمة خطة ذات مصداقية لتحقيق هذا الهدف».

إجماع بشأن روسيا

في وقت سابق سارع بومبيو بالإشادة بالتكتل ووصفه بأنه «لا يقدر بثمن» وذلك بعد دقائق من نزوله من الطائرة، وخلال اجتماعه الأول الذي عقده مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج. وكانت الإشادة بمثابة تعارض صارخ مع استهزاء ترامب السابق بالحلف.
وقال فيما بعد للصحفيين: «ليست هناك وجهة أنسب من هنا لأول رحلة خارجية لي».وبرغم التشوش القائم في أوروبا حول سياسة ترامب الخارجية وخطابه الداعم لمبدأ (أمريكا أولا)، فقد استقبل الحلفاء بومبيو بحفاوة. وقال وزير خارجية هولندا ستف بلوك: «من المدهش القدوم إلى هنا بعد ليلة واحدة من التنصيب. هذه بداية رائعة». وقال ستولتنبرج إن زيارة بومبيو إلى بروكسل «تعبير عظيم عن أهمية الحلف». ويعتبر بومبيو، الذي كان ضابطاً في الجيش وعضواً جمهورياً في مجلس النواب، من أنصار ترامب المخلصين وصاحب وجهات نظر متشددة إزاء قضايا عالمية. لكن فيما يخص روسيا يشاركه الحلفاء الأوروبيون على نطاق واسع تلك الآراء بسبب ضم موسكو لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا.