سبيت عوض لـ «الشبيبة»: حققت حلمي بالعمل في الطب الرياضي

الجماهير الأحد ٢٩/أبريل/٢٠١٨ ٠٢:٠٤ ص
سبيت عوض لـ «الشبيبة»:

حققت حلمي بالعمل في الطب الرياضي

الدوحة - سعيد الهنداسي

سبيت بن عوض الحساوي مثال للمواهب العمانية التي أثبتت نجاحاتها، ليس فقط على حدود الوطن الغالي عمان بل تعدتها إلى النطاق الخليجي والعربي، ليثبت أبناء عمان نجاحاتهم على جميع الأصعدة والمستويات، ويبــــــقى اسم الحساوي يحمل نكهة رياضية بفكر رياضي متطور من خلال وجوده اليوم في سباير لوجستي - أحد المواقع الرياضــــــية العريقة في دولة قطر الشقــــــيقة. التقينا به في الدوحة خلال وجوده في مقر عمله، وشـــــاهدنا الإبداع والتميز والنجاح الذي يحققه أبناء هذا البلد الشـــقيق، والذين بلا أدنى شك هم خير سفراء لوطنهم في مختلف المجالات والتخصصات.

حديث البدايات

بدأ سبيت الحساوي حديثه معنا عن بداياته الرياضية من مراحل الناشئين في لعبة كرة القدم، وكيف تطورت ثم تخصص في جزء مهم في عالم الرياضة، وقال: «كانت البداية مع نادي عمان في مرحلة الناشئين في العام 1979، وجرى اختياري ضمن منتخب المدارس آنذاك، وكانت أولى مبارياتي مع منتخب الأردن للمدارس في استاد الشرطة الذي احتضن هذا اللقاء».

المنتخب الأول

وحول مشاركاته مع المنتخب الأول عاد سبيت الحساوي بذاكرته إلى خليجي 6 في دولة الإمارات التي شهدت اختياره في المجموعة الأولى في هذه البطولة الخليجية الكبيرة، إلا أنه لم يشترك فيها لصغر سنه، إذ لم يتجاوز عمره 16 سنة، وقال عنها الحساوي: «كنت في المرحلة الثانوية وبالفعل جرى اختياري من خلال القائمة الأولى، إلا أنه لصغر سني يومها -إذ كنت في الصف الثاني ثانوي- لم أتمكن من المشاركة، لكني شاركت في البطولة السابعة التي استضافتها السلطنة، واختارني يومها المدرب البرازيلي باولو هيكي، وشاركت في البطولة».

للغياب أسباب

وحول عدم استمراريته مع المنتخب رغم المستويات الكبيرة التي قدمها، ومطالبة الجهاز الفني والجماهيري بوجوده آنذاك، ذكر الحساوي السبب بقوله: «بعد خليجي 7 رغم أني كنت الحارس الأول للمنتخب ثم جاء الأخ العزيز سليمان خايف إلا أنني فضلت الدراسة في تخصص الطب الرياضي في الولايات المتحدة الأمريكية في ولاية كولورادو، وكان ذلك مفترق الطرق، ومارست رياضة كرة القدم من خلال فريق الجامعة وانتقالي من أوهايو إلى كولورادو، والتقيت بزميلي ناصر حمدان ولعبنا مع بعضنا في منتخب الجامعة الأمريكية».

بعد التخرج

وعن مرحلة التخرج من أمريكا، أشار سبيت عوض الحساوي إليها قائلاً: «تخرجت في العام 1990 متخصصاً في الطب الرياضي والتربية الرياضية، وعدت إلى السلطنة وكان طموحي أن أقدم شيئاً لهذا الوطن، وجرى تعييني مدرس تربية رياضية، وحاولت أن أتخصص في الطب الرياضي كون دراستي كانت في هذا التخصص فلم أتمكن من ذلك لاختلاف التخصصات، وجرى تعييني معلم فصل ولم أستمر في هذا العمل».

قرار جريء

رغم حصوله على وظيفة مرموقة كونه معلماً في تلك الفترة وفي التربية الرياضية، إلا أن سبيت عوض الحساوي اتخذ قراراً وصفه بالجريء، وقال عنه: «رغم أني كنت في وظيفة معلم إلا أنني أخذت قراراً جريئاً وهو ترك التدريس في المدارس الحكومية والاتجاه إلى المدارس الخاصة، وتحديداً في مدرسة مسقط الخاصة، وهناك وجدت المكان والتخصص الذي يناسبني وفيها نقلت كل الأفكار والنظم التي تعلمتها في أمريكا وأسّسنا بداية حقيقية للطب الرياضي بالسلطنة، وحققت جزءاً من طموحي، ثم وجدت عرضاً في شركات القطاع الخاص وعملت برامج في تلك المؤسسات».

الوجود في قطر

بعد ذلك، جاءت مرحلة الانتقال لدولة قطر الشقيقة، والتي استمرت حتى الآن، وأكد الحساوي على أهميتها بالنسبة له، فقال: «بدأت في دولة قطر العام 2002 إلى الآن، وهي المرحلة الأميز، وكانت البداية في مؤسسة قطر للبترول وعملت فيها حتى العام 2010، وهناك قمنا بتنظيم بطولة للعاملين في هذه المؤسسة العملاقة وتنظيم مجموعة برامج ومسابقات وفعاليات رياضية».

الوجود في سباير

ثم كانت مرحلة سباير والتي هي بمثابة مفترق طرق حقيقي، ومحطة تخصصية تحدث عنها الحساوي قائلاً: «سباير هي منظومة متكاملة عالمياً، ومن يريد المشاركة بها لا بد له من مميزات خاصة يحملها ليجري قبوله بها، وكانت بدايتي فيها لإثبات الوجود من خلال عمل منظم وبذل جهد مضاعف، وخطط سنوية أقوم بتنفيذها، والاهتمام بشكل كبير بالألعاب الأولمبية لما تمثله من مكانة عالمية».

لعبة الرجبي

ويواصل سبيت عوض الحساوي حديثه ليتوقف عند لعبة الرجبي، وسبب ولعه بها، واختياره لها.

فقال: «السبب في ذلك الاختيار أن لعبة الرجبي هي لعبة أولمبية في الدرجة الأولى، وعملنا بها منذ البداية، ولكن كان لا بد لنا من إقناع الآخرين بها وكانت بدايتنا صعبة أنا وأخي وزميلي يوسف الكواري الذي بذل جهداً كبيراً، فكانت البداية بكرة القدم الأمريكية ووجدنا تعاوناً كبيراً من المهتمين باللعبة خاصة السفارة الأمريكية بقطر لنشر اللعبة في الخليج، ولكن لم نوفق بها لأنها ليست لعبة أولمبية فكان الاختيار الأمثل في لعبة الرجبي، وحالياً لدينا أكثر من 100 لاعب للرجبي وملعب متخصص بمواصفات عالمية، وهناك منتخبات عالمية حضرت وشاركناهم بمباريات عالمية، ولدينا دوري خاص باللعبة، وحققنا بطولات في آسيا، ولدينا مشاركات خارجية قادمة، كما نسعى لنشر اللعبة في سلطنة عمان من خلال تبادل الزيارات».

اختيار صعب

وعن تحوله من كرة القدم إلى كرة القدم الأمريكية ثم الرجبي، وصف الحساوي هذا التغيير بالاختيار الصعب، وأضاف: «تبقى الرياضة هي فلسفة وثقافة، وبلا أدنى شك كان قراراً واختياراً صعباً، ويحمل الكثير من التحدي، وتتشابه الرياضات في التحضير والفكر الرياضي المتطور ويبقى الاختلاف في بعض الخصوصيات وطرق اللعب في كل رياضة تمارسها، وإدارات تنفذ أفكار ونظم كل رياضة، ولا بد من بذل جهد كبير للوصول إلى المراتب العليا، وتبقى سباير جزءاً من عملي من خلال إدخال فعالية ولعبة الرجبي».

سباير لوجستي

وحول وجوده في سباير لوجستي، أشار الحساوي إلى أن عمله في المؤسسة عمل إداري وتنظيمي بإضافة بعض الفعاليات والألعاب في لعبة الرجبي، وقال: «أحضر صباحاً في سباير لوجستي بينما في المساء أشرف على لعبة الرجبي، وهو عمل ثانوي بالنسبة لي ونابع من حبي للعبة ورغبتي في نشرها».

الاستقرار في قطر

وحول وجوده الدائم في قطر، يضيف الحساوي: «قطر هي بلدي الثاني، وأنا هنا بين أهلي وأصدقائي الأعزاء، وهناك حنين للوطن بلا أدنى شك، وأثناء عودتي إلى السلطنة أحرص على زيارة الأصدقاء رغم الفترة البسيطة التي أكون فيها بالسلطنة، ونعيش ذكريات جميلة مع الأهل. حالياً ابني سامي متخصص في التربية في علوم رياضية بنادي السد، وسبق له اللعب في نادي قطر من مراحل الناشئين، وابنتي كذلك مشاركة في ألعاب القوى للمسافات الطويلة، وأنا أشجعهم على ممارسة الرياضة».

الأحلام والأماني

يختتم سبيت الحساوي حديثه بأمانيه وأحلامه قائلاً: «في السابق كنت أتمنى أن أحقق حلمي بعد عودتي من الدراسة في أمريكا من خلال تطوير العمل في الطب الرياضي الذي تخصصت به، وحتى لا تكون أفكارنا وطمـــــوحاتنا حبيسة الكتب والأدراج، فهــــــناك مواهب كثيرة بالسلطنة تحتاج فقط لمن يأخذ بيدها ويقدم لها الدعم والمساندة، والآن لله الحمد قدمت عصارة تجربتي من خلال تنفيذ برامج متخصصة في العـــــمل الرياضي اللوجستي، وأتمنى شخصياً أن أرى الرياضة العمانية وهي تحقق مراكز متقدمة في مختلف الفعاليات».