مصفاة الدقم.. باكورة الشراكة العمانية- الكويتية

مؤشر الأحد ٢٩/أبريل/٢٠١٨ ٠٠:٣٥ ص
مصفاة الدقم.. باكورة الشراكة  العمانية- الكويتية

مسقط - يوسف بن محمد البلوشي

أكد الرئيس التنفيذي لشركة النفط العمانية م. عصام بن سعود الزدجالي أن مصفاة الدقم رفعت من المحفظة الاستثمارية لشركة النفط العمانية إلى أكثر من 12 بليون دولار، مشيرا إلى أن الشركة انتهجت منذ ثلاث سنوات التركيز على الاستثمارات المحلية لتعزيز القيمة المُضافة.

وأضاف الزدجالي، ردا على أسئلة «الشبيبة» خلال حفل وضع حجر الأساس لمصفاة الدقم الخميس الفائت برعاية صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد، أن شركة النفط العمانية ترحب بالصناديق الاستثمارية الوطنية للاستثمار في مشروع المصفاة والمشاريع الأخرى التي تنفذها الشركة، مؤكدا على أن الشراكة هي تنفيذ المشاريع الاستراتيجية تأتي في مقدمة أهداف الشركة.
وأوضح الزدجالي أن الشراكة مع شركة البترول الكويتية العالمية في مشروع المصفاة هي باكورة المشاريع المشتركة، مضيفا أن مشروع مجمع البيتروكيماريات سيتبع المصفاة مباشرة تليه مشاريع أخرى قيد الدراسة والتشاور.
وبين الزدجالي أن «مشروع مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية يأتي ترجمة لمساعي شركة النفط العمانية الرامية إلى تعزيز العائدات النفطية واستقطاب الاستثمارات إلى السلطنة. ويعكس المشروع أهمية الشراكة الاستراتيجية مع الأشقاء في الجانب الكويتي لإنجاز هذا المشروع الاستثماري والحيوي المهم، والذي يهدف إلى توفير فرص استثمارية واعدة. كما سيعمل المشروع على رفد الاقتصاد الوطني وإيجاد المزيد من فرص العمل للكوادر الوطنية».
وأكد الزدجالي على أن شركة النفط العمانية تسعى من خلال هذا المشروع إلى المساهمة في تحقيق الاستراتيجية التي وضعت الشركة من أجلها، وهي المساهمة في دفع عجلة الاقتصاد الوطني وتعزيز القيمة المحلية المضافة من خلال تطوير قطاع الصناعات النفطية والبتروكيماوية في السلطنة.
ومن جانبه، قال وزير النفط والكهرباء والماء الكويتي معالي بخيت شبيب الرشيدي: إن دولة الكويت تدرس بجدية تخزين النفط الكويتي في رأس مركز بسلطنة عمان وتصديره للعالم من خلالها، مشيرا إلى أن دولة الكويت تسعى إلى إقامة شراكة مع السلطنة في عدد من المشاريع الاستراتيجية المتعلقة بصناعة النفط والغاز.
وأضاف الرشيدي أن مشروع مصفاة الدقم يعتبر باكورة مشاريع شركة البترول الكويتية العالمية في السلطنة، مبينا أنه ستكون هناك مشاريع قادمة وفي نفس الحجم وفِي مقدمتها مشروع مجمع البيتروكيماويات المتكامل مع مشروع مصفاة الدقم.
وأوضح الرشيدي أن تمويل مشروع المصفاة ميسرا، موضحا أنه تم الحصول على قرض 4.8 بليون دولار أمريكي من البنوك العالمية.
وفِي ذات السياق، قال الرئيس التنفيذي لشركة البترول الكويتية العالمية نبيل محمد بورسلي: «إن مشروع مصفاة الدقم يشكل انطلاق عهد جديد في مسيرة التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين، كما ويفتح آفاقا واسعة لتطوير القطاع النفطي في البلدين الشقيقين، حيث ستساهم الموارد والخبرات المشتركة لشركة النفط العمانية وشركة البترول الكويتية العالمية في فتح آفاق رحبة تدعم تنمية قطاع الصناعات البتروكيماوية بالسلطنة، إلى جانب ذلك ستساهم الجهود المشتركة بين الشركتين في إدارة وتشغيل المصفاة في إنجاح المشروع ودعم الاقتصاد بشكل عام».
ويعتبر المشروع الذي سيعمل بطاقة تكريرية قدرها 230 ألف برميل يوميا عند إنجازه أكبر مشروع استثماري مشترك بين دولتين خليجيتين في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، حيث سيشكل المشروع إضافة نوعية لقطاع المصافي والبتروكيماويات في السلطنة، وسيفتح آفاقا رحبة تساهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني، من خلال نقل الخبرات والتكنولوجيا، علاوة على توفير فرص عمل واعدة للشباب العماني.
ويعد مشروع مصفاة الدقم بمثابة حجر الزاوية لإقامة مشروعات أخرى في سلسلة القيمة المضافة بالشق السفلي، مستفيداً من الموقع الاستراتيجي للدقم الواقع على مفترق طرق التجارة الدولية. ومن المؤمل أن يسهم المشروع في تحويل المنطقة إلى أحد أكبر المراكز الصناعية والاقتصادية في السلطنة.
ويأتي مشروع مصفاة الدقم متماشياً مع الاستراتيجية الوطنية للتنويع الاقتصادي، وذلك من خلال تعزيز الاستغلال الأمثل لموارد السلطنة وتحقيق الاستفادة القصوى منها. ومن المؤمل أن يساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية في منطقة الدقم عبر توفير فرص تجارية مباشرة وغير مباشرة لتلبية الاحتياجات المختلفة لإقامة المشروع، كما سيساهم في تعزيز الحركة التجارية في الدقم وإيجاد بيئة جاذبة للاستثمار، ويفتح آفاقاً أرحب للاستثمارات المستقبلية.
ويتميز المشروع باستخدام أحدث التقنيات العالمية في مجال المصافي النفطية وفق أعلى معايير الجودة والسلامة العالمية، وذلك لرفد الأسواق المستهدفة بعدد من منتجات الطاقة الصديقة للبيئة ذات الجودة العالية ومنها الديزل، ووقود الطائرات، والنافثا، وغاز البترول المسال، والكبريت، وفحم الكوك كمنتجات أساسية للمصفاة.
جدير بالذكر أن مشروع المصفاة سيقام على مساحة 900 هكتار تم الانتهاء من تجهيزها فعليا في الفترة المنصرمة، وستشمل الحزم الإنشائية الثلاث للمشروع على وحدات المعالجة الرئيسية بالمصفاة، والمرافق والخدمات المساندة للمشروع، ومنشآت تخزين النفط الخام في رأس مركز، وخط نقل النفط الخام بطول 80 كيلومترا من منطقة رأس مركز إلى مجمع المصفاة.
ويعتبر المشروع واحدا من المشاريع الكبرى التي ستنفذها السلطنة في قطاع الطاقة والصناعات البتروكيماوية، حيث سيساهم المشروع في تحويل منطقـة الدقم إلى واحـــــدة من أهم المـــــــراكز الصناعية والاقتصادية على المستويين الإقليمي والعالمي.