سباق الصواريخ

الحدث الخميس ٢٦/أبريل/٢٠١٨ ٠٧:٤٥ ص

دمشق-موسكو-واشنطن-وكالات

تخوض موسكو وواشنطن سباقاً محموماً فيما بينهما لمعرفة تفاصيل الصواريخ التي يمتلكها كل طرف وقدراتها الدفاعية في أرض المعركة، وبعد يوم واحد من قيام طائرة أواكس الأمريكية التجسسية بعمليات فوق المجال الجوي السوري بهدف التأكد عما إذا ما كانت روسيا قد سلمت الجيش السوري منظومة صواريخ «إس300» كشف رئيس إدارة العمليات الرئيسية لهيئة الأركان الروسية سيرجي رودسكوي، أمس عن وصول الصاروخين الأمريكيين، الذين لم ينفجرا في سوريا أثناء ضربة التحالف الثلاثي، إلى موسكو.

فقد قال رودسكوي خلال مؤتمر صحفي: «تم إيصال صاروخين، بينهما صاروخ «توماهوك» المجنح وصاروخ عالي الدقة، إلى موسكو».

وأشار رودسكوي إلى أن وزارة الدفاع الروسية ستعرض أجزاء الصاروخين المجنحين في موسكو.
وأوضح: «تملك أجزاء الصاروخين المجنحين، الذين تم العثور عليهما في مناطق الاعتراض، ثقوباً مميزة من الصواريخ المضادة للطائرات. وتحمل العقد والآليات علامات على هيئة أرقام تسلسلية وتواريخ وأسماء الشركات المصنعة وغيرها من البيانات. وسيتمكن الخبراء بسهولة من التعرف على أصل هذه الأجزاء». وأكد رودسكوي أن الجانب الروسي رصد نحو 22 صاروخاً، وصلت إلى الهدف خلال الضربة الأمريكية على سوريا، من بين الـ105 صواريخ، التي أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أنها وصلت إلى أهدافها. وشدد على أن أنظمة الدفاع الجوي السوفييتية اعترضت معظم الأسلحة عالية الدقة أثناء الهجوم الأمريكي على سوريا.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن مصدر عسكري سوري، أن الجيش السوري عثر على صاروخين مجنحين لم ينفجرا أثناء الضربة الأمريكية، يوم 14 أبريل.
وذكرت وسائل الإعلام أن الجانب السوري أرسل الصاروخين بالطائرة إلى روسيا، يوم الأربعاء 18 أبريل.
وقال عضو المجلس الاستشاري للجنة إدارة الصناعة العسكرية الروسية فيكتور موراخوفسكي لوكالة «سبوتنيك» إن الصاروخين المجنحين الأمريكيين سيساعدان المتخصصين الروس على التعرف على أحدث التصميمات الغربية وتحسين نظام الدفاع الصاروخي ووسائل الحرب الإلكترونية.
وأوضح أن فرنسا وبريطانيا استخدمتا صواريخ حديثة. وأشار إلى أن صواريخ «توماهوك»، التي استخدمتها الولايات المتحدة أثناء الضربة، تشكل موضع اهتمام أيضا.
وقال الخبير: «من المثير للاهتمام الاطلاع على الصاروخ الأمريكي «JASSM-ER»، الذي استخدم للمرة الأولى من قبل الولايات المتحدة خلال العمليات العسكرية. وستساعد دراسة هذه الصواريخ على تحسين نظام الدفاع الصاروخي الروسي ووسائل الحرب الإلكترونية. وسنتمكن من الاطلاع على تفاصيل الابتكارات الغربية وسيكون من المثير للاهتمام للمصممين رؤية هذه الصواريخ». وكانت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا قد نفذت هجمات صاروخية على منشآت حكومية سورية، صباح يوم السبت 14 أبريل وقد أطلق التحالف أكثر من 100 صاروخ على الأراضي السورية، إلا أن منظومات الدفاع الجوي السورية تمكنت من اعتراض أغلبيتها. من جانب آخر قال رئيس إدارة العمليات الرئيسية في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة سيرغي رودسكوي، امس إن روسيا سترسل منظومات دفاع جوي جديدة إلى سوريا في القريب العاجل. أضاف رودسكوي: «سيواصل الخبراء الروس تدريب العسكريين السوريين، كما ســـــــيقدمون المساعدة في تطوير منـــــظومات الدفاع الجوية الجديدة. وسيتم إرسال المنظومات في القريب العاجل».

وكان الجانب الروسي قد أعلن عن إمكانية إرسال منظومات الدفاع الجوي «إس-300» إلى سوريا بعد الهجوم الثلاثي وصرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، يوم الاثنين الفائت أن المسألة لم تحسم بعد.

فيما نفى مصدر عسكري دبلوماسي روسي، أمس الأربعاء تسليم روسيا لسوريا منظومة «إس300»، مشيرا إلى أن هذه المنظومة غير موجودة لدى القوات السورية. وتخشى أمريكا والدول الغربية امتلاك سوريا لمنظومة الدفاع الجوي «إس — 300»، التي ستكون أكبر تهديد للطائرات المعادية في سماء سوريا.
وأورد موقع «ميسيل ثريت» الأمريكي، مواصفات الصواريخ الروسية، مشيراً إلى أنها تنتمي إلى عائلة أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية «أرض - جو»، التي يمكنها تدمير الطائرات الحربية والصواريخ المجنحة والطائرات دون طيار.
وتوجد عدة نسخ من النظام الصاروخي منها «إس — 300 بي»، التي تم إنتاجها في عهد الاتحاد السوفيتي في ستينيات القرن الفائت ودخلت الخدمة تاعام 1978، ويوجد منها نسخ مطورة قادرة على صد الصواريخ الباليستية، وتعد قدراتها مشابهة لمنظومة باتريوت «باك — 2» الأمريكية.
وتتميز «إس — 300» بإمكانية تثبيتها أو استخدامها على مركبات متحركة، وتعتمد نظرية عمل صواريخها على استخدام رأس حربي وزنه 133 كغم، شديد الانفجار، يمكنه تدمير الهدف دون الحاجة إلى الاصطدام المباشر.
من جانبه قال رئيس إدارة العمليات العامة التابعة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الفريق أول سيرجي رودسكوي، امس الأربعاء، أن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت طائرتين دون طيار، تم إطلاقهما من قبل المسلحين، بالقرب من منطقة مطار حميميم في سوريا. وقال: «في الساعة الثامنة من مساء يوم الثلاثاء، قامت الدفاعات الجوية الروسية برصد وإسقاط طائرتين دون طيار للمسلحين على مسافة 10 كيلومترات من مطار حميميم». وتشارك القوات الجوية الفضائية الروسية ووحدات من الأسطول البحري في العمليات القتالية في سوريا إلى جانب الجيش السوري.

المدمرة الروسية الصاروخية سمتيلفي أثناء إبحارها إلى البحر المتوسط (أرشيفية)