معتقدات خاطئة حـول عـلاج الربو

مزاج الثلاثاء ٢٤/أبريل/٢٠١٨ ٠٥:١٠ ص
معتقدات خاطئة حـول عـلاج الربو

خاص-
مرض الربو من الأمراض المزمنة والشائعة والتي تصيب الجهاز التنفسي، وتعيق ممارسة المريض لأنشطته اليومية والحياتية بشكل طبيعي.

و يصيب مرض الربو الشعب والقصيبات الهوائية في الجهاز التنفسي ويعمل على تهييجها مما يؤدي إلى استجابة زائدة من تضيق في مجرى الهواء وزيادة إفراز المادة المخاطية الالتهابية عند التعرض لمجموعة واسعة من المهيجات والمسببات التي قد يتعرض لها المريض.
هذا وتختلف هذه المسببات والمهيجات من مريض لآخر، ويحدث تبعاً لذلك نوبات متكررة من ضيق التنفس والكحة الجافة محدثة صوتاً يشبه الصفير عند التنفس نظراً لمرور الهواء خلال فتحات ضيقه جداً من وإلى الرئتين. هذا وتتميز نوبات ضيق التنفس والكحة بحدوثها في فترة الليل والصباح الباكر في الغالب ولكنها يمكن أن تحدث في أوقات أخرى من اليوم أيضا.

إن الحديث عن هذا المرض وعن بعض المعلومات الخاطئة والمغلوطة التي يتم تداولها في بين عامة الناس ذو أهميه كبرى. وهنا يسرد د. رياض بن مبارك السيابي بعض الحقائق حول هذا الموضوع.

1يعتقد الكثير من الناس بأن مرض الربو وحساسية الصدر مرضان مختلفان ولذلك يميل العديد منهم لاستخدام لفظ حساسية الصدر عوضا عن الربو لاعتقاده بأن الإصابة بمرض الربو مشكله كبيرة وبأن الحساسية مسألة هينة وبسيطة يسهل التعامل معها، وفي حقيقة الأمر بأن مرض الربو يتمثل فرط حساسية الصدر واستجابة الغشاء المبطن للقصيبات والشعب الهوائية لمحسسات معينة برجه أكبر من الحد المطلوب وبذلك تحدث نوبات الربو والتي هي نوع من الحساسية الصدرية، وسواء كان المسمى هو الربو أو حساسية الصدر فإن العلاج يتضمن موسعات للشعب الهوائية وأدوية تعالج الإفراز الزائد من المادة المخاطية في القصيبات والشعب الهوائية. ولا يلغي بتاتا فكرة الحاجة للعلاج باستخدام البخاخات العلاجية.

2
هناك اعتقاد خاطئ يتعلق باستخدام بخاخات علاج الربو.فالكثير من الناس يعتقدون بشكل مغلوط بأن استخدام بخاخ (الفيتولين) في علاج نوبات الربو يسبب الإدمان. وفي حقيقة الأمر بأن هذا الاعتقاد خاطئ ولا يوجد له أي دليل علمي يدعمه. ولعل السبب في هذا الاعتقاد هو أن بخاخ الفنتولين يستخدم عادة في حالات ونوبات الربو الحادة والذي يؤدي لتخفيف أعراض ضيق التنفس من خلال توسيع مجرى التنفس بشكل سريع ولفترة قصيرة، ومتى ما أصيب المريض بنوبة حادة يلجأ لبخاخ الفنتولين فيتولد لديه انطباع بأنه أدمن على بخاخ الفنتولين.

إن علاج الربو يتضمن تجنب أو علاج المسبب وعلاج النتائج المترتبة على المرض من إفراز كبير للبلغم في داخل الغشاء المبطن للشعب الهوائية، ولذلك يتوجب أخذ علاج الربو من أدويه تتعامل مع الإفراز الزائد للمادة المخاطية داخل مجرى التنفس كأدوية الكورتيزون بالتكامل مع علاج توسيع مجرى الهواء.اللحظي كبخاخات الفينتولين.

3
إهمال بعض المرضى لعلاج المرض ومتابعته بشكل دوري في عيادة الربو، والاكتفاء فقط بزيارة أقسام الطوارئ في حالة حدوث نوبة الربو، وفي حقيقة الأمر بأن هذا السلوك يعد مشكلة كبيرة حيث يتسبب في زيادة معاناة المريض وكثرة ترداده على غرف الطوارئ مما يعطل إنتاجيته ويزيد العبء على القطاع الصحي في مشكلة كان بالإمكان تفاديها أو حتى التقليل من تبعاتها.

إن المتابعة الدورية المستمرة في عيادة الربو يحسن بشكل كبير من الوضع الصحي لمريض الربو و يجعله يمارس أنشطة حياته اليومية بشكل طبيعي ويقلل من حاجته لزيارة المؤسسات الصحية، كما يجعل نسبة التحكم في المرض سهله ويسيره لدرجة أن يصل المريض لاستخدام الأدوية الموسعة للشعب الهوائية نادراً.

4
تخوف الكثير من مرضى الربو من استخدام أدويه الكورتيزون سواء عن طريق الفم أو عن طريق البخاخات لاعتقادهم بضررها على صحتهم. إن من المهم بمكان أن يعرف المريض عن هذه الأدوية ومدى أهميتها في خطة علاج الربو، فالحاجة لاستخدام أدوية الكورتيزون تفوق بشكل كبير الضرر التي يمكن أن تسببه إن وجد أصلا هذا الضرر. إن ضرر استخدام أدوية الكورتيزون ضئيل جدا مقارنة بفوائدها في علاج الربو إن أحسن استخدامها حسب إرشادات الطبيب المعالج. ولعله من المناسب الإشارة بأن هذه الأدوية تعتبر حجر الزاوية في علاج مرض الربو وتجاهلها يشكل ضررا أكبر على المريض مما يجعله يتعرض لنوبات متكررة من ضيق التنفس.

5
الاعتقاد بأن مرض الربو مرض حاد وينتهي بعد فترة، ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح فمرض الربو هو مرض مزمن قد تقل حدته في بعض الأحيان ولكنه ما يلبث أن يعود حسب المؤثرات والمسببات والمهيجات التي قد يتعرض لها المريض، ولذلك فالالتزام بالخطة العلاجية وعدم التوقف عنها بدون الرجوع للطبيب أمر في غاية الأهمية. إن فهم المرض وطبيعته هي أول خطوات العلاج وأهمها، ولهذا يتوجب على المريض أن يسأل عن كل تفاصيل المرض وخطة العلاج مع الطبيب المعالج تحقيقا لأقصى فائدة من العلاج.

6
لجوء البعض لاستخدام الأعشاب والأدوية غير معلومة المصدر لعلاج هذا النوع من الأمراض مما قد ينتج عنه مشاكل صحية خطيرة جدا والتي قد تؤدي بدورها لضرر كبير على حياته. إن استخدام هذه المستحضرات يعد مسألة خطيرة ويتوجب على الجميع الانتباه لها والابتعاد عنها، وعدم إهمال خطة العلاج في عيادة الربو وعدم اللجوء لأي نوع من الأعشاب أو المستحضرات غير المرخصة طبيبا.

7
الاعتقاد بأن مريض الربو يجب عليه عدم ممارسة الرياضة لأنها قد تسبب مشاكل صحية، والحقيقة بأن مريض الربو ينصح بممارسة الرياضة بشكل طبيعي وخصوصا بعض الرياضات كالسباحة مثلا لأن من طبيعة بعض أنواع الرياضات أن تحسن كفاءة وأداء عمل الرئتين وهو أمر مطلوب في هكذا حالات، ولكن يجب عليه تحديد نوع الرياضة المناسبة والابتعاد عن ممارستها في الأجواء التي قد تسبب تهيجا له كالأجواء الجافة والمغبرة وأخذ الأدوية الموسعة للشعب الهوائية قبيل البدء في إجراء التمارين الرياضية وعدم إجهاد الجسم فوق طاقته، ومناقشة هذا الجانب مع الطبيب المعالج لأخذ المشورة المناسبة.

إن من المهم الإشارة بأن الحفاظ على نمط الغذاء الصحي والوزن المثالي والابتعاد عن التدخين كلها أمور تحسن من الوضع الصحي العام لمريض الربو وتساهم بشكل فاعل في التحكم في المرض.

خلاصة القول بأن مرض الربو هو مرض مزمن يسهل التحكم به متى ما أحسن المريض فهم طبيعة مرضه وتفاعل بشكل إيجابي مع الطبيب المعالج لمشكلته، وانتظم في متابعته الدورية في العيادات المخصصة لمرض الربو في مراكز الرعاية الصحية الأولية. وكما قيل قديما بأن الوقاية خير من العلاج، فالابتعاد عن مسببات نوبات الربو الحادة هي أقصر الطرق للوقاية منها.

إعداد: د.رياض بن مبارك السيابي

رئيس قسم الأمراض غير المعدية المديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة مسقط.