مسقط – ش
أنهى المخرج عبد الرحيم المجيني مؤخرا تصوير آخر مشاهده في الفيلم التلفزيوني «نوافذ معلقة» لشركة «الرمز للإنتاج الفني، من إنتاج الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ومن تأليف الكاتبة ثريا اليزيدية وبمشاركة نخبة من نجوم عمان والخليج.
وأكد المجيني (مؤسس وصاحب شركة الرمز) على أن العمل سيكون على قدر التوقعات التي ينتظرها الناس، وشدد على حرصه على تقديم أفضل الاعمال من خلال توليفة من المعايير الناجحة، بدءا من اختيار النص الجيد إلى استخدام الكاميرات السينمائية في التصوير واستقطاب نخبة من النجوم العمانيين ونجوم الخليج . حيث سبق وأن قدمت شركة الرمزعددا من الأعمال الدرامية الناجحة من أهمها مسلسل «أنا وضميري».
يقول مخرج العمل: «قصة الفيلم تدور حول أم تكتشف أنها تعاني مشلة في التواصل مع ابنها ذو السنوات الخمسة، فتأخذه الى الطب السلوكي الذي يشخص حالته بأنها توحد فتطرق كل الأبواب ولكنها لا تسطيع أن تساعده فلا مدارس له ولا وحاضانات ولا مراكز تأهيل فتتصاعد مشكلتها ومشكلة أسرتها الصغيرة «. ويضيف: أتمنى أن يساهم هذا الفيلم بفتح النوافذ المعلقة في متاهات التوحد».
فريق متميز
ويضم فريق الممثلين من البحرين وفاء مكي والطفل عبدالله أولاد ثاني و عهود البلوشي ومن عمان الفنانة شمعة محمد ومن الاْردن هناء الشوملي وعبدالرحيم المجيني ممثلا أيضا، وتم تصوير العمل في مسقط في مواقع عدة وبأحدث التقنيات وأعلى المواصفات وبفريق عمل عالي الجاهزية.
وعن جودة العمل وأسلوب التصوير يقول المخرج: «حرصنا على استخدام أفضل التقنيات المتاحة حيث تم استخدام كاميرا سينمائية في التصوير، كما أن الموسيقى ستأتي بأسلوب مختلف يتماشى مع الحدث وهو من تأليف الموسيقي خالد الشعيلي. والمكياج خاص للماكيير بشير عبود، ومخرج منفذ مبارك المعشري، ومدير تصوير وإضاءة مالك الكندي، وتصوير أحمد الحربي، ومدير انتاج حسن المجيني.
وعن موعد العرض المتوقع قال المجيني: كون الفيلم من انتاج الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وهم من يحددون موعد عرضه.
قضية مهمة
وتطرح الكاتبة ثريا اليزيدية قضية غاية في الأهمية ربما لازال المجتمع يعاني منها بصمت وقد سبق للكاتبة أن قدمت عددا من النصوص المسرحية الهامة ونالت جوائز عدة عنها.
وعن الأفكار التي تقدمها تقول: «تتمحور قضية السهرة في محورين مهمين، المحور الأول هو مرض التوحد كاضطراب مرضي يجتاح العالم بشكل متسارع، مثيرا زوبعة من الأسئلة التي لا تجد إجابات شافية عند مجتمع هذه الحالة المرضية، بالقدر الذي يجعل منه اضطرابا غامضا عند الكثيرين.
والمحور الثاني: التأثير النفسي لأهالي أطفال التوحد، وما يمرون به من صدمة.. فإنكار.. فتحدي لمجابهة هذا الغامض الذي سلبهم طفلهم، فهو طفل سليم معافى من الناحية الشكلية والجسمية إلا أنه لا يستطيع التواصل الاجتماعي معهم، فهو متوحد في عالمه الخاص بعيدا عنهم، وفي الحقيقة تمركزت القصة عند هذا المحور، حتى نلفت الانظار لمعاناتهم، فهم الضحية الأولى لهذا الاضطراب.
وتضيف اليزيدية: «القصة مستوحاة من كفاح إمرأة عمانية محاربة، ألهمت الكثير من الأمهات لمجابهة هذا الاضطراب، والمطالبة بحقوق أطفال التوحد، و لفت انتباه المجتمع ليتفهم طبيعة طفل التوحد، ومن وحي يومياتها التي نشرتها في صفحتها على الفيس بوك، نسجت القصة ووظفت بعض كتاباتها لإثراء القضية.
ومن جهة أخرى تضيف المؤلفة: إن قصة السهرة وباعتمادها على فلسفة الصورة الرمزية والتي أجاد المخرج عبدالرحيم المجيني في إظهار أبعادها، توجه رسالة صامتة بقدر صمت التوحد، وبقدر صمت معاناة الأمهات، وبقدر صمت نظرات المجتمع الذي يطلق أحكامه في طفل التوحد دونما وعي منه ماذا يعني مرض التوحد.
تخاطب السهرة المجتمع بمعاناة هؤلاء الموجوعين والذين يتألمون بصمت، كما تخاطب الجهات المسؤولة بتقديم مزيد من الخدمات والتدخل المبكر لكشف هذا الاضطراب ووضع حد لمعاناة الامهات وتقديم استشارات نفسية وأسرية وتهيأتهن للتعامل مع التوحد.
كما أود توجيه رسالة لأهالي أطفال التوحد والذين يسيجون أنفسهم بعزلة وهمية عن المجتمع، وهذا ما لمسته من معايشتي لواقعهم أثناء كتابتي للسيناريو، فهم يتحفظون من تدخل أي فرد لا ينتمي لمعاناتهم، ويتحفظون من أي مشاركة خارج تصوراتهم لاضطراب التوحد، أود أن الفت انتباههم أن التوحد ليس معاناة أم وأب وأسرة فقط وإنما معاناة مجتمع بأسره، يتعاطف مع قضيتهم ويهمه بالدرجة الأولى أن يقدم يد المساعدة لإجلاء الحقائق والوقوف في وجه غموض التوحد .
ومن وجهة نظري فإن عرض مثل هذه القضايا دراميا من شأنه أن يعيد ثقة المشاهد بالدراما العمانية ويجدد إيمانه برسالتها في المجتمع.
نجوم العمل
عن مشاركتها تتحدث الفنانة البحرينية وفاء مكي فتقول: «دوري في نوافذ معلقة كان جميلا جدا ومتعبا بفس الوقت فشخصية الأم أكثر تعقيدا في العمل بعد شخصية الطفل عمر المريض بمرض التوحد وعندما قرأت النص أحببت شخصية الأم لأنها تحتاج للكثير من العمل في الأداء وأنا أحب هذا النوع من العمل.
وتضيف: سعيدة بتواجدي في هذا العمل الهام تحت إدارة المخرج عبدالرحيم المجيني الذي التقي به للمرة الثانية بعد تعاون سابق في مسلسل أنا وضميري وأتمنى له كل التوفيق في أعماله القادمة ، فأنا أحب عمان ولي الفخر أن أكون قد عملت لسنوات متواصلة في عدد من الأعمال المحلية الناجحة، وأتمنى تواجدي دائما في الأعمال العمانية فأنا احب عُمان وأفتخر بحب شعبها الطيب لي».
وتؤدي الفنانة شمعة محمد في العمل دور الجدة التي تحب حفيدها وترتبط معه برابط محبة كبير ورغم عدم معرفتها بسبب تصرفاته الغامضة وعدم تجاوبه إلا أنها تكون غاضبة من زوجة ولدها لعدم اهتمامها بالطفل واهتمامها بعملها أكثر.
تقول شمعة: «سعيدة بتواجدي في هذا العمل الذي يطرح قضية مهمة نحاول معالجتها دراميا من خلال توجيه رسالة للمجتمع بكيفية الاهتمام بطفل التوحد ورعايته وتقبله.