متعة أم عذاب؟ مرافقة المرأة إلى الأسواق التجارية

مزاج الخميس ١٩/أبريل/٢٠١٨ ٠٧:٤٦ ص
متعة أم عذاب؟ 

مرافقة المرأة إلى الأسواق التجارية

مسقط- زينب الهاشمية

تتهم المرأة دائماً بأنها تميل للتسوق بشكل مبالغ به وبصورة أكبر من الرجل رغم أن هناك العديد من الرجال الذين يعشقون التسوق أيضاً. إلا أنه وللحقيقة فإن بعض النساء بالفعل يعانين من الإدمان على التسوق ويرى البعض أن مرافقة هذا النوع من النساء إلى التسوق جحيم حقيقي بس الوقت الكبير الذي يصرف في الأسواق ناهيك عن الأموال التي يتم إنفاقها بدون فائدة.

الثقافة الاستهلاكية والدوافع النفسية الفردية غالباً ما تكون العوامل التي تتحكم في عملية التسوق التي تصبح بسببها إما فرصة للمتعة و»الترويح النفسي» أو أن يكون أمراً مزعجاً يبعث الضيق والانفعال.

ولاستطلاع بعض الآراء طرحت «الشبيبة» على حسابها في تويتر السؤال التالي: هل تعتقد أن مرافقة المرأة إلى الأسواق التجارية متعة أم عذاب؟
ووفقا لنتيجة التصويت فإن 59% من المشاركين رأوا أن مرافقة المرأة إلى الأسواق التجارية عذاب، فيما رأى 41% أن التسوق مع المرأة يعد متعة.
فيما يلي نرصد بعض التعليقات التي وصلتنا على التصويت مع استطلاع بعض آراء الناس ورأي الأخصائية الاجتماعية نائبة مدير مركز الإرشاد الطلابي بجامعة السلطان قابوس د. مها عبد المجيد العاني:

ماذا قالوا؟

صاحب الحساب @almaawali رأى أن الأمر واجب على الرجل.قال في تعليقه: «يعد حقاً من حقوق المرأة وأهم الواجبات على الأخ أو الزوج اتجاه زوجته هي تلبية رغباتها والإنفاق عليها فهو المسؤول عن كافة متطلباتها».
أما صاحب الحساب @dkytpmduqwfdquv فقد قال: «لا يوجد فرق بينهما حتى إذا كان الرجل يتسوق بمفرده في المحلات التجارية فالأمر يعد عذاباً وإزعاجاً خصوصاً عند الدفع».
ويقول صاحب الحساب @khamis9091: «يفضل عدم اصطحاب الأطفال إلى التسوق فهم قد يتسببون بالتوتر والإزعاج وعدم أخذ راحة في شراء المستلزمات اللازمة».
فيما لم تخلو بعض التعليقات الأخرى من حس الطرافة. يقول أبو الوليد صاحب الحساب @tayab44: «الأنثى إذا تريدها تنجرف نحوك اغريها بالتسوق».

مشاركة قد تصبح مزعجة

ولمزيد من استطلاع بعض آراء الناس حول الموضوع، كان لنا لقاء مع قيس الناعبي حيث يقول: أغلب الأحيان اصطحاب الزوجة للتسوق هو متعة وفرصة لقضاء بعض الوقت معاً خارج البيت، سواء لشراء السلع الاستهلاكية اليومية أو لشراء الملابس والتجهيز لبعض المناسبات لأن المرأة تحسن الاختيار أكثر من الرجل. ولكن على الزوجة أيضا أن «تتلطف» في الشراء وتبتعد عن الإسراف وإلا سيكون اصطحابها للتسوق أمراً مزعجاً بلا شك.
مديحة الرئيسية ترافق زوجها دائماً إلى التسوق وحول إن كان يشعر بالضيق أم لا. تقول: «لا أعتقد أن زوجي يتضايق كثيراً من مسألة التسوق برفقتي لأنني غالباً ما أضع قائمة بالأشياء التي أريد شرائها وأحدد مكان بيعها كما أنني لا استغرق وقتاً طويلاً في الاختيار.
بينما يرى منير الهدابي إن مسألة التسوق مع المرأة لا يعد إزعاجاً خاصة عندما يكون هناك هدف للتسوق. يقول: لا أتضايق كثيراً من مسألة التسوق بحد ذاته مع زوجتي إنما يهمني أن أصل مبكراً فلا أحبذ التسوق خلال وقت ضيق كما أحبذ أن نضع هدفاً واضحاً عند الخروج للتسوق.

هكذا يصبح التسوق متعة!

نائب مدير مركز الإرشاد الطلابي بجامعة السلطان قابوس د. مها عبد المجيد العاني تحدثت لـ»الشبيبة» حول الأمر، ونصحت القراء بعدة خطوات تؤدي في حال الانتباه لها و مراعاتها إلى جعل عملية التسوق متعة ومن أهمها:
1. مزاجية الرجل
2. الاتفاق المسبق للخروج مع زوجته.
3. الحوار الإيجابي من المرأة.
4. التعاون بين الزوجين في عملية التسوق.
5. التوافق في اختيار الحاجات.
6. أهمية الوقت في عملية التسوق.
7. الاهتمامات المشتركة.
وفي حالة الإخلال بتلك الأمور فإن عملية التسوق سوف تصبح أمراً مزعجاً لكلا الطرفين وليس فقط للرجل.
ومن جانب آخر لابد من تحديد بعض الأمور المهمة في عملية تسوق المرأة وهي إن التركيبة الاجتماعية التي تملي على المرأة أن تقوم بدورها في الأسرة وما تتطلبه من احتياجات فهي أدرى بها أكثر من الرجل بحكم مسؤوليتها عن هذه الأمور الخاصة بالتسوق مما يجعلها تهتم بتفاصيل التسوق فضلاً عن أن اهتماماتها تختلف عن اهتمامات الرجل.
وتضيف قائلة: تختلف الحاجة للتسوق بين النساء باختلاف الأسباب، ووجود وقت الفراغ لدى المرأة يجعلها تقضي أوقاتاً في أماكن التسوق المختلفة فضلا عن أن الانفتاح العالمي في الأسواق وظهور مقتنيات جديدة باستمرار يزيد رغبة المرأة في اقتناء كل شيء جديد وغريب، ومع تكرار تلك السلوكيات تولد لدى المرأة كم من الإشباعات الانفعالية والراحة النفسية التي قد تكون فقدتها في حياتها، فتتحول هذه السلوكيات إلى عادات ومن ثم إلى إدمان وهوس مما يجعل من الصعب تركها.
ونجد أن هناك نساء تجد في التسوق ملاذاً للتخفيف من مشاعر انفعالية سلبية كالقلق والتوتر وخاصة إذا كانت تعيش في أسرة تفتقر فيها المشاعر الإيجابية، ومن هنا تتولد لديها أفكار إيجابية نحو التسوق في حين هي في الواقع أفكار لا عقلانية تؤثر تلك على المشاعر ومن ثم على السلوك.

التقليد وجذب الانتباه

وتضيف الدكتورة مها: «لا ننسى أن هناك أسباب أخرى منها التقليد والنماذج ما بين النساء، أو عوامل التنشئة الأسرية فمثلا عندما تقلد أمها أو أخواتها أو قريباتها أو حتى صديقاتها».
وهناك أسباب نفسية منها ضعف الثقة بالنفس وتجد الفتاة من اقتناء الأشياء فرصة لجذب الانتباه مما يجعلها تقتني أي شيء.
إن هوس التسوق أياً كانت أسبابه يجعل من المرأة ضحية لسلوكيات قسرية تجعلها تسرف في إنفاق المبالغ مع عدم القدرة على التمييز وتقدير أهمية الحاجة.

الرجل السبب!

أما من ناحية الرجل فترى د.مها أنه قد يلعب دوراً كبيراً في مشكلة هوس المرأة بالتسوق فقد يكون من ضمن الأسباب كما ورد سابقا أو قد يجد من تسوق المرأة فرصة للتخفيف من حدة التواصل فيما بينهما، وعندما تتأثر ميزانية الأسرة بسبب تسوق المرأة المتواصل وبصورة غير مقبولة وبسبب اقتنائها أشياء غير ضرورية يبدأ الرجل يشعر بالانزعاج، ومن الممكن أن يؤثر ذلك على الحياة الأسرية.
ولا ننسى هناك أمور مهمة أخرى ساعدت في زيادة هوس المرأة بالتسوق ومنها وجود العروض والتخفيضات المتواصلة وعروض التقسيط واستخدام البطاقات وغيرها.
وحول سؤالنا للدكتورة مها إن كان هوس التسوق ينطبق أيضاً أو يصيب بعض الرجال كما هو الحال مع المرأة، تجيب قائلة: «طبعاً الرجل أيضاً له اهتمامات معينة في التسوق، لكنه يختلف عن المرأة في نوعية تلك الحاجات فقط، وقد نجد بعض الرجال يصل إلى حد هوس بالتسوق أيضاً لأسباب عدة منها التباهي والتفاخر أمام الأصدقاء، التعود على تلك السلوكيات من الأسرة، والرغبة في التميز عن الآخرين فضلاً أن بعضهم يتأثر بالأصدقاء.