العبرة بالإنجاز الوظيفي!

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٩/أبريل/٢٠١٨ ٠٧:١٥ ص
العبرة بالإنجاز الوظيفي!

علي بن راشد المطاعني
ali.matani@hotmail.com

تطوير العمل في الجهات وخاصة الفنية منها يتطلب تطوير آلياته وكيفية استثمار الطاقات من خلال الاعتماد على الإنتاجية والفاعلية في العمل أكثر من عدد ساعات العمل التي ربما لا ينجز فيها الموظف عملا متكاملا أو يؤدي شيئا يذكر، وهو ما يفــرض تغيير مفاهيم العمل وفق مؤشـــرات الأداء وليـــس ســـاعات العمل.

ذلك أن مؤشرات الإنجاز هي المعيار الأساسي للدوام بالساعة، فإذا تمكن الموظف من إنجاز عمل مبهر في ساعات أقل فلماذا نلزمه بساعات يقضيها دون أن ينجز شيئا، كما أن بعض الوظائف يتطلب وصفها الوظيفي الالتزام بإنجاز مهمات محددة قد يفرغ منها الموظف في وقت وجيز بناء على مستوى الفاعلية الشخصية الذي يتمتع به، وذلك يتطلب أن تكون هناك مرونة عالية في إدارة العمل ومفاهيم جديدة تعتمد على الكيف وليس الكم، فالتطور التكنولوجي الذي دخل بقوة في بوتقة كل المهن أملى ضرورة التجويد مصحوبا بسرعة الإنجاز أكثر من ساعات البقاء على الكرسي، كما أن بيئة العمل نفسها باتت مريحة وغير منهكة للموظف.
ولاشك أن تطوير العمل أصبح أحد سمات العصر في ظل المستجدات والمتغيرات التكنولوجية الحديثة، ونجد في عالم اليوم جهات تكلف الموظف بإنجاز العمل الموكل إليه في المنزل وبدون أن يكلف نفسه مشقة الحضور للمقر في ما يعرف بمصطلح (العمل عن بعد) الذي بات سائدا الآن في أمريكا وأوروبا وفي منظومة دول النمور الآسيوية، في هذا الوقت نجد أن بعض الجهات لدينا ما برحت تلزم موظفيها بحتمية البصمة والتوقيع كدليل على الحضور، غافلة حقيقة أن الحضور بحد ذاته لا يعني أن الموظف لديه فاعلية في الأداء أو أنه قد أنجز عملا، فهناك احتمال أنه لم ينجز شيئا على الإطلاق وأن مستوى فاعليته كان صفرا.
الكثير من المهن وبخاصة الفنية والإعلامية وغيرها لا يمكن أن تنظم بساعات العمل بقدر ما تقاس بحجم الإنجاز والفاعلية، فهناك الكثير من المعايير الحديثة يجـــب أن يســـتفاد منــها في تقييم المردود الفعلي للموظفين والعاملين حان الوقت لتطبيقها اتساقا مع الحداثة الإلكترونية التي تغطي كوكبنا.
بالطبع نحن لا نشجع التسيب في العمل وعدم الالتزام بالضوابط، ولكن من الأهمية بمكان تعزيز القيمة المضافة من العمل ووضع معيار الإنجاز والفاعلية في الأداء في المقام الأول باعتباره الحقيقة المثلى في هذا الشأن، وإضفاء المرونة اللازمة في إدارة العمل وفق طبيعته وكيفية أدائه والمردود المنتظر منه بعيدا عن الالتزام الشكلي بضوابط إدارية تقليدية عفا عليها الزمن وهي في حد ذاتها تعد سببا في تذبذب الأداء وتحجيم مستوى فاعلية الموظف إلى مستويات متدنية، وبذلك يغدو عبئا على الوظيفة لا إضافة لها.
نتطلع إلى مواكبة المستجدات الحديثة في الإدارة من بعد الاصطحاب الملزم للتكنولوجيا والاستفادة منها في رفد المردود الواقعي من العمل على أساس الفاعلية والإنجاز أكثر من صيغة العمل الروتيني والتقليدي.