أكاديميون يطالبون بسياسة الانفتاح والشفافية لمواجهة الإشاعات

بلادنا الأربعاء ٠٩/مارس/٢٠١٦ ٠١:٣٠ ص
أكاديميون يطالبون بسياسة الانفتاح والشفافية لمواجهة الإشاعات

مسقط -
أكد عدد من أساتذة الإعلام بجامعة السلطان قابوس وكلية البيان أن التطور التكنولوجي الكبير الذي شهدته وسائل الاتصال في السنوات الأخيرة وانتشار وسائل التواصل الاجتماعية زيادة معدلات الاعتماد عليها في تداول الأخبار، كل ذلك أدى إلى سهولة انتشار الإشاعات في المجتمع، وصعوبة مواجهتها والقضاء عليها بنفس معدل سرعة وقوة انتشارها، مشيرين إلى غياب المعلومات ودقتها وعدم التصريح بها في الوقت الصحيح من الأسباب الرئيسية لانتشار الإشاعة، حيث لا يمكن مواجهتها إلا بقيام السلطات المسؤولة بتبني سياسة الانفتاح والشفافية والوضوح والتنظيم.

حيث قال الأستاذ بجامعة السلطان قابوس ورئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس الدولة المكرم د.محمد المشيخي أن شبكات التواصل الاجتماعي تعد سبباً رئيسياً لرواج الإشاعات في المجتمع والتي صارت مادة دسمة لتلك المواقع وخاصة واتساب وتويتر وفيس بوك، بينما يختلف الأمر مع الشبكات الاجتماعية التي تعتمد على الصورة مثل انستجرام واليوتيوب.
وحول أهم الإجراءات التي يجب اتباعها لمواجهة خطورة الإشاعات قال المكرم د.أحمد المشيخي: الحل بسيط جداً ويتمثل في الإسراع بنشر المعلومة الصحيحة وتصحيح المعلومات الخاطئة التي تتناولها شبكات التواصل أو وسائل الإعلام المختلفة.

وأكد أن وسائل الإعلام تتحمل المسؤولية كاملة عن نشر المعلومات الصحيحة، وإذا لم يحدث فإن القانون يلزم الجهات المعنية بالتصحيح في نفس المساحة والمكان، مشيراً إلى أن الإشاعات تشمل مختلف جوانب الحياة، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، هناك إشاعات تؤثر على الأفراد أو تؤثر على الدولة والمجتمع بوجه عام وعلى النظام العام.
وحول الدور المأمول من مؤتمر الإشاعة والإعلام والتأثير المتوقع يقول المكرم د.أحمد المشيخي: المؤتمرات العلمية بشكل عام هي مؤتمرات النخبة والمتخصصين والباحثين في قضايا مختلفة، وأي مؤتمر علمي كان تقدم فيه أوراق وأبحاث ودراسات لابد أن يكون له فائدة للمجتمع، وعلى الأقل وفي أضعف الإيمان سيستفيد المجتمع عندما يتعرف على الإشاعة وأنواعها وكيفية انتشارها ومدى تأثيرها، وتبصير الجهات المعنية بإمكانيات الحد من هذه الظاهرة والسيطرة عليها لضمان عدم انتشارها بشكل واسع في المجتمع من خلال الأوراق والمناقشات العلمية التي يشهدها المؤتمر. واعتبر المؤتمرات في نهاية المطاف تجارب علمية ودراسات تقدم للناس وتعطي توصيات يجب الأخذ بها.
ويقول د.حسني نصر أستاذ الإعلام بجامعة السلطان قابوس أن الإشاعات هي أحد أهم أمراض المجتمعات المعاصرة التي تؤثر على حاضر ومستقبل هذه المجتمعات، ويجب مواجهتها بكل قوة باعتبار أن هذه المواجهة تؤمن المجتمع وتمنع عنه الأخطار.
ويضيف د.حسني: ما نشاهده الآن من صراعات ومشاكل في بعض دول العالم العربي مردها انتشار الإشاعات الكاذبة قبل كل شيء، وهو ما يضع على عاتق وسائل الإعلام مسؤولية كبيرة في مواجهة الإشاعة وتحري الدقة واستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة لكشف كذبها ونشر الحقائق.
ويؤكد أن عقد مؤتمر الإعلام والإشاعة يومي 27 و 28 مارس الجاري من أهم الفعاليات العلمية التي ستؤدي إلى توعية المجتمع بخطورة الظاهرة وتبصيره بطرق مواجهتها والتعامل معها، خاصة وأن المؤتمر يستهدف مختلف الجهات والدوائر المعنية بالعمل الإعلامي بالسلطنة بوجه عام.
بينما قالت د.أمامة مصطفى اللواتي بجامعة السلطان قابوس إن خطورة الإشاعة تختلف باختلاف الأسباب التي انطلقت من أجلها فكثير من الشائعات كما لاحظتُ تستند إلى بعض الحقائق ولكن ربما يتم تحويرها أو إعادة صياغتها وتقديمها في قوالب جديدة مع خلطها بمعلومات مضللة، وقد تكون الأسباب مقصودة أو أنها ناتجة عن سوء فهم وقلة وعي في التعامل مع المعلومات.

وتشير إلى أن غياب المعلومات ودقتها وعدم التصريح بها في الوقت الصحيح من الأسباب الرئيسية لانتشار الإشاعة التي لا يمكن مواجهتها إلا بقيام السلطات المسؤولة بتبني سياسة الانفتاح والشفافية فكلما كانت المعلومات متوافرة وواضحة وسهل الوصول إليها قلت الإشاعات وضاقت مجالات التكهن.