محتوى بلا قيمة..

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٠٩/مارس/٢٠١٦ ٠١:٣٠ ص

موسى البلوشي

يعاني المحتوى العربي من النسخ والتكرار، هذه القضية تعدت المحتوى لتصل إلى المبادرات وكأن روح الابتكار غائبة عن فضائنا العربي فعلا، يقود هذا العبث حسابات إخبارية وحسابات شخصية لأبطال من ورق على وسائل الإعلام الاجتماعي تفننوا في سرقة المحتوى ونقله، و(قولبته)، وتدويره.

في إحدى الفعاليات التي حضرتها، كان يجلس بجانبي ممثل لإحدى الحسابات الإخبارية المشهورة وشاهدت مدى سهولة الفكرة في نسخ تغريدة ونشرها في الحساب الإخباري، وهذا يفسّر كثرة الحسابات الإخبارية، ومع الوقت تصبح هذه الحسابات مصدرا موثوقا ويتبادل الجميع تغريداتها وكأنها مصادر رسمية، رغم السقطات الكثيرة التي وصلت إلى حد إطلاق الإشاعات إضافة إلى الأخطاء اللغوية الفادحة.
قبل فترة دشن أحدهم حسابا على تويتر باسم شرطي تويتر لكشف لصوص التغريدات دون الإشارة إلى أصحابها الحقيقيين، إذ لم يعد تتبع المحــتوى المنشور على وســــائل الإعـــلام الاجتــماعي بالأمـــر الصعب فهناك قواعد ومنصات لتعقب المحتوى والوصول إل كل من تخصص في سرقة المحتوى، والتشهير به.
المحتوى المتكرر يجعل المحتوى العربي يبارح موقعه في سلم المحتوى الرقمي العالمي، كما أن جهودا كبيرة يقضيها الأشخاص في تبادل الأفكار الإبداعية، وصناعة المحتوى، ومزج مكوناته ومراجعته وتدقيقه لتذهب سدى بسبب أن هناك من يود جذب الانتباه لمواهبه في صياغة محتوى جيد، ألا يستحق هذا الجهد فتح معركة مع المحتالين ولصوص المحتوى؟
وإن سلّمنا أن جزءًا من هذا المحتوى كان مترجما أو منقولا من مواقـــع متخصـــصة ألا يســـتحق جهد الترجمة والنقل بعــد البحث المتقدم والدقيق والوقت المســتغرق أن يقدّر؟!
أغلب الناس ينشئون المحتوى باختلاف أنواعه وأشكاله (نص ،صورة ،صوت ،فيديو....) بهدف مشاركة المعــرفة لكنهم لا يتوقعون أن تنسف جهودهــم بهذه الطريقة، ولا يقصدون إطلاقا أن عبثا سيطال هذا المحتوى لدرجة تغيير مسار الفكرة أو تشويهها.
أول خطوة يجب اتباعها هنا هو فهم القوانين المتعلقة بهذه القضايا، ثم الإبلاغ عن الأشخاص وتحصين المحتـــوى كوضــع شعار على الأعمال الإبداعية.
المحتوى هو الملك، وهو روح المنصات والمواقع وهو ما يعطيها الحياة، ومشاركة محتوى الآخرين يتطلب الحصول على الموافقة المسبقة حتى لا تضيع الفكرة بتعديل أو تغيــير بشكل مقصـــود أو غير مقصود، ثم توثيق المصادر لحفــظ الحقوق وإعطاء قيمة للمحتوى.