«المستهلك»: التخزين الخاطئ.. مخاطر وأضرار

مؤشر الأربعاء ١٨/أبريل/٢٠١٨ ٠٣:٥٢ ص
«المستهلك»: التخزين الخاطئ.. مخاطر وأضرار

مسقط -
تبرز الثقافة الاستهلاكية الصحيحة كأحد أهم الأسس في التعامل مع السلع والبضــائع وتخزينها بطــرق صحّية وآمنة، فعملية الاســتهلاك الجيــدة تمر بعدة مراحل، إذ تبدأ بالتخطيط لشراء السلعة وتنتهي باستهلاكها.

وبين المرحلتين تأتي مرحلة التخزين والمراقبة المستمرة، لتكتسب أهمية كبيرة؛ نظرًا لما يترتب عليها من فوائد أو أضرار تبعًا للطريقة التي تُنفّذ بها.
وتؤدي الطـــرق السليمــة للتخــزين إلى حفظ الصحة والمال، أما الطــرق الخاطــئة فــهي مدعــاة لضـــياع السلع وهدر المبلغ المُســــتهلَك في شـــرائها، إلى جانب تأثيرها المباشـــر وغير المباشـــر على صحة المستهلك.
وفي إطار دورها، تسلط الهيئة العامة لحماية المستهلك الضوء على عملية التخزين للسلع والبضائع ومدى مراقبتها بعد التخزين من خلال آراء متعددة استعرضت تجارب لمُستهلكين مع سلعهم.

تاريخ الصلاحية

في البداية، يقول خليل بن سالم الهادي - مستهلك − إنه يقوم بتخزين السلع على حسب نوعها، فإذا كانت منتجات تحتاج إلى تبريد فإن مكانها سيكون في الثلاجة، وإذا كانت سلعًا لا تحتاج إلى تبريد سوف تكون في الأماكن المخصصة لها في المنزل حسب نوع السلعة وحجمها.
وأوضح أنه في الغالب يتابع تاريخ صلاحية السلعة، ومن أكثر السلع التي يحرص على متابعتها باستمرار هي منتجات الألبان كونها تحتوي على مواد حافظة قصيرة الأجل، لذلك يرى بأنه من الضروري متابعتها باستمرار لأنها قد تشكل خطرًا على صحة أفراد الأسرة في حالة استخدامها بدون متابعة تواريخ الصلاحية، وأما فيما يتعلق بالسلع الأخرى فإنه يتابعها ولكن ليس بشكل مستمر لأن مدة صلاحيتها طويلة حيث تصل في بعضها إلى أكثر من عام ولذلك يكون مطمئنًا بخصوصها لكونها من السلع الاستهلاكية واستخدامها يكون بشكل دوري ومستمر ولا مجال لتخزينها حتى تاريخ الانتهاء.
وذكر الهادي أنه خلال الفترة الفائتة وجد بعض السلع منتهية الصلاحية في المخزن فقام بالتخلص منها بسرعة كي لا يستخدمها أحد أفراد المنزل فتشكل خطرًا على صحته.
ويوضح علي بن هلال المقبالي − مستهلك − أن مثل غيره من المستهلكين يعمل على حفظ السلع بناءً على نوعيتها واستخداماتها، فالسلع المستهلكة سريعًا كالمأكولات والمشروبات بعضها يحتاج لدرجة حرارة معينة، ولابد من تخزينها في الثلاجة، وأخرى يمكن تخزينها في مستودع خاص أو في رفوف المطبخ، وآلية تخزينها إما في العلب الكرتونية أو البلاستيكية التي جرى بيعها فيها، وأما بالنسبة للملابس فكلنا يعلم أنه يتم تخزينها فيما نطلق عليه بالدولاب وتكون مطوية ومرتبة.
وأضاف المقبالي أن المســـتلزمات الأخرى وذات الاستخدامات المتنوعة والمتمثلة في الأدوات المنزلية الصحية والكهربائية وزيوت ومعدات السيارات فأيضا لها أماكنها الخاصة للتخزين ولكن لخطورتها على الأطفال يتم إحكام إغلاقها وتخزينها في أماكن مغلقة وبعيدة عن متناول أيدي الأطفال.
وأوضح المقبالي أنه لا يُتابع صلاحية السلع بشكل مستمر ما عدا المواد الغذائية المهمة، وبعض السلع ذات الاستخدام المستمر والشخصي جداً، أنه يختار السلع ذات تواريخ الانتهاء البعيدة المدى وبين الفترة والأخرى يقوم بمتابعتها، ولكن بالرغم من ذلك فإنه قد يهمل بعض السلع وعند الحاجة إليها يجــدهـــا قد انتهت فيقوم برميها مباشرة عندما يجدها غير صالحة للاستخدام.

ربات البيوت

وتذكر مريم بنت عبدالله العريمية - مستهلكة− أنها تعمل على متابعة تواريخ صلاحية الاستهلاك الخاصة بهذه السلع بشكل مستمر وخلال بضعة أشهر، مشيرة إلى أن المسؤولية تقع في الغالب على ربات المنزل عادة كونهن المختصات في هذا الجانب.
وأضافت العريمية أنها شخصيًا وجدت بعض السلع المنتهية الصلاحية، حيث قامت برمي البعض منها، وإعادة استهلاك البعض الآخر، فعلى سبيل المثال فإن أغلب السلع المعلبة يتحتم التخلص منها عند انتهاء صلاحيتها، في حين بعض الخضروات والفواكه بإمكاننا إعادة استهلاكها مثل فاكهة الرمان بالإمكان المحافظة على القشر كونه مفيدًا للعديد من الأدوية، وهو ما علمها إياه والدها كونه طبيب أعشاب، وكذلك النعناع أيضاً حيث يقوم البعض منهم بتجفيفه واستخدامه في شرب الشاي أو في الأدوية العشبية كذلك وذلك للمختصين فقط، وعليه فإن هناك بعض السلع التي يتحتم الاستغناء عنها وغيرها بالإمكان إعادة استخدامه لمن لديه العلم والخبرة فقط.

نمو وتنظيم

وترى ماجدة بنت عبدالله الريامية −مستهلكة− أن النمو المتزايد في شراء السلع والتوسع فيها أدى إلى ضرورة قيام المستهلك بتنظيم عملية التخزين. وتوضح الريامية طريقة تخزينها للسلع بقولها بأنها تقوم أولًا بتتبع التعليمات عن ماهيتها والمكان المخصص لها سواء في مكانٍ بارد أو في مكان ذي حرارةٍ معتدلة، من ثم متابعتها للتأكد من أنها لا تزال بحالة جيدة أو يستوجب تبديل مكانها إلى مكانٍ آخر أم إبقاؤها في المكان التي هي عليه، ولكن في كثير من الأحيان عندما تقل متابعتها للسلع فإنها قد تجد عدد من السلع التي تعرضت لتلف فتقوم على الفور بالتصرف السليم والتخلص منها إذا ما كانت الحاجة تستدعي بتصرفٍ آخر.

ثقافة استهلاكية

بدوره، يؤكد رئيس قسم الإعلام بإدارة حماية المستهلك بنزوى عبدالله بن محمد العامري أن تخزين الســـلع ومراقبتها بطريقة صحيحة تعُدّ عملية مهمة للمســتهلكين، إذا ما أرادوا الحفاظ على سلعهم وأموالهم وصحتهم.
ويوضح أن إهمال السلع سواء بتخزينها بطرق خاطئة أو عدم متابعتها باستمرار له أضرار واضحة أقلها فساد السلع وضياع المال الذي تم شراؤها به.
وذكر العامري أن عملية تخزين المواد الغذائية لابد أن تتوافر بها كافة الاشتراطات الصحية التي ينصح بها، حيث يعد من الضروري أن يتم تخزينها في ظروف ملائمة لطبيعتها، كما ينبغي مراعاة المساحة الكافية للمخزن وعدم خلط المواد الغذائية مع الأصناف الأخرى كالمواد الكيميائية أو المواد الطيارة، إضافة إلى مراعاة توافر التهوية المناسبة ودرجة الإضاءة والحرارة المناسبتان للمخازن، كما يشترط أن توضع السلع على ارتفاع مناسب عن الأرضية حتى لا تكون عرضة للمياه والقوارض والحشرات، ويتطلب من المستهلك المتابعة المستمرة لهذه المخازن للتأكد من صلاحية المنتجات وعدم تعرضها للفساد أو التلف لأي سبب من الأسباب.
ويشير العامري إلى أن هيئة حماية المستهلك تجعل هذا الموضوع ضمن أولويات الحملات التوعوية التي تقدمها للمستهلكين، وذلك إيمانًا منها بأهمية تخزين السلع بالشكل الصحيح في سبيل حفظ أموال المستهلكين وسلامة صحتهم، خصوصًا وأن الإهمال قد يؤدي إلى استخدام هذه السلع وهي تالفة دون الانتباه إلى تواريخها.
ويؤكد العامري أن هذه العملية ليست مهمة للمستهلكين فقط وإنما أيضا للمزودين والبائعين الذين يجب عليهم الوعي الكامل بها وتطبيقها، لأن عدم الالتزام بتخزين السلع ومراقبتها والتخلص من التالف منها باستمرار يترتب عليه مساءلة قانونية وفق ما أقرته التشريعات والقوانين.
كما ذكر العامري أن على المستهلكين الحرص على اتباع خطوات وآلية التسوق والتخزين الصحيحة سواء قبل الشراء أو أثنائه أو بعده وذلك لتجنب الأضرار التي قد تنجم عن وجود أخطاء في تخزين السلع، ومن جانب آخر فإن الهيئة وبالتعاون مع الجهات المختصة لا تألو جهدًا في القيام بدورها على أكمل وجه في هذا الجانب لضمان عدم تعرض المستهلكين لما قد يضر بصحتهم.