كوريا الجنوبية تفرض عقوبات جديدة على الشمال

الحدث الأربعاء ٠٩/مارس/٢٠١٦ ٠١:١٥ ص
كوريا الجنوبية تفرض عقوبات جديدة على الشمال

سيول – عواصم - ش – وكالات

كشفت كوريا الجنوبية امس الثلاثاء عن سلسلة عقوبات جديدة احادية الجانب على بيونغ يانغ تشمل الطلب من مواطنيها مقاطعة المطاعم الكورية الشمالية في الخارج.
والاجراءات الجديدة التي فرضت بسبب التجربة النووية الاخيرة التي اجرتها كوريا الشمالية واطلاق صاروخ طويل المدى، تدرج ايضا على اللائحة السوداء عشرات المسؤولين الكوريين الشماليين والكيانات وتحظر على سفن سبق ان رست في مرافىء كورية شمالية ان تدخل المياه الكورية الجنوبية.
وقامت سيول بخطوة غير مسبوقة الشهر الماضي عبر اغلاق العمليات في مجمع كايسونغ الصناعي المشترك بين البلدين والاجراءات التي اعلنت عنها الثلاثاء تهدف الى "تشديد" العقوبات بشكل اضافي على الشمال كما قالت الحكومة.
والاعلان الحكومي الهادف الى وقف تدفق اموال من الخارج الى نظام بيونغ يانغ، يشمل ايضا طلبا للكوريين الجنوبيين لمقاطعة مؤسسات كورية شمالية في الخارج.
وقال لي سوك جون رئيس المكتب الحكومي لتنسيق السياسة "بما ان مؤسسات كوريا الشمالية مثل المطاعم في الخارج تعتبر احدى قنوات الشمال للحصول على عملات اجنبية، نطلب من المواطنين الامتناع عن ارتياد مثل هذه المنشآت".
وتقدر الحكومة الكورية الجنوبية بان بيونغ يانغ تحصل على حوالى عشرة ملايين دولار سنويا من 130 مطعما موزعة في 12 بلدا.
وقالت الحكومة في بيان منفصل ان "التراجع في ارتياد مطاعم كورية شمالية سيترك اثرا على وقف تدفق العملات الاجنبية بشكل كبير".
وادرجت سيول ايضا 40 فردا و30 مجموعة ضالعة في برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية بينهم شخصان وست مجموعات من بلد اخر، على اللائحة السوداء ما يحظر عليهم القيام باية اعمال مع كوريين جنوبيين.
كما حظرت السفن الاجنبية التي سبق ان رست في الشمال من دخول المياه الاقليمية الكورية الجنوبية، وهذه الخطوة يبدو انها تستهدف وقف مشروع طموح ثلاثي حول البنى التحتية يهدف الى نقل الفحم الروسي الى مرافىء كورية جنوبية عبر ميناء راجين في الشمال وبلدة خاسان الحدودية الروسية.

اتهامات
من جهة اخرى اتهمت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبيةامس الثلاثاء كوريا الشمالية بقرصنة الهواتف الذكية لعدد من كبار مسؤولي الحكومة في اطار سلسلة هجمات معلوماتية اطلقت بعد اجراء تجربتها النووية الرابعة.
وياتي ما كشفته وكالة الاستخبارات الوطنية فيما تسعى الحكومة لدفع البرلمان في اتجاه تبني قانون لمكافحة القرصنة الارهابية يرى منتقدوه انه سيعطي الوكالة سلطات مراقبة واسعة في مجال المعلوماتية بما يشمل خدمة الرسائل النصية.
وقالت الوكالة في بيان ان كوريا الشمالية سرقت ارقام هواتف ونصوص من هواتف ذكية يملكها عشرات المسؤولين الكوريين الجنوبيين بين اواخر شباط/فبراير ومطلع اذار/مارس.
وارسل الشمال ايضا رسائل الى هؤلاء المسؤولين لمحاولة دفعهم الى فتح روابط تشوبها برامج خبيثة.
واضافت ان خادم شركة مهمة لمعلوماتية متخصصة ببرامج تأمين المصارف على الانترنت، تعرض لهجوم ايضا.
وتابعت ان قراصنة كوريين شماليين ارسلوا رسائل الكترونية للتصيد (او فيشينغ لمحاولة الحصول على معلومات خاصة وشخصية لمستخدمي الانترنت) الى موظفين في شركتين لتشغيل سكك الحديد، موضحة ان الهدف كان شن هجمات على نظام مراقبة النقل بالقطارات.
وقالت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية ان "كوريا الشمالية تشن سلسلة هجمات على شبكاتنا المعلوماتية" بعد تجربتها النووية في 6 يناير. واشارت الى معلومات حول اعدادها عملية قرصنة كبرى تستهدف شبكة مصارف كوريا الجنوبية.
واضافت انه "لو لم نتحرك لحدثت ازمة مالية كبيرة مع شلل المعاملات المصرفية الالكترونية ونقل اموال غير مرغوب فيه".
وحث نائب مدير وكالة الاستخبارات خلال ترؤسه اجتماعا امس الثلاثاء مع 14 وكالة حكومية وكذلك وزارة الدفاع ووزارة العلوم، على الحفاظ على درجات عالية من التيقظ.
وسبق ان حملت سيول كوريا الشمالية مسؤولية عدة عمليات قرصنة استهدفت مؤسسات عسكرية ومصارف ووكالات حكومية ومحطات تلفزة ومواقع الكترونية وكذلك مصنعا للطاقة النووية.

تهديدات متزايدة
وقال متحدث باسم الرئاسة الكورية الجنوبية ان التهديدات المتزايدة بعمليات قرصنة واسعة تقوم بها كوريا الشمالية تجعل من الضرورة اعتماد قانون مكافحة القرصنة الارهابية المطروح حاليا امام الجمعية الوطنية.
لكن ابرز حزب معارض "مينجو" قال ان الحكومة تضخم هذا التهديد لضمان حصولها على سلطات مراقبة واسعة يمكن ان تستخدم ضد المعارضين السياسيين.
يذكر ان روسيا تعتبر بيانات كوريا الشمالية التي تتضمن تهديدات بشن هجمات نووية استباقية ضد خصومها امرا غير مسموح به على الاطلاق ، بحسب وزارة الخارجية الروسية.
وقالت الوزارة " تطور الموقف في شبه الجزيرة الكورية وما حولها مصدر قلق متزايد"،بحسب وكالة ايتار تاس .
واكدت الوزارة " نعتبر من غير المسموح به اصدار بيانات عامة تتضمن تهديدات بتوجيه هجمات نووية استباقية ضد الخصوم"
واضافت الوزارة " في السابع من الشهر الجاري بدأت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تدريبات عسكرية تعتبر من الناحية الرسمية مخططا له ولكن في الواقع غير مسبوقة في حجمها وعدد وانواع الاسلحة المستخدمة اضافة الى نوع هذه التدريبات".
وتابعت " من الطبيعي ، كدولة معنية بهذه النوع من الانشطة العسكرية ، لايمكن الا ان تشعر جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بقلق على امنها. روسيا اعلنت غير مرة موقفها السلبي العلني ازاء مثل هذه المظاهر للضغط العسكري والسياسي على بيونيجانج".
وفي نفس الوقت ، اكدت وزارة الخارجية الروسية ان رد فعل كوريا الشمالية على الاحداث الجارية لايمكن وصفه بالمشروع ايضا.
واستطردت " نعتبر ان من غير المسموح به اصدار بيانات عامة تتصمن تهديدات بشن بعض الهجمات النووية الاستباقية ضد الخصوم. بيونجيانج يجب ان تدرك انها بهذه الطريقة سوف تصبح جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية معارضة للمجتمع الدولي وسوف تخلق اسبابا قانونية دولية لاستخدام القوة العسكرية ضدها وفقا لحق أي دولة في الدفاع عن النفس المنصوص عليه في ميثاق الامم المتحدة ".
كانت كوريا الشمالية قد هددت في وقت سابق بشن ضربة نووية استباقية احتجاجا على تشديد العقوبات الدولية وكذلك على بدء تدريبات عسكرية سنوية مشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
وفي بيان بثته وكالة الانباء الرسمية، تعهدت بيونجيانج بشن "ضربة نووية استباقية وهجومية" ضد "تدريبات الحرب النووية المكشوفة التي تهدف للتعدي على سيادة" كوريا الشمالية.
ويشارك في التدريبات العسكرية المشتركة التي تنطلق اليوم أكثر من 300 ألف جندي من القوات الكورية الجنوبية و17 ألف من القوات الأمريكية المتمركزة في كوريا الجنوبية والبالغ قوامها 28500 جندي، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية.
وقالت قيادة المناورات المشتركة إن "التدريبات تسلط الضوء على الشراكة الطويلة والدائمة والصداقة بين البلدين".
وأصدرت كوريا الشمالية تهديدات مماثلة قبل ثلاث سنوات قبل بدء المناورات العسكرية السنوية الامريكية الكورية الجنوبية.
وتقول كوريا الشمالية إن التدريبات العسكرية المشتركة هي "بروفة" لحرب نووية ضدها، بينما تقول سول وواشنطن إنها مناورات دفاعية بحتة .
فيما طالبت اليابان كوريا الشمالية بعدم اتخاذ خطوات "استفزازية" ، وذلك بعد أن توعدت الدولة الشيوعية بهجوم " شامل" ضد الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ردا على التدريبات العسكرية المشتركة السنوية الأكبر لهما على الإطلاق والتي بدأت اليوم .
ونقلت وكالة "كيودو" اليابانية للأنباء عن كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني ،يوشيهيدي سوجا، القول إن اليابان "لا يمكن أبدا أن تتسامح في أن ترتكب كوريا الشمالية أعمالا استفزازية" ردا على قرار جديد لمجلس الأمن الدولي ضد بيونج يانج وعلى التدريبات الأمريكية الكورية الجنوبية المشتركة.
وأشار سوجا بذلك إلى قرار العقوبات الذي تبناه مجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء الماضي على خلفية التجربة النووية الرابعة التي أجرتها كوريا الشمالية في كانون ثان/يناير هذا العام وأيضا إطلاق صاروخ باليستي في فبراير .
وانتقد كبير المتحدثين باسم الحكومة اليابانية أيضا كوريا الشمالية لإخفاقها في التخلي عن برامج التطوير النووي والصاروخي رغم النداءات المتكررة لذلك من جانب المجتمع الدولي.