يحيى الذهلي.. من السباحة إلى الغوص في الأعماق

مسقط - زينب الهاشمية

أحبَّ السباحة فقرر تعلم قواعدها وأصولها على أيدٍ متخصصة؛ ليصل إلى مستويات متقدمة حيث تكمن فرصة التنافس والاحتراف.

يحيى بن سعيد بن ناصر الذهلي مدرب غوص حر، شارك في عدد من المسابقات والبرامج التدريبية التي صقلت مهاراته، ويسعى إلى نشر رياضة الغوص على مستوى أوسع.. في الحوار الآتي نتعرف عليه أكثر:

حدثنا عن بداية مشوارك في هذا المجال؟

منذ الصغر ظهرت لدي هوايات عدة وأهمها كرة القدم والسباحة ولا أستغني عن أيٍ منهما. في العام 2007 تعرضت لإصابة خلع في الكتف، ومنها اعتزلت كرة القدم، ونصحني الطبيب بتقوية الأربطة، والسباحة كانت الملجأ الوحيد للتعويض، وتعلقت بالسباحة بشكل كبير وفزت ببطولات عدة، لاسيما تلك التي كانت خلال دراستي في الجامعة.

مضت السنين وفي العام 2014 تعرفت على مجموعة من الأصدقاء وتعلمت منهم أساسيات الغوص الحر، وبعد سنة كاملة في 2015 التحقت بدورة تدريبية للمستوى الأول مع المدرب القدير يحيى الهوتي والذي يرجع له الفضل الكبير لانتشار هذه الرياضة في السلطنة، وكانت بداية المشوار.
وتابعت التدريبات والتمارين والآن أصبحت مدرب غوص حـــــــر بعد التدريب بإشــــراف مدرب المدربين الكـــــابتن يعرب باشــــراحيل من المملكة العربية السعودية.

ماذا يعني مفهوم الغوص الحر؟

هناك نوعان من الغوص، الغوص بمعدات الأكسجين وما يعرف بغوص السكوبا. والنوع الثاني هو الغوص الحر والذي يتمثل بالغوص بدون معدات الأكسجين، وهو الغوص بنفس واحد لأعمق نقطة ثم الرجوع لسطح البحر، وذلك فقط عن طريق حبس النفس في الرئة.
ويشمل الغوص الحر تخصصات عدة، منها الغوص بالوزن الثابت، والوزن المتغير، والغوص دون زعانف، وعن طريق شد الحبل.

والحديث يطول عن باقي التفاصيل.

لأي عمق يستطيع الغواص أن يصل؟

ليست هناك حدود للأعماق التي يمكن للغواص الحر بلوغها، فسنوياً تقام بطولات على مستوى العالم، والأرقام في تقدم مستمر آخرها كان بلوغ عمق أكثر من 130 متراً، والتحدي متواصل.

ما هي المدة التي يمكن أن يحبس الغواص أنفاسه فيها تحت الماء؟

حبس النفس يختلف مع الحركة وبدون حركة. بمعنى أن جسم الإنســـــــان كل ما بذل طاقة وجهداً بدنياً بإمكــــــانه أن ينهــــك الجسم سيقل حبس النفس، والعكــــس صحيـــــــح، وهذا يعدّ تخصصـــــاً ومـــــــن أهم العـــــــوامل التي يعتمد عليهــــا الغواص.

والرقم المعتمد في موسوعة جينيس للأرقام القياسية هو 11 دقيقة و54 ثانية لبطل العالم برانكو بيتروفتش من دولة صربيا.

هل هناك اشتراطات معينة للمنتسب لهذه الهواية؟

يشترط للراغبين في الالتحاق في الدورات التدريبية هو تمكنه من السباحة، وأن يكون لائقاً طبياً ولا يعاني من مشاكل في الأذن أو الرئة كالربو.

ما هي مراحل التدريب التي يمر بها الشخص؟

يجري التدريب بالالتحاق بأحد مراكز الغوص الحر والتدرج بالمستويات ومتابعة التدريبات، لكون الرياضة تتطلب الاستمرار والممارسة.

في دورات الغوص الحر يتعلم الطالب الكثير من المعلومات النظرية وهي الأهم، إذ يتطرق الجانب النظري إلى فهم ما تحت سطح البحر من مخلوقات وكيفية التعامل معها، كون أن الإنسان يعدّ دخيلاً لعالم آخر تماماً. ويتعلم عن فسيولوجية جسم الإنسان.
وهنا يطول الحديث عن هذا الجانب لفهم كيفية عمل كل عضو من أعضاء جسم الإنسان.
ويتعلم أيضاً طريقة التنفس الصحيح. وجلسة تمارين الإطالة.
ولا ننسى أهم باب وهو مبدأ السلامة أولاً. وعند دخول الشخص للغـــــوص الحر يتطلع لاختبار قدراته بالنزول للأعماق وحبس أنفاسه وتسجيل أرقام وكسرها مع الوقت.

هل قمت بالغوص في مناطق أخرى غير السلطنة؟ وكيف وجدتها؟

نعم، وصلت لأكثر من مكان، وأفضلها لدي هي المملكة العربية السعودية. في البحر الأحمر لما يحتويه من رؤية كريستالية تصل في بعض الأحيان إلى خمسين متراً.

ولما تمتلكه السعودية من انتشار واسع لرياضة الغوص الحر، والالتحام بخامات قوية ومشـــــــاركة الخبرات الخليجية في هذا المجال.

هل واجهت أية صعوبات أو تعرضت لمخاطر؟

لا أسميها صعوبات، ولكن هو تحدٍ للذات بمواصلة ومتابعة التدريبات وتحقيق أرقام مشرفة لي وللبلد الغالي.

حدثنا عن إنجازاتك الشخصية والأرقام التي حققتها في هذه الرياضة؟

شاركت ببطولة فزاع للغوص الحر لسنتين على التوالي، في 2016 أحرزت المركز الخامس خليجياً كأول مشاركة لي بوقت وقدره 4:56، وفي 2017 أحرزت المركز السادس بوقت وقدره 4:52.

أما على الصعيد الشخصي فسجلت في حبس النفس رقماً وقدره 6:20. وفي غوص الأعماق عن طريق شد الحبل، سجلت 44 متراً بنفس واحد وذلك في بداية 2018 في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.

ما هو طموحك في الفترة المقبلة؟

طموحي هو انتشار هذه الرياضة بشكل واسع، والاعتراف برياضة الغوص الحر من قبل وزارة الشؤون الرياضية، واحتضان كل من يمارس هذه الرياضة، فقد حققنا الكثير من البطولات وأهمها بطولة فزاع للغوص الحر.
ولدينا مركز الدولفين للسباحة والغوص الحر، والذي يحتوي على عدة برامج للسباحة والغوص الحر.