مسـندم بوابة الاستثمار السياحي

مؤشر الثلاثاء ١٧/أبريل/٢٠١٨ ٠٣:٥٣ ص
مسـندم بوابة الاستثمار السياحي

مسقط-
شهدت محافظة مسندم نموا سياحيا ملحوظا العام الفائت، فيما بلغ إجمالي عدد زوار ميناءي خـــصب ودبا حوالي 170 ألفا و37 ســائحا، مقارنة بـ 161 ألفا و84 سائحا في العام السابق 2016، وبنسبة نمو تجاوزت 5.3%.

ويأتي الإقبال السياحي النامي نظراً لما تملكه المحافظة من مقومات سياحية متنوعة تجمع بين الجبال الشاهقة ومياه البحر العميقة وشواطئها الصخرية والرملية، التي شكلت على امتداد سواحلها سلسلة من الأخوار المائية الجميلة وتعرج ممراتها وجزرها البحرية بتنوع أشكالها وأحجامها ومواقعها، بالإضافة إلى المواقع الأثرية التي تعكس التاريخ العماني التليد.
تعد محافظة مسندم أحد أهم الأماكن في السلطنة التي تمتلك فرصاً واعدة في الاستثمار السياحي، حيث شهدت المنشآت الفندقية نسبة إشغال ملحوظة في العام الفائت 2017، وبلغ إجمالي عدد نزلاء الفنادق والمنشآت الفندقية من نجمة إلى خمسة نجوم حوالي 128 ألفا و127 نزيلا، وهو ما يعكس الإقبال السياحي على المنتجات السياحية المتنوعة بالمحافظة، مما جذب العديد من الاستثمارات في المجال السياحي، حيث بلغت إجمالي الموافقات لإقامة المنشآت الفندقية والمنتجعات 9 موافقات لعام 2017، كما تبلغ عـــدد الشركــــات والمؤسسات السياحية العامـــــلة في المحــــافظة 26 شــــركة ومؤسسة سياحية، فيما وفر قطاع السياحي بالمحافظة 357 وظيفة للقوى العاملة الوطنية.

تطوير مستمر

وأشار مستشار تنمية الموارد البشرية موسى بن عيسى الريامي، المكلف بأعمال مدير إدارة السياحة بمحافظة مسندم، أن وزارة السياحة تضع محافظة مسندم ضمن أولوياتها في التطوير والتنمية السياحية المستدامة وفقا للاستراتيجية العمانية للسياحة والاستراتيجية الشاملة للتنمية الاقتصادية والمخطط الشامل لمحافظة مسندم، ومع الشركاء في القطاع الخاص، كما تم طرح عدد من الأراضي السياحية للاستثمار السياحي في المحافظة بالإضافة إلى إعداد المخطط السياحي العام لمحافظة مسندم الذي يأتي كأحد نتائج الاستراتيجية العمانية للسياحة والذي يهدف إلى:
تطوير مناطق التجمعات السياحية لإيجاد مشاريع وخدمات سياحية متنوعة لزيادة كفاءة التشغيل من خلال: حصر المواقع السياحية والوضع العام للمواقع وصياغة المرتكزات الرئيسية وتخطيط تلك المواقع واستخدامات الأراضي وخطة احتياجات الاستثمار وخارطة الطريق لتنفيذ الجوانب الاستثمارية.
وفي مجال الترويج السياحي، أشار الريامي إلى أن المحافظة حظيت بنصيب وافر من الترويج السياحي بفضل الجهود المتواصلة للمختصين بالمديرية العامة للترويج السياحي بالوزارة حيث أن الخطط والبرامج الترويجية تعتمد على الترويج للسلطنة كحزمة متكاملة من جانب بالإضافة إلى الترويج لكل محافظة بحسب مقوماتها ومنتجاتها ومواسمها السياحية، وبالتالي يتم الترويج لمحافظة مسندم كجزء من الكل وكجزء متميز بمقوماته أيضا من خلال القنوات الترويجية للوزارة وفي مختلف الفعاليات المحلية والإقليمية والعالمية. ناهيك عن الفعاليات السياحية التي تنظمها الوزارة بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية من اجل تعزيز الأهداف الرامية إلى زيادة الوعي السياحي بين أفراد المجتمع وتشجيع السياحة الداخلية.

سياحة المغامرات

وأكد الريامي على أن المحافظة تتميز بوجود الطريق الممهد الذي يصل بين ولاية خصب وولاية دبا مرور بجبل حارم ووادي خب الشامسي، والذي يعطي فرصة كبيرة لتوافد السياح وخاصة لهواة سياحة المغامرات حيث تعد المنطقة بين جبل حارم ووادي الخب مقصدا سياحيا جذابا لهواة المغامرات والتسلق والاستكشاف، لذا قامت وزارة السياحة بعمل دراسة لتنفيذ عدد من أنشطة سياحة المغامرات في المحافظة، وتعاقدت مع إحدى الشركات لتنفيذ وتطوير عدد من أنشطة سياحة المغامرات أبرزها: مشروع تطوير عدد (6) إلى (8) مسارات ومماشي جبلية، ومشروع تطوير مسار وممشى خليج عمان (عبور البرزخ)، ومشروع تطوير موقع التسلق بالجبال فيا فيتارا (via ferrata)، بالإضافة إلى مشروع تطوير مسارات الدرجات الجبلية.

السياحة التراثية

وأشار إلى أن السياحة التراثية هي أحد المكونات الرئيسية والمنتجات السياحية في محافظة مسندم، حيث تمتلك المحافظة العديد من المواقع الأثرية والتراثية، التي شهدت إقبالا كبيرا، حيث بلغ إجمالي عدد زوار القـلاع والحصون في المحافظة حوالي 30 ألفا و628 سائحا في العام المنقضي، وهو ما نسبته 10%من زوار القلاع والحصون على مستوى السلطنة، حيث تزخر المحافظة بوجود معالم تراثية تحكي قصصا تاريخية عبر العصور الماضية، وتتعدد تلك المعالم بين القلاع والحصون والأبراج والآثار، إذ تضيف تلك المعالم مقومات سياحية تكمل به عقد التنوع السياحي بالمحافظة.

ففي ولاية خصب توجد العديد من المعالم التاريخية والأثرية، أبرزها حصن خصب وحصن الكمازرة وبرج السيبة وبرج كبس القصر ومنطقة الطوي بقرية قدا وجزيرة مقلب (التلغراف) وحفريات جبل حارم، وفي ولاية بخاء يوجد حصن البلاد أو حصن بخاء وحصن القلعة ومسجد الجامع الأثري وبرج المربعة وبرج القشة وآثار منطقة الجدة بقرية غمضاء، كما يوجد بولاية دبا حصن دبا (السيبة) وحصن الغزاير قلعة سبطان والمقبرة التاريخية المسماة بمقبرة أمير الجيش وموقع سيح الدير الاثري، وفي ولاية مدحاء تكثر النقوش الصخرية في عدة مواقع متفرقة وهي عبارة عن رسومات وكتابات تعود الى ما قبل الإسلام، ومواقع أثرية ترجع الى العصر الحديدي المسمى بمخازن الجهل، وهنالك أيضا عدة أبراج تاريخية في الأنظار والغونه وحجر بني حميد، بالإضافة إلى متحف محمد بن سالم المدحاني.

السياحة الطبيعية

وقال موسى الريامي: إن محافظة مسندم تمتلك العديد من الشواطئ الصخرية والرملية البيضاء الناعمة كشواطئ بصه وحيوت بولاية خصب وشواطئ حل وطبيب والسيفة الطويلة بولاية بخاء وشواطئ السوت وزغي والسحمة بولاية دبا، كما تنتشر واحاتها في قمم الجبال وبطون الأودية، مشكلة منتزهات خضراء جميلة كمنتزهات الخالدية والسي والصحاصح والروضة بولاية خصب والأفلاج والعيون المائية العذبة الدائمة والموسمية كعيون السي والمحل والمحاس وعين الرحيبة ووادي خن بولاية خصب وعين الثوارة وعين لو بولاية بخاء وعين السقطة بولاية دبا وافلاج العاضد والمعترض والشريكي والداير وحجر بني حميد بولاية مدحاء.
ويعد جبل حارم أحد المعالم الطبيعية الفريدة في محافظة مسندم، والذي يقع في خصب ويرتفع عن سطح البحر ب 1600 متر، ويصل ارتفاع أعلى قممه الى 2087 مترا فوق سطح البحر، تكسوه الثلوج في أيام معدودة بفصل الشتاء في سنوات متفرقة ويكون الطقس معتدل البرودة في باقي أيام.
وينتشر في مياه محافظة مسندم عدد كبير من الجزر البحرية السياحية، وابرز تلك الجزر هي جزيرة ام الغنم وجزيرة سلامة وبناتها وجزيرة الخيل وجزيرة مسندم وجزيرة ام الطير وجزيرة التلغراف وجزيرة ام الفيارين وجزيرة السوداء وجزيرة ابو مخالف، ولكل جزيرة تميز منفرد عن قريناتها فعلى سبيل المثال فإن جزيرة ام الطير الواقعة بالجهة الشرقية للمحافظة وتسمى أيضاً جزيرة البيض جاء اسمها من كثرة الطيور البحرية المهاجرة التي تتخذها مقر للتعشيش بها حيث تعتبر محمية طبيعية لتلك الطيور وخاصة طيور الخرشنة وهي مدرجة ضمن المحميات الطبيعية بموجب تقرير الاتحاد الدولي لصون الطبيعة لعام 1986.

الرحلات البحرية

وقال أحد أصحاب الشركات والقوارب التراثية السياحية عبد الفتاح الشحي: إن ابرز المنتجات التي تجذب السائح لمحافظة مسندم هي رحلة القوارب التقليدية، التي تنطلق من الميناء إلى مضيق خورشام، وتجوب خلالها الجزر العمانية ذات الطبيعة الساحرة، ويشاهد السائح الدلافين في العصر، ويتوقفون للسباحة وللغوص السطحي لمشاهدة الأسماك والشعاب المرجانية الفريدة، والتخييم في أحد الشواطئ التي تزخر بها جزر مسندم، ومشاهدة غروب الشمس وبزوغها بين الجبال، كما يتاح للسياح زيارة القرى المحلية، المنتشرة بين الجبال والواحات المتفردة.