حلقة عن مكافحة التجارة غير المشروعـة بأسماك القرش

بلادنا الثلاثاء ١٧/أبريل/٢٠١٨ ٠٣:٣٨ ص
حلقة عن مكافحة التجارة غير المشروعـة بأسماك القرش

مسقط -
نظمت وزارة البيئة والشؤون المناخية وبالتعاون مع الصندوق الدولي للرفق بالحيوان- مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (IFAW)، صباح أمس الاثنين حلقة عمل إقليمية حول مكافحة التجارة غيـــر المشروعـــة بأسماك القرش وتطبيق اتفاقية سايتس، وذلك برعاية وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية سعادة نجيب بن علي الرواس، وبحضور عدد من المسؤولين والخبراء بالمنظمات الدولية المعنية.

وتهدف الحلقة التي تم تنظيمها بفندق سيتي سيزون بالخوير والتي تقام على مدى 3 أيام إلى تزويد المشاركين بالمعرفة والمهارات اللازمة للتعرف على أسماك القرش بالمنطقة العربية وتحديد المخاطر والتهديدات التي تتعرض لها وتطبيق اتفاقية سايتسو.
وأكد راعي الحفل سعادة نجيب بن علي الرواس أن الاهتمام والمحافظة على البيئة ومواردها الطبيعية وما بها من حياة فطرية يعد واجباً فرضه الله تعالى على البشرية، وقد قضت حكمة الله تعالى في توظيف المخلوقات لخدمة بعضها البعض بحيث يؤدي كل منها الوظيفة المقدرة له لاستمرارية الحياة وحفظ التوازن البيئي على هذا الكوكب.
وأشار مدير عام صون الطبيعة المهندس سليمان بن ناصر الأخزمي في كلمة الوزارة إلى أن الحياة الفطرية في السلطنة تحظى باهتمام خاص من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- وحكومته الرشيدة، حيث إن إنشاء العديد من المحميات الطبيعية البرية والبحرية وصدور المرسوم السلطاني رقم (6/2003) الخاص بقانون المحميات الطبيعية وصون الأحياء الفطرية ما هو إلا ترجمة للاهتمام السامي بمجال حماية الحياة الفطرية وصون الموارد الطبيعية. إن علينا جميعا تقع مسؤولية ضمان استخدم الموارد الأحيائية البرية والبحرية بصورة مستدامة من أجل مصلحة الأجيال الحاضرة والمستقبلية.
واختتم الأخزمي كلمته بالقول نحن على ثقة تامة أن هذه الحلقة التدريبية ستحقق الأهداف المرجوة منها نظرا للخبرة والمعرفة المتراكمة التي يتمتع بها المحاضرون في هـــذا المجال والتي لا شك أنها ستؤدي إلى بنـــاء قــدرات المشاركين وتعريفهم بأفضل السبل المتبعة للتعرف على أنواع أسماك القرش المدرجة في ملاحق الاتفاقية والاتجار غير المشروع بها والإجراءات المتعلقة بتنفيذ اتفاقية سايتس.
من جانبه قال مدير البرامج بالصندوق الدولي للرفق بالحيوان- مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا د. أكرم عيسى درويش: تتعرض الأحياء البحرية ومن بينها أسماك القرش لضغط صيد متزايد حول العالم مما أدى إلى استنزاف مجموعات من هذه الكائنات التي تمثل ثروة طبيعية للكثير من دول العالم. إن الأخطار التي تتعرض لها الأحياء البحرية، وخاصة أنواع من أسماك القرش تستدعي منا جميعاً الوقوف عند هذه المشكلة وأسبابها ووضع الحلول لها. إن صيد أكثر من 70 مليون سمكة قرش سنوياً على مستوى العالم بات أمراً لا يخفى على أحد، بل يعلم الجميع أهم مناطق الصيد والأسباب الكامنة وراء عمليات الصيد المكثفة وأهم مناطق الاستهلاك بالعالم. إنه من المعروف أن الكثير من أنواع أسماك القرش تحتاج لعدة سنوات لتبلغ مرحلة النضوج وعند بلوغها فإنها تنتج عددا محدودا من الصغار بالمقارنة بالأنواع الأخرى من الأسماك مما يجعل الصيد الجائر ذا تأثير سلبي كبير على فرص بقاء هذه الأنواع.
وأوضح مدير البرامج بالصندوق الدولي بأنه خلال السنوات القليلة الفائتة بدأ يظهر إلى العيان اتفاق دول العالم حول الأنواع النباتية والحيوانية الفطرية المهددة بالانقراض (سايتس) والخطورة التي تتعرض لها أسماك القرش وأهمية حمايتها فتم إدراج سبعة أنواع من أسماك القرش على الملحق الثاني للاتفاقية في مؤتمر 2013م، وفي مؤتمر 2016م لتُمنح درجة من الحماية من خلال تنظيم صيدها والاتجار بها دولياً وهي سابقة غير عادية في هذا المجال. كما يجدر بنا الإشارة كذلك إلى أن أنواعا كثيرة من أسماك القرش هي أسماك مهاجرة مما يجعل مسألة المحافظة عليها رهناً بالتعاون الدولي ووضع الآليات اللازمة لحمايتها من خطر الانقراض خلال مسارات هجرتها. وأدرجت اتفاقية الأنواع الحيوانية المهاجرة (CMS) حتى الآن 28 نوعاً من أسماك القرش والمانتا على قوائمها لحمايتها كأنواع مهاجرة.
وأشار د. أكرم درويش إلى أن هذا الموضوع وما يحمله من بعد دولي وإقليمي يجعلنا نرى أن التعاون الإقليمي والدولي هو السبيل لإنقاذ هذه الأنواع، فمسؤولية المحافظة على الطبيعة والأنواع، وبخاصة الأنواع البحرية، ليست وقفا على دولة معينة أو مسؤولية منطقة بعينها بل هي مسؤولية الجميع حول العالم. وليكن هذا اللقاء فرصة يستفيد منها الجميع بما تقدمه هذه الحلقة التدريبية من معلومات وفرصة لتبادل المعلومات بين الجهات المعنية المختلفة ووضع مقترحات وطرح أفكار وتوصيات تهدف للمحافظة على أسماك القرش خاصة والأحياء البحرية الأخرى في المنطقة العربية.