جدول دورينا..استمرار الدهشة

الجماهير الاثنين ١٦/أبريل/٢٠١٨ ٠٣:٣٠ ص

لم يعد لنا في الوسط الكروي هذا الموسم من حديث سوى الحديث عن جدول الدوري الذي أصاب الجميع بالغرابة والدهشة منذ أن صدر في بداية الموسم وحتى اللحظة فهو العجب العجاب الذي سيظل في ذاكرة جميع المهتمين بكرة القدم العمانية..هذا الجدول العجيب أيامه الفعلية التي تشهد المباريات لا يوازي نصف أيام التوقفات التي حدثت، والتي كانت واقعاً مفروضاً رغم كل المبررات التي قيلت لنا..لم يسبق لنا أن عرفنا مسابقة للدوري في هذا العالم تقام جميع مباريات كل جولة في يوم واحد ورغم ذلك نحن لعبنا فقط ثلاث جولات في الدور الثاني أي أنه أمامنا عشر جولات سنلعبها في ظرف أيام بسيطة حتى نهاية مايو المقبل.. وكما تعلمون أغلب الدوريات الخليجية على الأقل انتهت أو ستنتهي بعد أيام وظروفهم لا تختلف عن ظروفنا في كل موسم.. هم أيضا معهم مسابقات محلية متعددة وتشارك أنديتهم في المسابقات الآسيوية وتشارك منتخباتهم في البطولات الآسيوية بل إن المنتخب السعودي سيشارك في مونديال روسيا بعد شهرين والدوري انتهى يوم الخميس الفائت..نحن مختلفون هذا الموسم وما يحدث يجب أن توثقه موسوعة جينيس لأنه لا يوجد دوري في هذا العالم بهذه الدهشة التي نراها معنا.. وما زاد الطين بلة مؤخراً قيام رابطة دوري المحترفين بإجراء تعديلات في جدول الدوري للجولات الثمان التي ستقام في شهر مايو المقبل وحسب ما عرفنا بسبب عدم توفر الملاعب التي تخضع في الأصل لمسؤولية وزارة الشؤون الرياضية..الرابطة تريد أن تلعب جميع المباريات في يوم واحد وبالتالي عليها توفير سبعة ملاعب وكان الجدول السابق يشير إلى إقامة بعض المباريات في ملعبي السعادة والشرطة لكن يبدو أن الوعود لم تتحقق والآمال أكبر من الواقع. نعلم بأن توفير الملاعب أمر مقلق لمنظمي الدوري لأنهم لا يملكون قرارها لكن هذا الشيء لا يعطي الرابطة الحق في تعديل حتى نظام ترتيب المباريات لبعض الأندية فهذا خارج نطاق العرف الكروي الذي يعلمه القاصي والداني..نحن نعرف أن مباريات الدور الثاني تكون عبارة عن الوضع المقلوب لمباريات الدور الأول ومن غير المعقول أن يتغير ترتيب مباريات النادي بحجة عدم توفر الملاعب فهذا وضع يصل إلى مرحلة اللامبالاة وعدم تقدير لقيمة المسابقة ولا الأندية المشاركة.. ثم ما ذنب مثلا أندية محافظة ظفار أن تلعب المباريات الأربع الأخيرة في الدوري خارج ملعبها ونحن في شهر رمضان المبارك وأخص بالذكر نادي ظفار حيث الفريق سيقضي النصف الأول من شهر رمضان في مسقط لكي يلعب مبارياته الأربع مع صحم وعمان وصحار والمضيبي؟!!

أي منطق يقبل بهذا الحال العجيب وأي كرة قدم نرجوها من هذا الوضع المتهالك؟

أين خططكم التطويرية وأين خبير المسابقات في الاتحاد الذي يكلف الموازنة آلاف الريالات شهريا؟! نحن أمام مشهد مأساوي لمسابقاتنا المحلية لم نراه سابقاً منذ أن عرفنا الدوري العماني رغم تلك الظروف الصعبة التي مر بها..ولا أبرئ الأندية مما يحدث فهي مساهِمة في هذا الوضع وتتحمل كل هذه التبعات لأنها تبحث عن مصلحتها الخاصة واشترطت ثم وافقت على عمل لا يحقق أي هدف ولا يسجل أي مردود.