المركز الثالث للسلطنة في بطولة مناظرات اللغة العربية

بلادنا الاثنين ١٦/أبريل/٢٠١٨ ٠٢:٢٣ ص
المركز الثالث للسلطنة في بطولة مناظرات اللغة العربية

الدوحة -

حققت السلطنة ممثلة في وزارة التربية والتعليم المركز الثالث في البطولة الدولية الرابعة لمناظرات المدارس باللغة العربية والتي أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة، في الفترة من 7 إلى 11 من أبريل الجاري 2018، وقد مثلت فريق السلطنة كل من الطالبات: جمان بنت مرعي اليعقوبية من مدرسة الغالية بنت ناصر، وسالمة بنت محمد العبرية من مدرسة فاطمة بنت قيس بمحافظة الظاهرة، والطالبة أميرة بنت سعيد السعيدية من مدرسة مقنيات بمحافظة الظاهرة، وإيمان بنت هلال السكيتية من مدرسة الغالية بنت ناصر بمحافظة الظاهرة.

تهدف البطولة إلى الجمع بين المتناظرين الشباب الناطقين بالعربية وغير العربية من أوروبا وأمريكا الشمالية وإفريقيا والشرق الأوسط، وآسيا الوسطى، وتعد المناظرات العالمية فريدة من نوعها من حيث السماح للناس من مختلف أنحاء العالم مع خلفياتهم المتنوعة لفهم وجهة نظر الآخر. وقد استقبل فريق السلطنة المشارك عند وصوله مطار مســـــقط الدولي كل من عضو مجلس الشورى ممثل ولاية عبري سعادة سلطان بن ماجد العبري، والمدير العام للمديرية العامة للبرامج التعليمية بوزارة التربية والتــــعليم علي بن جابر الذهلي وعدد من مسؤولي الوزارة ومديريات الوزارة بالمحافظات.

الرغبة في البحث

وفي هذا السياق تحدث خميس بن سعيد السيابي رئيس قسم بدائرة الأنشطة التربوية بالوزارة ومدرب الفريق فقال: الحمد لله على هذا الإنجاز في ثالث مشاركة لنا حيث حصلنا ولله الحمد في البطولتين السابقتين مراكز متقدمة كأفضل متحدثين ولكن الإنجاز الأهم هو حصولنا كفريق على المركز الثالث في هذه البطولة من بين 50 فريقا تمثل 49 دولة حول العالم، وقد أعددنا برنامجا تدريبيا مكثفا وبمتابعة مستمرة مني كمدرب ومن المختصين في المحافظة ومن إدارات المدرسة، إضافة إلى جهود الطالبات ورغبتهن في البحث عن المعلومة وحماسهن في خوض هذه البطولة وتمثيل بلدهن من خلالها فكانت كلها عوامل مساعدة في الحصول على هذه النتيجة.

أفكار وخبرات

وأضاف: المشاركة تعني لنا الكثير من حيث حرص الوزارة على تواجد طلبتها في المحافل الدولية ورفع اسم السلطنة عاليا وإبراز ما يتمتع به طلبة السلطنة من قدرات وإمكانيات ومواهب تعكس الجهود التي تبذل من قبل القائمين عليها. وبطبيعة الحال فان المشاركات في مثل هذه البطولات تعني أيضا تطوير مهارات الطلاب وإكسابهم الكثير من الأفكار والخبرات والمعلومات نتيجة التقائهم وتنافسهم مع نظرائهم من مختلف دول العالم.

نشر المناظرات

وفيما يتعلق بالطموحات في هذا المجال، فقد قال: نظرا لما لهذه المناظرات من أهمية في إكساب الطلاب تقديم الحوار المتحضر والجدال القائم على المنطق والحجة والبرهان ومبدأ حسن الاستماع وتقبل الرأي والرأي الآخر والتعمق في البحث عن المعلومة المتعلقة بالمواضيع للقضايا المطروحة، عليه فإن الطموحات تنصب في نشر هذا النشاط بين أكبر عدد من الطلاب وإقامة المسابقات والبطولات على مستوى الوزارة والمحافظات ما يساعد في تمكين الطلاب في هذا المجال ويساعد في تكوين قاعدة بيانات للطلبة المجيدين في هذا الجانب للمشاركة في البطولات الدولية والإقليمية.

إبداعات الطلبة

وقالت مساعدة مديرة مدرسة الغالية بنت ناصر صفية بنت خميس الصارخية: تعد هذه البطولات والمسابقات حافزاً يثير إبداعات الطلاب والطالبات وينمي الإبداع لديهم ويرضي طموحاتهم المتوقدة، كما أن لها تأثيرا جوهريا في صقل شخصية الطالب وتزيد من ثقته بنفسه ما يدفعه للمشاركة في العديد من المحافل الإقليمية والدولية، ومن ناحية أخرى فإن المناظرات الطلابية أنتجت جيلا مثقفا وواعيا لكل المستجدات والأحداث التي تدور في العالم، وقد كانت المنافسة راقية وتنم عن وعي واحترام لكلا الطرفين واتسمت بالحوار الهادف والثقافة العالية والاتزان المطلوب ما يؤكد وعي الطلاب بأساسيات المناظرة ومبادئها، وعن طموحي فأنا ارتجي من المولى أن أتمكن من نشر ثقافة المناظرات في مدارسنا في السلطنة بحيث يُشرك جميع الطلاب فيها ولا تقتصر على فئة محددة من الطلاب؛ لأنها بالفعل تنتج جيلا مثقفا وواعيا ومطلعا.

أسلوب حياة

وقالت الطالبة إيمان بنت هلال السكيتية من مدرسة الغالية بنت ناصر: مشاركة موفقة جداً والحمد لله كُللت بالنجاح والتوفيق، كلنا شرف وفخر بما وصلنا إليه وهذا إن دلّ على شيء فهو يدل على طموح الشباب العماني وإبداعهم، كما أن استفادتنا من هذه البطولة عظيمة لأنها أثبتت بأن للشباب صوتا لا بد أن يسمع وهم اليوم متناظرون و غدا قادة المستقبل، ونسعى لأن ينتشر فن المناظرات إلى أكبر شريحة ممكنة من الناس و ذلك لأنها أسلوب حياة وفن راق لابد من إجادته واستخدامه في حياتنا، ونتمنى كذلك بأن يبتعد الناس عن السطحية في القضايا بهذا الفن وبالتالي ينظرون إلى كل شيء بعمق ويحددون موقفهم واختياراتهم وفقا لذلك.

ثقافة الحوار

أما جمان بنت مرعي اليعقوبية فقالت: مشاركتنا كممثلين للسلطنة في هذا المحفل الدولي الراقي الذي تجتمع فيه كثير من الدول من مختلف بقاع الأرض كانت شرفا لنا، وزادنا شرفا حصولنا على المركز الثالث ورفع اسم عمان عاليا في هذه البطولة الدولية العالمية، وعندنا تلتقي الثقافات المختلفة فإن ما نخرج به أولا هو توسيع المدارك وتبادل الأفكار، كما أن لهذه البطولة دورا في رفع مستوى ثقافة الحوار البناء لدينا وصقل شخصياتنا ومهاراتنا اللغوية والحوارية والتعاطي مع القضايا بمنطقية بعيدا عن العشوائية والنظر لها من زوايا مختلفة.

تقبل الاختلاف

وقالت سالمة العبرية: إنه لفخر كبير أن نشارك في هذه البطولة الدولية والتي تحوز برأيي على العالمية والجدارة حيث تمثل لي هذه البطولة نقطة انطلاقة لإحياء الفكر والمنطق والبناء والنقد وهي بالنسبة لي الحافز والمشجع للاستمرار في سبيل تطوير فن المناظرة، وقد خرجنا بفوائد عدة وإيجابيات جمة منها: تعزيز مستوى الحوار المنطقي، والارتقاء بمكانة اللغة العربية، إضافة إلى تقبل الاختلاف واحترام الرأي والرأي المخالف، واتخاذ المناظرة أسلوب حياة قائما على التفاهم، وهدفنا الذي نسعى لتحقيقه أن ننشر فكرة التناظر وفكرة تقبل الآخر، وأن نلتحق في القادم من الأيام بأعضاء نخبة فريق مناظرات عمان لنصل إلى عضوية أكاديمية النخبة في مركز مناظرات قطر مستقبلا ونصبح لعمان ما تتمناه فينا.

ثقافات متنوعة

من جانبها قالت أميرة سعيد السعيدية: هذا الفوز أعده إنجازا كبيرا كون المسابقة لم تكن بالسهلة والحصول على المركز الثالث بين أكثر من خمسين دولة مشاركة يعتبر فخرا وتشريفا لنا، فمن خلالها تعرفنا على ثقافات مختلفة تؤمن بالاختلاف في الرأي وتقتنع بالحوار السليم، ونتمنى أن تكون ثقافة المناظرات عبارة عن فن يدرس في المدارس قبل الجامعات وأرى أن المناظرات سيكون لها مجال كبير في الأيام المقبلة بإذن لله كونها تنشئ جيلا مثقفا يتقبل الاختلاف في الرأي ويستمع للآخرين ثم يقنعهم برأيه بالطريقة السليمة.