القاهرة- خالد البحيري
فعاليات جديدة ومبتكرة ينظمها نادي الطلبة العمانيين في القاهرة بالتعاون مع الملحقية الثقافية للاحتفاء بالموروث الثقافي للسلطنة وتعريف الطلاب بالجامعات المصرية بما تزخر به عُمان من بيئات متنوعة وموروث حضاري ضارب في عمق التاريخ.
وفي رحاب جامعتي بنها بمحافظة القليوبية وجامعة الإسكندرية (200 كيلو متر شمال القاهرة) حضرت الحلوى العمانية والقهوة، وتزينت الطرقات بالملابس التقليدية لأبناء السلطنة، والذين استقبلوا الآلاف من زملائهم في الخيام التقليدية ليطلعوا على العديد من الصور الفوتوغرافية والمقتنيات التقليدية العمانية مثل الخنجر العماني ومجسمات مصغرة للسفن التي تسطر فصلا مهما من تاريخ ملوك البحار والمحيطات.
واكتسى المكان بألوان العلم العماني الزاهية، مما أضاف نوعا من الهيبة للفعالية خاصة وأن صور حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه - كانت تتوسط المشهد لتعطي لجميع الطلاب والأساتذة لمحة عن حياة حاكم يعشقه شعبه، ويبذل فوق طاقته من أجل الارتقاء ببلده والابتعاد بها عن الصراعات والخلافات التي تعصف بالمنطقة لتتحول عُمان في عصره إلى عاصمة للأمن والأمان والاستقرار.
الابتسامة النابعة من قلوب الطلاب العمانيين وهم يستقبلون أشقاءهم المصريين كانت كفيلة لأن تعطي انطباعا للجميع بكرم الضيافة وحسن الأخلاق والمعاملة والسماحة التي تتميز بها الشخصية العمانية، الأمر الذي حول معرض التراث الموروث واليوم الثقافى العماني إلى ما يشبه التظاهرة الحاشدة في حب أرض الخير والسلام، وحاكمها العظيم.
الطلاب المصريون الذين التقت بهم «الشبيبة» عبروا عن عميق امتنانهم لهذه الفعاليات التي توثق المحبة بين الشعوب وتعرّف بحضارة وثيقة الصلة بالحضارة المصرية على مر التاريخ، وتكشف لمن لم يحالفه الحظ لأن يرى السلطنة على الطبيعة أن يتعرف إلى مورثها الحضاري والثقافي وعادات أهلها وتقاليدهم.
وقال محمد عبد السلام الطالب بالسنة الرابعة بكلية الآداب: "من أجمل المناسبات التي مرت علينا في هذا العام. شعب طيب ودولة تستحق منا مزيد من التعرف عليها وعلى تفاصيل الحياة بها".
وتمنت الطالبة فكرية محسن من كلية الطب أن تتاح لها الفرصة لزيارة السلطنة والتمتع بجوها الرائع وزيارة المناطق الطبيعية خاصة في مسقط وصلالة وأن تقوم بجولة في صحاري رمال محافظة الشرقية التي حدثتها عنها إحدى زميلاتها القادمات من السلطنة، "قالوا لنا إن شواطئها تشبه الفيروز وساحرة وممتدة بطول عمان ورمالها ذهبية وحمراء وأن ملابس أهلها بيضاء كما هي قلوبهم".
وفي الإسكندرية حيث عروس البحر الأبيض المتوسط ووسط أجواء معتدلة تحفها أنسام الاحتفال بأعياد الربيع المصرية كان الطلاب المصريون يأتون فرادى وجماعات في شوق ولهفة لمعرفة المزيد عن حضارة عمان وتذوق طعم الحلوى العمانية واحتساء القهوة والاستماع إلى شروحات من زملائهم عن مميزات السلطنة وبيئتها المتنوعة بين الساحلية والريفية والجبلية والزراعية.
ومن المقرر أن يحط المعرض رحاله أيضا قريبا في جامعة عين شمس وسط العاصمة المصرية تعريفا بالسلطنة وخيراتها وطبيعتها الساحرة.