ضربات صاروخية على دمشق

الحدث الأحد ١٥/أبريل/٢٠١٨ ٠٢:٤٦ ص
ضربات صاروخية على دمشق

موسكو-واشنطن-دمشق-بيروت -وكالات

قالت القيادة العامة للجيش السوري في بيان نقله التلفزيون السوري إن الضربات الجوية الغربية على سوريا لن تحد من عزم الجيش على محاربة كل المتطرفين الذين ما زالوا في البلاد. فيما أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن «هذا العدوان لن يزيد سوريا والشعب السوري إلا تصميماً على الاستمرار في محاربة وسحق الإرهاب في كل شبر من تراب الوطن» مشيرا إلى أن الهجوم جاء «نتيجة لمعرفة القوى الغربية أنها فقدت السيطرة والمصداقية» وأكد الرئيس الإيراني حسن روحاني للأسد في اتصال هاتفي وقوف إيران إلى جانب سوريا. وقصفت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أهدافاً للجيش السوري قبل الفجر رداً على هجوم يشتبه أنه كيماوي الأسبوع الفائت إذ ألقت قوى غربية باللوم على الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه.

وقال الجيش السوري إن قرابة 110 صواريخ أصابت أهدافاً في العاصمة دمشق ومناطق أخرى وإن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت معظمها.

وتابع: «مثل هذه الاعتداءات لن تثني قواتنا المسلحة (الجيش السوري) والقوات الرديفة عن الاستمرار في سحق ما تبقى من مجاميع إرهابية مسلحة».
وانتقدت دمشق وحليفتاها روسيا وإيران تقارير الهجوم الكيماوي المشتبه به بوصفها ملفقة. واتهمت الحكومة السورية واشنطن بالسعي لاتخاذه ذريعة لشن هجوم. وكانت وزارة الخارجية السورية قالت في وقت سابق إن الهجوم بقيادة الولايات المتحدة «لن يؤدي إلا إلى تأجيج التوترات في العالم» ويهدد الأمن الدولي.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن مصدر مسؤول في الوزارة قوله: «هذا العدوان البربري الغاشم... لن يؤثر بأي شكل من الأشكال على عزيمة وإصرار الشعب السوري وقواته المسلحة».
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن ضرب الولايات المتحدة وحلفائها المنشآت العسكرية والمدنية في سوريا يعتبر انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي دون تفويض من مجلس الأمن.
وأكد الرئيس الروسي، أن تصرفات الولايات المتحدة الأمريكية تؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في سوريا وتثير موجة جديدة من اللاجئين. وقال الرئيس الروسي: «تصرفات الولايات المتحدة تؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في سوريا، وزيادة معاناة السكان المدنيين، سبع سنوات تعذب الشعب السوري وهذا يثير موجة جديدة من اللاجئين من هذا البلد والمنطقة ككل».
وأكدت وزارة الدفاع الروسية، أن أكثر من 100 صاروخ مجنح للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وصواريخ جو أرض استهدف منشآت عسكرية ومدنية في سوريا، وبأنه تم استهداف المنشآت السورية من قبل سفينتين أمريكيتين من البحر الأحمر وطائرات تكتيكية فوق البحر المتوسط وقاذفات « بي-1 بي» من منطقة التنف. ونفذت القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية ضربات جوية ضد سوريا في وقت مبكر امس السبت ردا على هجوم بغاز سام أسفر عن مقتل العشرات في الأسبوع الفائت في أكبر تدخل من قوات غربية ضد سوريا.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن العمل العسكري من البيت الأبيض. وبينما كان يتحدث بدأت الانفجارات تهز دمشق. وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن قوات بلديهما شاركت في الهجوم. وقال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس ورئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد إن أكثر من 100 صاروخ أطلقت من سفن وطائرات استهدفت منشآت الأسلحة الكيماوية الرئيسية الثلاث في سوريا.
ووصف ماتيس الضربات بأنها «ضربة واحدة فقط» لكن ترامب أثار احتمال تنفيذ المزيد من الضربات إذا استخدمت حكومة الأسد أسلحة كيماوية مجددا.
وقال الرئيس الأمريكي في كلمة بثها التلفزيون: «نحن مستعدون لتكرار هذا الرد ما لم يتوقف النظام السوري عن استخدام مواد كيماوية محظورة».
وتهدد هذه الضربات بزيادة التوتر في منطقة مشتعلة بالفعل لكنها لن تؤدي على ما يبدو لرد فعل عسكري من جانب روسيا وإيران. لكن رد الحكومة السورية وروسيا كان غاضبا. وقال أناتولي أنتونوف السفير الروسي لدى الولايات المتحدة على تويتر: «نتعرض للتهديد مجددا. حذرنا من أن مثل هذه الأفعال لن تمر دون عواقب».
وقالت وكالة الأنباء العربية السورية الرسمية (سانا) «العدوان انتهاك فاضح للقانون الدولي».
ولا يبدو أن الضربات سيكون لها تأثير كبير على ميزان القوة في الحرب الأهلية السورية التي دخلت عامها الثامن التي تحرز الحكومة السورية تقدما مستمرا بها ضد المقاومة المسلحة منذ تدخل روسيا لصالحها في العام 2015.

«استوعبنا الضربة»

وقال شاهد من رويترز إنه سمُع دوي ستة انفجارات على الأقل في دمشق وشوهد الدخان يتصاعد فوق المدينة.
وقال شاهد آخر إن الضربات استهدفت حي برزة في دمشق الذي يضم مركزا رئيسيا للأبحاث العلمية.
وقال مسؤول كبير في تحالف إقليمي يساند الجيش السوري لرويترز إن الحكومة السورية وحلفاءها «استوعبوا» الضربة وإنه تم إجلاء المواقع المستهدفة منذ أيام بناء على تحذير من روسيا.
وقال التلفزيون الرسمي السوري إن الدفاعات الجوية السورية أسقطت 13 صاروخا أطلقت في الهجوم الذي تم بقيادة أمريكية. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الصواريخ التي تم إطلاقها لم تدخل أي المناطق التي بها منشآت تحميها نظم الدفاع الجوي الروسية في طرطوس وحميميم. ويبدو أن الهجوم الذي نفذته أمريكا وبريطانيا وفرنسا أشد من هجوم مماثل أمر ترامب بشنه قبل نحو عام على قاعدة جوية سورية ردا على هجوم سابق بأسلحة كيماوية نسبته واشنطن للأسد.
وشملت الأهداف مركزا سوريا في منطقة دمشق لأبحاث وتطوير وإنتاج واختبار أسلحة كيماوية وبيولوجية وكذلك منشأة لتخزين أسلحة كيماوية بالقرب من مدينة حمص. كما جرى استهداف موقع ثالث قريب من حمص أيضا يضم منشأة لتخزين أسلحة كيماوية ومركزا للقيادة.
وفي إفادة لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قال دانفورد: إن الضربات الجوية التي نفذت جرى تخطيطها بحيث تقلص فرص سقوط ضحايا في صفوف القوات الروسية في سوريا.
وقال ماتيس: إن الولايات المتحدة نفذت الضربات الجوية استنادا فقط إلى أدلة حاسمة على استخدام غاز الكلور في هجوم السابع من أبريل في سوريا.
وأضاف: أن الأدلة على استخدام غاز السارين غير مؤكدة.
وقال ماتيس: إن الضربات نفذت مرة واحدة فقط لردع الأسد عن «تكرار ذلك». وقال مسؤولون أمريكيون إن ماتيس حذر من قبل أثناء نقاشات بشأن التدخل في سوريا من أن الهجوم قد يهدد بمواجهة مع روسيا إذا كان كبيرا جدا.
لكن مسؤولاً أمريكياً مطلعاً على التخطيط العسكري قال: إنه قد يكون هناك المزيد من الضربات الجوية إذا أكدت المخابرات أن الأسد لم يتوقف عن تصنيع أو استيراد أو تخزين أو استخدام أسلحة كيماوية بما في ذلك غاز الكلور المستخدم في أغراض عسكرية.
وأقر المسؤول بأن هذا قد يستلزم المزيد من الوجود الجوي والبحري الأمريكي المستمر في المنطقة إضافة إلى مراقبة مكثفة بالأقمار الصناعية وغيرها لسوريا.

ترامب لا يزال يريد الخروج

رغم الهجوم الذي نُفذ اليوم لا يحبذ ترامب التدخل العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط ويريد سحب قرابة ألفين من أفراد القوات الأمريكية من سوريا المشاركين في الحرب على تنظيم داعش
لكن الضربات الجوية تهدد بتورط الولايات المتحدة أكثر في الحرب السورية لا سيما إذا قررت روسيا وإيران والأسد الرد. وقال ترامب في خطابه الذي استغرق ثماني دقائق: «لا تسعى أمريكا لوجود لأجل غير مسمى في سوريا بأي حال».
وأضاف: «الهدف من تحركاتنا هو ترسيخ ردع قوي ضد إنتاج ونشر واستخدام أسلحة كيماوية». ووجه الرئيس الأمريكي، الذي حاول بناء علاقات جيدة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، انتقادات حادة ولاذعة لروسيا وإيران بسبب دعمها للأسد.
وقال ترامب: «بالنسبة لإيران وروسيا أتساءل: ما نوع البلد الذي يريد أن يكون مرتبطا بالقتل الجماعي للرجال والنساء والأطفال الأبرياء».
وقالت ماي إنها فوضت القوات المسلحة البريطانية «لتنفيذ ضربات منسقة ومحددة لتجريد النظام السوري من قدرات الأسلحة الكيماوية». ووصفت الهجوم بأنه «ضربة محدودة وموجهة بدقة» وتهدف لتقليل الخسائر البشرية بين المدنيين.
وقال ماكرون: «لا يمكننا التسامح تجاه استخدام أسلحة كيماوية».
قال مسؤول رفيع في التحالف الإقليمي المؤيد لسوريا في الحرب السورية إن الهجوم الذي قادته الولايات المتحدة على سوريا سيعتبر «محدودا» إذا لم تقع جولة ثانية من الضربات. وقال المسؤول لرويترز: «إذا كان قد انتهى ولن تحدث جولة ثانية فسيعتبر محدودا».

مقاتلات ميراج

ورافال وفرقاطات
فرنسية

باريس (رويترز):قال مصدر بالرئاسة الفرنسية إن مقاتلات فرنسية من طراز ميراج ورافال شاركت في الضربات الجوية على سوريا إلى جانب أربع فرقاطات. وأضاف المصدر أن هذا يشمل فرقاطة للدفاع الجوي وثلاث فرقاطات متعددة المهام وطائرات ميراج 2000 ورافال ونظام الإنذار المبكر والتحكم المحمول جوا (أواكس) إلى جانب خدمات الدعم والإمداد.

إيران: أمريكا وحلفاؤها مسؤولون عن التداعيات الإقليمية للهجوم

دبي (رويترز):قالت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية إن وزارة الخارجية نددت بالهجمات التي قادتها الولايات المتحدة على سوريا وقالت إن واشنطن وحلفاءها سيتحملون المسؤولية عن تداعيات الهجمات في المنطقة وخارجها. وقالت وزارة الخارجية في بيان نقلته وسائل الإعلام: «لا شك في أن الولايات المتحدة وحلفاءها الذين قاموا بالعمل العسكري ضد سوريا رغم غياب أي أدلة مؤكدة... سيتحملون المسؤولية عن تداعيات سياسة المغامرة على مستوى المنطقة وما يتجاوزها». وأضاف: «إيران تعارض استخدام الأسلحة الكيماوية على أساس المعايير الدينية والقانونية والأخلاقية وفي الوقت نفسه تدين بشدة... (استخدام ذلك) ذريعة للاعتداء على دولة ذات سيادة». وقال المحلل حسين شيخ الإسلام السفير الإيراني السابق لدى دمشق للتلفزيون الإيراني إن الهجمات ستساعد في توحيد السوريين خلف الحكومة. وقال شيخ الإسلام: «هذه الهجمات ستثبت الحكومة السورية... وتوحد العشائر المختلفة في سوريا مع إقدام السوريين على الدفاع عن استقلال حكومة بلادهم وسلامة أراضيها».

الضربة تم «استيعابها» وتم إخلاء القواعد

منذ أيام

بيروت (رويترز): قال مسؤول إقليمي بارز مؤيد لدمشق إن الحكومة السورية وحلفاءها استوعبوا الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإنه تم إجلاء المواقع المستهدفة منذ أيام بناء على تحذير من روسيا. وقال المسؤول لرويترز: «استوعبنا الضربة». وأضاف: «تلقينا إنذارا مبكرا للضربة من الروس...ومنذ أيام تم إخلاء كل الأماكن العسكرية. تلقينا حوالي 30 صاروخا من التحالف الثلاثي وتم إسقاط حوالي ثلثها من خلال الدفاعات الجوية».

خامنئي: الهجوم الغربي على سوريا جريمة

أنقرة (رويترز):قال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إن الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على سوريا امس السبت جريمة ولن يحقق أي مكاسب. وأضاف خامنئي في خطاب، وفقا لحسابه على تويتر: «الهجوم فجر اليوم على سوريا جريمة. أعلن بوضوح أن الرئيس الأمريكي ورئيس فرنسا ورئيسة الوزراء البريطانية مجرمون». وأضاف: «لن يجنوا من (الهجوم) أي فائدة مثلما ذهبوا إلى العراق وسوريا وأفغانستان على مدى السنوات الفائتة.