ماذا قال المدرّب السعدوني عن واقع التدريب في السلطنة

7 أيام الخميس ١٢/أبريل/٢٠١٨ ٢٣:٣٠ م
ماذا قال المدرّب السعدوني عن واقع التدريب في السلطنة

مسقط - خالد عرابي
شارك وفد من المدرّبين العُمانيين في الملتقى الخليجي السادس للمدرّبين والذي أقيم مؤخرا في لبنان تحت عنوان «معلّم صانع حضارة» بمشاركة 30 مدرِّبا و300 متدرّب خليجي وعربي، وضمّ الوفد العُماني ثلاثة مدرّبين هم: عوض السعدوني وبخيت الشبلي ويوسف الخنجري.. «7 أيام» التقت بعضهم ليحدّثونا عن الملتقى وواقع التدريب العربي، وواقعه في السلطنة ودوره في رفد وتنمية الكوادر الوطنية وسوق العمل العُماني.

يقول عوض السعدوني: أقيم الملتقى خلال أبريل الفائت، وانطلقت جلسته الافتتاحية برعاية سماحة مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس، وذلك في أزهر البقاع، وشهد الملتقى مشاركة وإقبالا عربيا رفيع المستوى، حيث شاركت فيه وفود خليجية وعربية ضمّت مدرّبين وخبراء التعليم في الوطن العربي من: مصر، السعودية، سلطنة عُمان، الجزائر، المغرب، الكويت، ليبيا وسوريا؛ وذلك لرفع مهارات المعلّم، ونقل الخبرات التربوية وأفضل التجارب العلمية العالمية.

وأكّد السعدوني على أن الملتقى شهد مشاركة عُمانية فاعلة وقوية بكل المقاييس سواء من ناحية الحضور أو المشاركة، وضمّ الملتقى عددا من سُبل التدريب ومنها إلقاء محاضرات وطرح أوراق عمل متنوّعة ومختلفة حول المعلّم ودوره وأهميته في صناعة جيل قوي ومثقف وقادر على صنع حضارة بالإضــافة إلى التركيز على دور التدريب في التنمية وخاصـــة في إيجاد شـــباب مختلــف لــديــه قدرة على التفكير الإبداعي، وكذلك العديد من حلقات العــمل المختلفة.

وعن واقع التدريب العربي قال المدرّب عوض السعدوني بأن مجال التدريب والتطوير شهد طفرة كبيرة في الوطن العربي منذ سنوات، حيث شعرت الدول والحكومات أن التدريب والتطوير هما السبيل إلى تنمية كفاءات وقدرات الشباب، وبالتالي القيام بدوره الفاعل والإيجابي في العمل والتنمية والقيام بواجبه تجاه وظيفته وما يقوم به من عمل، ومن ثم تجاه مجتمعه ووطنه، حيث إنه مع الوقت اكتُشِف أن كثيرا من المهن يكون واقعها الدراسي، أي ما درسه الموظّف وهو طالب في صفوف الدراسة أو في الجامعة وغيرها من المناهج الدراسية، كانت بعيدة كل البُعد عن الواقع العملي والوظيفي، وبالتالي كان يظل الموظف أو العامل غير قادر على القيام بمهمات عمله على الوجه الأكمل والمطلوب ومن ثم كان ذلك يؤثر على العمل والإنتاجية؛ ومن هنا كان الرهان على التدريب والتطوير لما له من دور في صقل مهارات وقدرات العاملين والموظفين.

غير أنه أشار إلى أنه وبالرغم مما ناله التدريب من أهمية واهتمام خلال سنوات مضت حيث أصبح هناك نشاط مكثّف للتدريب في كل مكان وفي كل المجالات إلا أن العامين الفائتين شهدا نوعا من التراجع؛ وذلك بسبب الظروف الاقتصادية وبسبب انخفاض أسعار النفط مما جعل بعض القطاعات في بعض الدول تخفّض من ميزانيات التدريب ومن ثم أدّى إلى تراجعه، وأكّد السعدوني على أن هذا الأمر كما ينطبق على الواقع والمجتمع العربي فهو ينطبق على الواقع التدريبي في السلطنة أيضا.

غير أن السعدوني أكّد على أن واقع التدريب وإن تأثّر في السلطنة بتراجع أسعار النفط في العام 2016 وكذلك وجود انكماشة اقتصادية في بعض القطاعات والأماكن إلا أنه يظل يراوح في المكان المعقول، ويمكن أن نقول بأنه مطمئن‘ فهو لم يُهمل تماما كما يظن البعض بل هو مستمر وقائم وينال الاهتمام لأنه لا غنى عنه وهو السبيل إلى تطوير الشباب والموظفين ومن ثم رفع الكفاءات والإنتاجية وتطوير الأمم والمجتمعات والبلدان.

وعودة إلى الملتقى، أشار بخيت الشبلي إلى أن الملتقى شهد تفاعلا قويا واستجابة كبيرة من قِبل المشاركين؛ وذلك لتميّزه وما ضمّه من خبرات مختلفة أثرت الملتقى بالحضور والمشاركة وما قدّمته من محاضرات، حيث ألقى سماحة المفتي الشيخ خليل الميس كلمة محفّزة، كما شارك فيه المستشار عبدالله شاهين، المشرف العام على الملتقى ومؤسس الرابطة العالمية للتربويين، ومشاركة من الكشاف مصعب ذيب، عميد فوج القرعون، ومشاركة المدرّب الدولي السعودي د.عرار سويد، والقائدة مريم ياسين وغيرهم الكثير.

وأكّد على أن الملتقى الخليجي التربوي الذي عقِد لأول مرة في لبنان بعنوان «معلّم صانع حضارة» يعدّ من أقوى الملتقيات التدريبية في الوطن العربي، وذلك بمستوى المشاركة والحضور والمدرّبين علاوة على ما تم طرحه من محاور وقضايا مختلفة.