فرنسا تدعم الإصلاحات السعودية

الحدث الخميس ١٢/أبريل/٢٠١٨ ٠٧:١٥ ص

باريس - رويترز

هاجم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منتقدي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وقال إن من السهل توجيه الانتقادات لتعجل الأمير الشاب في حركة الإصلاح وحث من يذمه على منحه فسحة من الوقت.

كان الأمير محمد، الذي اختتم أمس الأول الثلاثاء زيارة استغرقت ثلاثة أيام لفرنسا، قد حاز إشـــادات غربية بســـعيه لتقليل اعتماد المملكة على النفط ومعالجة فســـاد مزمن وتنفيذ إصلاحات اجتماعية وثقافية في المجتمع السعودي.
غير أن بعض المستثمرين وهنت عزائمهم من جراء شدة الحملة على الفســـاد وما اكتنفها من سرية في نوفمبر الفائت.
وبعد لقاء أول اتسم بالتوتر بين الزعيمين في الرياض في نوفمبر الفائت هيمن عليه خلاف في الرأي حول إيران سعى كل من ماكرون والأمير محمد للتعرّف على الآخر والتركيز على النقاط المشتركة لا على خلافاتهما.
وقال ماكرون والأمير البالغ من العمر 32 عاما يقف إلى جواره «أسمع تساؤلات مشروعة من المجتمع المدني والصحفيين عن حقوق الإنسان وقضايا مختلفة حساسة فيما يتعلّق ببلدكم (لكني) أنظر أيضا إلى ما يجري في المنطقة. نحن هنا أمام زعيم شاب سيؤدي أعلى المهمات في بلد 70 % من سكانه دون سن الثلاثين».
وأضاف: «بوسعنا أن يكون لنا الخيار في التمسك بمواقفنا التقليدية ويمكننا أن نقرر أن تكون أول الأفعال لتحديث هذا المجتمع شكلية. وإذا فعلنا ذلك فإننا سنترك الأمير محمد يواجه من يرون العكس في منطقته ويقررون العودة للوراء والحفاظ على الإسلام السياسي أو الإرهاب».
وفي إطار الإصلاحات التي ارتبطت بولي العهد تم تخفيف قيود اجتماعية مثل رفع الحظر على دور السينما وقيادة النساء للسيارات. كما وعد بالعمل على نشر الاعتدال.
وخلال زيارته لباريس التقى الأمير محمد بقيادات دينية ودعا إلى شراكة استراتيجية جديدة تتركز في جوهرها على القوة الثقافية الناعمة التي تتمتع بها فرنسا وخبراتها السياحية بدلا من توقيع عقود ببلايين الدولارات كما فعل في الولايات المتحدة وبريطانيا.
وقال الأمير محمد مازحا خلال المؤتمر الصحفي بقصر الإليزيه «أنا وأنت من كبار السن في السعودية لأن 70 % من السكان أصغر منا سنا».
وأضاف: «الشراكة بين السعودية وفرنسا مهمة للغاية وخاصة الآن لما تشهده أوروبا والشرق الأوسط من تغيّرات في العالم».
وكانت العلاقة بين الزعيمين شهدت بعض التوتر في نوفمبر بعد أن اتّهم مسؤولون لبنانيون السعودية باحتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري رهينة في المملكة.
وانتهى الأمر بتوسط ماكرون للوصول إلى حل مع الأمير محمد وتناول الثلاثة العشاء في قصر الإليزيه ونشر الحريري صورة التقطها بنفسه لثلاثتهم.
وفي حين أن ماكرون لم يشر على وجه التحديد إلى حقوق الإنسان أو الحريات في المملكة فربما اختار أن يوجّه رسالة غير مباشرة قبل يومين في عشاء خاص وجولة في متحف اللوفر تضمّنت عرضا لرسام القرن التاسع عشر الفرنسي الثوري يوجين ديلاكروا.
وفي صورة على حســـاب ماكرون على تويتر ظهر الاثنان وهما يتأملان لوحة (الحرية تقود الشعب) أشهر أعمال ديلاكروا.
وقال ماكرون يوم الثلاثاء «إذا كانت هناك فرصة واحدة لنجاح مشروعه فمن مسؤولية فرنسا أن تقف إلى جواره».