«صوغات مسكد» علامة عالمية!

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٢/أبريل/٢٠١٨ ٠٥:١٩ ص
«صوغات مسكد» علامة عالمية!

علي بن راشد المطاعني

ali.matani@hotmail.com

النهوض بالحرف التقليدية وتشجيع الحرفيين ليست مسؤولية الحكومات لوحدها، وإنما مسؤولية مشتركة تقع على كافة أطياف المجتمع، وخاصة رجال الأعمال وأصحاب المراكز التجارية والمولات وغيرها، ويتمثل ذلك من خلال إنشاء أماكن خاصة بالحرفيات الوطنية في ردهات المراكز أو أجزاء منها تحت مسميات (الأسواق التقليدية)، وذلك لتحقيق العديد من الأهداف والمرامي الهادفة لتحفيز الحرفيين وتشجيع الصناعات التقليدية فضلا عن إضفاء قيمة مضافة عالية لهذه المراكز التي تفيض متاجرها بالعلامات التجارية العالمية التي مل الناس منها من كثرة تكرارها في كل مكان وفي كل وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي.

لقد أثلج صدورنا إنشاء علامة تقليدية محلية تحت اسم «صوغات مسكد» كعلامة تجارية تقليدية عُمانية ومبادرة وطنية من إحدى رائدات الأعمال لشجيع رواد الأعمال المحترفين الصناعات التقلدية تحتضن الحرف والصناعات التقليدية في البلاد وتشجع الحرفيين على ممارستها من خلال منافذ بيع لها، وتعطر المولات أو أينما توجد في ردهاتها برائحة البخور وضيافة التمور العمانية والحلويات العمانية التقليدية، فبدأ مشروع «صوغات مسكد» كمبادرة بتعزيز وجود رواد الأعمال في المجمعات التجارية وتستقطب أسرة صوغات مسكد رواد أعمال وتقدم لهم الدعم الفني والإداري للرفع من كفاءة المنتج بما يناسب ومتطلبت الحياة المدنية.
ولعل احتضان (مسقط جراند مول) لهذا الركن في أحد أجزائه الكبيرة يضيف بعدا جديدا لما يتميز به هذا المركز الوطني كأحد أهم المراكز التجارية الذي أسهم في توفير مكانا ملائما وبأسعار محفزة لإنشاء ركن للصناعات التقليدية تحت علامة (صوغات مسكد) .
إن هذه الأفكار المبدعة في إظهار الصناعات التقليدية بحلة جديدة وذات طابع عصري رائع، وإيجاد مكان مرموق لها في المراكز التجارية يجب أن يحظى بالتشجيع والتحفيز كأحد السبل للنهوض بهذه الصناعات الوطنية التي علينا إيلاؤها كل الاهتمام.
لقد هالتني فكرة صوغات مسكد بأناقة العرض ودقة الاختيار للمنتجات الحرفية التي تعتزم الأخذ بهذه الحرفيات لكي تتزين وتزدان بها كل المجمعات التجارية كعلامة تجارية عُمانية تنحو للعالمية لتجوب العالم كغيرها من العلامات التجارية التي بدأت صغيرة محلية وتتربع اليوم عروش الماركات العالمية، لكن يجب أن تزدهر قبل في مجتمعها.
ولا ننسى بطبيعة الحال استمرار الدعم والتشجيع والتحفيز، الذي نتطلع أن يكون من كافة الجهات الحكومية والمراكز التجارية وبنفس القدر وبذات الصميمية لتتكامل هذه الجهود مع بعضها البعض لصناعة علاماتنا التجارية الخاصة بنا في مجال الصناعات الحرفية العُمانية، فهذا أقل ما يمكن تقديمه في هذا المجال الحيوي والاقتصادي في آن معا، فهذه الثروة الوطنية يجب أن نسهم جميعا في إبرازها وتعزيزها.
فالجهات الحكومية المختصة معنية بالود الجميل بإلزام المراكز التجارية بإيجاد ركن بهي بها للصناعات الحرفية كالتزام وطني واجتماعي أصيل يتحتم عبر الإيمان به وبجدواه الإيفاء بمتطلباته كجزء لا يتجزأ من الامتياز الممنوح بإنشاء هذه المراكز باعتبارها المكان الملائم والمناسب والأفضل لتشجيع مثل هذه الصناعات الوطنية الأصيلة، فضلا عن رغبة الزوار والسياح في الإطلاع على الموروثات التقليدية لأي بلد والإلمام بما تزخر به من منتجات حرفية ومن لقى حضارية.
نأمل أن تحقق صوغات مسكد النجاح تلو الآخر في تشجيع الحرفيين وعرض منتجاتهم المتميزة التي تعكس إرثا حضاريا كبيرا لبلد ضاربة جذوره أصلا في أعماق الحضارة والأصالة تلك هي السلطنة بطبيعة الحال وأن تتيح المراكز التجارية الأخرى لصوغات مسكد إضفاء رونق الصناعات الحرفية بين ردهات لتكسر التلوث الضوئي على الأقل من إشعاعات البردانات العالمية وصيحات الموضة المزعجة إلى منتجات تستريح لها الأنفس تشم فيها عبق الماضي، وتسترجع من خلالها ذكريات الأمس وترسخ في أجيال اليوم مورثات الآباء والأجداد قبل أن تجرفهم الموضات بموديلاتها، فهذا أقل ما يمكن أن نقدمه لبلادنا وجزء من استحقاقات تراثنا علينا، وخدمة مجتمعنا الذي أجزل العطايا بدون حدود، فخدمة غارثه وتاريخه ومورثاته التقليدية واجب كجزء من مسؤوليتنا الوطنية والاجتماعية كمولات نأخذ أكثر من نعطي فحان الوقت لرد الجميل بأجمل منه باحتضان ركن صوغات مسكد لتكون علامة عمانية بين مئات الماركات.