في إنجاز طبي جديد لـ«القوات المسلحة» زراعة قرنية واحدة لمريضين

بلادنا الخميس ١٢/أبريل/٢٠١٨ ٠٥:٠٨ ص
في إنجاز طبي جديد لـ«القوات المسلحة»

زراعة قرنية واحدة لمريضين

مسقط -
تتوالى الإنجازات التي تحققها الخدمات الطبية للقوات المسلحة بفضل الرعاية والاهتمام من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة - حفظه الله ورعاه - لقوات جلالته الباسلة ومنتســبيها، وذلك من خلال تزويدها بالكوادر الوطنــية المؤهلة وباستخدام أفضـــل التقنـيات المتطورة في مجال طب العيون، إذ قام مركز طب العيون بمستشفى القوات المسلحة بالخوض بعملية زراعة قرنية واحدة لمريضين وهو أول إنجاز طبي في مجال طب العيون في السلطنة.

إضافة جديدة ونوعية
وقد أجرى مستشفى القوات المسلحة مؤخراً العديد من العمليات الطبية الناجحة مما جعله يتبوأ مكانة مرموقة في تطور الخدمات الصحية في البلاد وتحقيق الكثير من الإنجازات في المجالات الطبية، ويأتي مركز طب العيون بمستشفى القوات المسلحة كإضافة جديدة ونوعية هادفة إلى تطور وجودة الخدمات المقدمة للمرضى وتمكن المركز مؤخراً من القيام بإحدى العمليات الحديثة والتي تعد الأولى من نوعها في السلطنة، ويعد هذا الإنجاز الجديد ضمن سلسلة الإنجازات الطبية التي حققتها الخدمات الطبية للقوات المسلحة ومواكبتها للتقدم العلمي في مجالات الطب المختلفة، وذلك وفقاً للخطط التي تنتهجها الخدمات الطبية في التحديث والتطوير وبما يعمل على إدامة عوامل الارتقاء بمســتويات الكوادر الوطنية الطبية من مختلف التخصصات الطبية والجراحية.

وتعد هذه العملية الأولى من نوعها في السلطنة والتي أشرف على تنفيذها كادر طبي وطني مؤهل ومتخصص لمثل هذا النوع من عمليات زراعة القرنية، وقد جرى تدريب الطاقم الفني المساعد للجراح في مدرسة جراحة العيون بمستشفى القوات المسلحة، وأجريت العملية باستخدام جهـاز (الفيزوماكس) الذي يستخدم تقنية (الفيمتوثانية ليزر) لجراحة العيون، وذلك من خلال عمليات تصحيح النظر وعملية فصل القرنية إلى جزأين.
الجدير بالذكر أن مركز طب العيون بما يحتويه من مرافق وتجهيزات طبية متقدمة والذي افتتح في 17 ديسمبر 2017 يعدّ من المشاريع الحيوية الرئيسية في مستشفى القوات المسلحة، ويمكن جميع الأطقم الطبية العاملة فيه من تقديم مستويات أفضل من الرعاية الصحية والخدمات العلاجية في التخصصات الطبية التي يشملها، والتي أصبحت تتسم بالجودة والمستوى المتقدم.

نقلة نوعية في طب العيون

وحول هذا الإنجاز الطبي الجديد تحدث رئيس مركز طب العيون بمستشفى القوات المسلحة العقيد طبيب راشد بن محمد السعيدي استشاري أول طب وجراحة عيون للتوجيه المعنوي قائلاً: «لقد أنشى مركز طب العيون بمستشفى القوات المسلحة منذ سنتين وتم افتتاحه رسميا في أواخر العام الفائت، وقد شكل نقلة نوعية في مجال طب العيون لما يمتلكه من كوادر طبية متخصصة وأجهزة حديثة ومتقدمة، وذلك بفضل الرعاية الكريمة التي يوليها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة - حفظه الله ورعاه -لأبنائه من منتسبي قوات السلطان المسلحة وأسرهم في كافة المجالات، وكذلك الدعم والاهتمام الذي يقدمه المسؤولون كافة بوزارة الدفاع، وقد زوِّد مركز طب العيون بأجهزة حديثة أبرزها جهاز (الفيزوماكس) الذي يستخدم تقنية (فيموثانية ليزر) لجراحة العيون وهو جهاز يقوم بعدة عمليات منها عمليات تصحيح النظر، وعملية فصل القرنية إلى جزأين، وكما هو معلوم أن عمليات زراعة القرنية كانت في السابق تُجرى خارج السلطنة، وهنا تكمن المشكلة الحقيقية إذ إن المريض بعد إجراء عملية زراعة القرنية يحتاج إلى الرعاية والمتابعة المستمرة للعملية لدقة وحساسية مثل هذه العمليات، فالحمد لله أصبح الأمر الآن متاحاً في السلطنة دون الحاجة إلى تكبد عناء السفر، وجرى تجهيز مركز طب العيون بمستشفى القوات المسلحة بالأجهزة والكوادر الطبية المتخصصة، ومما يميز هذا المركز أن معظم كادره الطبي من العمانيين المتخصصين، وكذلك كوادره الفنية المساعدة من العمانيين الذين جرى تدريبهم في مدرسة الخدمات الطبية لقوات السلطان المسلحة، وتمنح المدرسة درجة الدبلوم للكوادر الفنية والمعترف بها من الجهات التعليمية المختلفة، إضافة إلى ابتعاث الأطباء للخارج، وأن وجود كادر عماني طبي متخصص في الوقت الراهن يسهل عملية استخدام التكنولوجيا الحديثة ونقلها للكوادر الوطنية القادمة بإذن الله وكذلك يضمن استمرارية العلاج، وقد جرى عمل (بنك) مصغر للقرنية بهدف إجراء التجارب وتدريب الكوادر والمتخصصين قبل إجراء العمليات، وأثناء عملية التدريب يجري استخدام إما عيون حيوانية أو عيون صناعية، وذلك لندرة توفر القرنية، إذ تجلب جلبها من الخارج، ولتوفير قدر ممكن من القرنيات جرى استحداث طريقة زرع قرنية واحدة لمريضين والتي جرت بنجاح في المركز بفضل الله تعالى».

تجهيز ما يلزم لضمان عملية ناجحة
الوكيل آسيا بنت ناصر الضامرية ممرضة في غرفة عمليات العيون بمستشفى القوات المسلحة قالت: «زراعة القرنية من العمليات الجديدة التي أُنجزت بمستشفى القوات المسلحة، والأحدث هو زراعة جزء منها وإزالة الجزء المتضرر منها سواء أكان الجزء الأمامي أو الخلفي من القرنية، ودوري كممرضة هو الإشراف العام على حالة المريض الصحية والنفسية وجعله في أتم الاستعداد للعملية، بالإضافة إلى التأكد من وعيه التام للعملية، كما أقوم بالإشراف الكلي على غرفة العمليات من حيث وجود الأدوات المستخدمة، والتعقيم للمكان والتأكد من جاهزيته لإجراء العملية».

الرقيب نوال بنت راشد السديرية فنية جراحة عيون بالمركز الطبي بمستشفى القوات المسلحة قالت: «من أهم الأحداث التي قام بها مركز طب العيون بمستشفى القوات المسلحة مؤخراً هي زراعة القرنية بطرق مختلفة وحديثة، ومنها الزراعة الكلية والزراعة الجزئية سواء للطبقة الأمامية أو الخلفية من القرنية بحيث أصبح بالإمكان استغلال قرنية واحدة لمتبرع لمريضين باستخدام جهاز يدعى (الفيمتو ماكس) وباستخدام تقنية (الفيمتو ثانية ليزر)، وفي هذه الحالة تكون نسبة رفض القرنية ضعيفة جداً، ويتمثل دوري كفني جراحة عيون متخصصة في هذا المجال بقيامي بتجهيز كل ما يلزم لضمان عملية معقمة وناجحة سواء أكان أجهزة أم معدات قد نحتاجها أثناء العملية».

أحدث وأدق الأجهزة

الرقيب أول حسين بن خلفان الحنظلي فني جراحة عيون بالمركز الطبي بمستشفى القوات المسلحة قال: «مهمتي كفني جراحة العيون يكمن في تجهيز غرفة العمليات وتجهيز الأدوات والتأكد من تعقيمها والمحافظة عليها، والطريقة الحديثة لزراعة القرنية التي قام بها مركز طب العيون تجري عن طريق قطع كلي أو جزئي للقرنية فالقطع الجزئي للقرنية عبارة عن قطع الجزء المصاب من القرنية سواء الجزء الأمامي أو الخلفي للقرنية واستبداله بجزء سليم بحيث بالإمكان استخدام قرنية متبرع واحدة لعلاج شخصين أو مصابين اثنين، ويجري ذلك باستخدام جهاز دقيق وحديث يعتمد على الليزر، كما أن تقنية (الفيمتوثانية ليزر) في مركز طب العيون تعد من أحدث وأدق الأجهزة التي تستخدم الليزر في علاج مشاكل القرنية».
منصور بن خميس الشريقي أحد المرضى المستفيدين من التقنية الحديثة في زراعة القرنية وهو أخ لأحد منتسبي قوات السلطان المسلحة، قال: «كنت أعاني من مرض انخراط في القرنيات وطبيعة هذا المرض يسبب بعد فترة من الزمن أمراض منها نقص سمك القرنية وضعف حاد في النظر، ولله الحمد فقد سنحت لي الفرصة للعلاج في مستشفى القوات المسلحة بمركز طب العيون، فقد جرت زراعة قرنية لي بشكل جزئي عبر جهاز متطور وعالي الأداء يسمى (فيمتوثانية ليزر)، وتمتاز هذا العملية بسرعة التماثل للشفاء، وقد أكملت منذ إجراء العملية أســـبوعين وأنا في تحسن مستمر وكبير، وحقيقة الأمر أن مستشفى القوات المسلحة يشهد تطوراً متنامياً ومتسارعا في مختلف المجالات الطبية منها مجال طب العيون، وأتقدم بجزيل الشكر والامتنان لجميع العاملين والكادر الطبي بمركز طب العيون بمستشفى القوات المسلحة على ما قدموه لي من رعاية واهتمام ومتابعة مستمرة متمنياً لهم مزيداً من التقدم والتطور والتوفيق والنجاح».

نسبة عالية لنجاح العملية

الرقيب ثابت بن محمد البلوشي أحد المرضى المستفيدين من التقنية الحديثة في زراعة القرنية تحدث قائلاً: «كنت أعاني من القرنية المخروطية، وبعد زيارات عدة لطبيب العيون بمستشفى القوات المسلحة الذي طمأنني بوجود علاج لمشكلتي الصحية من خلال زراعة القرنية، وقد أخبرني الطبيب بالنسبة العالية المشجعة لنجاح العملية، بالإضافة إلى وجود أجهزة متطورة في جراحة القرنية الأمر الذي شجعني على إجراء العملية، والحمد لله فقد تكللت العملية بالنجاح والتوفيق من الله سبحانه وتعالى، وأتوجه بجزيل الشكر لمركز طب العيون بمستشفى القوات المسلحة بشكل خاص والعاملين كافة بالمستشفى على جهودهم الطبية واهتمامهم الكبير بالمرضى».
إلهام بنت سالم الشكيلية وهي ابنة أحد منتسبي قوات السلطان المسلحة وإحدى المستفيدات من التقنية الحديثة في زراعة القرنية قالت: «كنت أعاني من ضعف في النظر وقدمت إلى طبيب العيون بمستشفى القوات المسلحة الذي أعطاني نظارات طبية لعدة سنوات كمرحلة أولى، بعدها أُعطيت عدسات طبية كمرحلة ثانية للعلاج، بعدها قرر الطبيب إجراء عملية لزراعة القرنية، ومن الأسباب التي شجعتني ودفعتني لإجراء عملية زراعة القرنية وجود الأجهزة الحديثة في مجال جراحة القرنية ووجود مركز متخصص بمستشفى القوات المسلحة علاوة على ذلك وجود الكادر الطبي المؤهل، والحمد لله تكللت العملية بالنجاح، وأتقدم بجزيل الشكر للقائمين على مستشفى القوات المسلحة على ما قدموه لي من رعاية واهتمام، متمنية لهم دوام التوفيق والتقدم».